نتكلّم في هذا الفصل لبيان ترجمة جعفر بن محمّد بن قولويه وذكر مؤلّفاته وذكر أسامي مشايخه وتلامذته ، ونبحث عن وثاقة مشايخه ، فها هنا مقالات خمسة :
المقالة الأولى : ترجمة ابن قولويه
ذكره النجاشي في رجاله ، قائلا : "جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، أبو القاسم ، وكان أبوه يُلقّب مسلمة ، من خيار أصحاب سعد ، وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه عن سعد ، وقال : ما سمعتُ من سعد إلاّ أربعة أحاديث ، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل ، وكلّ ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه" .
[1] وذكره الشيخ في فهرسته ، قائلا : "جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ، يُكنّى أبا القاسم ، ثقة ، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه" .
[2] وقال عنه الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) : "جعفر بن محمّد بن قولويه : يُكنّى أبا القاسم ، القمّي ، صاحب مصنّفات ، قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست ، روى عنه التَّلّعُكبَري ، وأخبرنا عنه محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عُبَيد الله وأحمد بن عبدون وابن عزور ، مات سنة ثمان وستّين وثلاثمئة" .
[3]
وصفه الشيخ المفيد بالشيخ الصدوق، على ما حكاه النجاشي في رجاله .
[4] ونرى أنّ ابن طاووس يصفه في اقبال الأعمال بالشيخ الصدوق ، المتّفق على أمانته ، جعفر بن محمّد بن قولويه .
[5] وقال ابن حجر في لسان الميزان : "جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، أبو القاسم ، السَّهمي ، الشيعي ، من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين ، متّهم ، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في شيوخ الشيعة ، وتلمّذ له المفيد وبالغ في إطرائه ، وحدّث عنه أيضاً الحسين بن عُبَيد الله الغضائري ومحمّد بن سليم الصابوني بمصر" .
[6] هذا وقد وقع الكلام في سنة وفاته ، فذكر الشيخ أنّه توفّي سنة 368 ، وتبعه ابن حجر في لسان الميزان .
وقال العلاّمة في خلاصة الأقوال أنّ وفاته في سنة 366 هجرية، كماوذكر الراوندي في كتابه في قصّة فيها مكرمة للإمام الثاني عشر أنّ وفاته وقعت في سنة 369 هجرية.
[7] أمّا مدفنه فهو مدفون بالكاظمية في الرواق الشريف وفي محاذاته تلميذه الشيخ المفيد .
المقالة الثانية : مؤلّفات ابن قولويه
إنّ ابن قولويه قام بتأليف وتصنيف كتب عديدة ، وذكر النجاشي أنّ كتبه كتب حسان ، وذكر الشيخ أنّ له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقة .
ثمّ إنّ الشيخ الطوسي أورد في فهرسته أسامي بعض كتبه ، كما أنّ النجاشي ذكر أسامي أكثر كتبه .
و امّا ما ذكره الشيخ والنجاشي :
1 . كتاب الجمعة والجماعة
2 . كتاب الصرف
3 . كتاب الوطي بملك اليمين
4 . كتاب الرضاع
5 . كتاب الأضاحي
6 . كتاب مداراة الجسد
[8] و امّا تفرّد النجاشي بنقله:
7 . كتاب الصلاة
8 . كتاب الصداق
9 . كتاب بيان حلّ الحيوان من محرّمه
10 . كتاب قسمة الزكاة
11 . كتاب الحجّ
12 . كتاب القضاء وآداب الأحكام
13 . كتاب الشهادات
14 . كتاب العقيقة
15 . كتاب النساء
[9] 16 . كتاب قيام الليل
17 . كتاب الورد
18 . كتاب العدد في شهر رمضان
19 . كتاب الردّ على ابن داوود في عدد شهر رمضان
20 . كتاب يوم وليلة
21 . كتاب تاريخ الشهور والحوادث فيها
22 . كتاب النوادر
و امّا ما تفرّد الشيخ بذكره:
23 . كتاب الفطرة
وأنت خبير بأنّ الشيخ والنجاشي لم يقصدا استقصاء كتب ابن قولويه ، مع نصّ الشيخ في فهرسته بأنّها على عدد كتب الفقه ، كما أنّه قال عنه في رجاله: "صاحب مصنّفات ، قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست" ، ونحن نرى أنّ النجاشي وإن ذكر أسامي كتب ابن قولويه فأكثر ، لكنّه لم يستقصها أيضاً ; لقصور ما ذكره عن كثير من كتب الفقه وأبوابه .
فابن قولويه كان من المؤلّفين المكثرين ، وإن ذهب عنّا شطر مهمّ من أسماء كتبه .
24 . كتاب الفهرست، قال الشيخ الطوسي في فهرسته في ترجمة ابن قولويه بعد ذكر أسامي بعض كتبه: "وله فهرست ما رواه من الكتب والأُصول" .
[10] ثمّ إنّ الشيخ ذكر في الفهرست كتاب كامل الزيارات بعنوان "جامع الزيارات" ، والنجاشي بعنوان "كتاب الزيارات" .
كتاب كامل الزيارات لم يزل كتاباً مشهوراً معروفاً بين الأصحاب ، كما قال عنه العلاّمة المجلسي في البحار : "وكتاب كامل الزيارة من الأُصول المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيرُه من المحدّثين" .
[11] وقد عدّ الشيخ الحرّ كتاب كامل الزيارات من الكتب المعتمدة التي شهد بصحّتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها ، وتواترت عن مؤلّفيها وعُلمت نسبتها إليهم .
[12]
المقالة الثالثة : ذكر شيوخ ابن قولويه
نثبت فيما يلي أسماء شيوخ ابن قولويه، استخرجناها من كتب الحديث والرجال، ونذكر ترجمة كلّ واحد منهم.
وقد كان 60 % من شيوخه من الأجلاّء والثقات ، و 25 % من الذين ذُكروا في كتب الرجال ، ولكن ليس لهم توثيق صريح ، و 15 % المهملين .
وها هي أسماء شيوخه على ترتيب الهجاء:
1 . أحمد بن إسماعيل بن عبد الله البَجَلي: قال عنه النجاشي في رجاله : "كان من أهل قمّ ، يُلقّب سمكة ، كان من أهل الفضل والأدب والعلم "،[131415]
2 . أحمد بن إصفهبذ: ذكره النجاشي في رجاله بعنوان : "أحمد بن إصفهبذ القمّي ، الضرير ، المفسّر" ،[161718]
3 . أحمد بن عبد الله بن علي الناقد: لم يُذكر في كتب الرجال والتراجم.
[19] 4 . أحمد بن علي بن مهدي الأنصاري: قال عنه الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) : "أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب بن محمّد بن علي الرَّقِّي ، الأنصاري ، يُكنّى أبا علي ، سمع منه التلعُكبَري بمصر سنة أربعين وثلاثمئة ، عن أبيه ، عن الرضا(عليه السلام) ، وله منه إجازه" .
[20] 5 . أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهل: لم يُذكر في كتب الرجال والتراجم.
[21] 6 . أحمد بن محمّد بن سعيد بن عُقدة: قال النجاشي في حقّه: "هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في حفظه وعظمه ، وكان كوفيّاً زيديّاً جاروديّاً ، على ذلك مات ، وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم وعظم محلّه وثقته وأمانته" .
[22] 7 . أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفي: ذكره النجاشي أنّه كان ثقةً جليلا من أصحابنا ،[232425]
8 . جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن الموسوي: قال عنه الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) : "جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عُبَيد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) ، العلوي ، الحسيني ، الموسوي ، المصري ، روى عنه التَّلّعُكبَري ، وكان سماعه منه سنة أربعين وثلاثمئة بمصر ، وله منه إجازة" .
[26] 9 . الحسن بن زِبرِقان الطبري: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[27] 10 . الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[28] 11 . الحسن بن علي أبو محمّد الحجّال: قال عنه النجاشي في رجاله : "من أصحابنا القمّيّين ، ثقة ، كان شريكاً لمحمّد بن الحسن بن الوليد في التجارة ، له كتاب الجامع في أبواب الشريعة ـ كبير ـ ، وسُمّي الحجّال ; لأنّه كان دائماً يعادل الحجّال الكوفي الذي يبيع الحجل" .
[29] 12 . الحسن بن علي بن أبي عقيل العَمّاني: ذكر النجاشي في رجاله أنّه كان فقيهاً متكلّما ،[303132]
13 . الحسين بن شاذَوَيه الصفّار: ذكره النجاشي في رجاله ، قائلا : "الحسين بن شاذَوَيه ، أبو عبد الله ، الصفّار ، وكان صحّافاً فيقال : الصحّاف ، كان ثقة ، قليل الحديث" ،[333435]
14 . الحسين بن علي بن الزعفراني: لم يُذكر في كتب الرجال والتراجم.
[36] 15 . الحسين بن محمّد بن عامر الأشعري: ذكره النجاشي في رجاله بعنوان : "الحسين بن محمّد بن عمران بن أبي بكر الأشعري ، القمّي" ، وذكر أنّه كان ثقة ،[3738]
16 . حكيم بن داوود بن حكيم: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[39] 17 . عبد الله بن الفضل بن هلال الصابوني: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[40] 18 . عُبَيد الله بن الفضل بن محمّد بن هلال: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[41] 19 .علي بن الحسين السعد آبادي القمّي: ذكره الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) ، قائلا : "علي بن الحسين السعد آبادي : روى عنه الكليني وروى عنه الزُّراري ، وكان معلّمه" .
[42] 20 . علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي: صرّح النجاشي بأنّه كان شيخ القمّيّين في عصره ، ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم ،[434445]
21 . علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني: ذكره النجاشي في رجاله بعنوان : "علي بن أبي سهل حاتم بن أبي حاتم القزويني" ، وذكر أنّه كان ثقةً في نفسه ، لكن كان يروي عن الضعفاء ،[464748]
22 . علي بن محمّد بن إبراهيم الرازي: قال عنه النجاشي: "يُكنّى أبا الحسن ، ثقة ، عين" .
[49] 23 . علي بن محمّد بن قولويه ، (أخوه): أورده النجاشي في رجاله ، فقال عنه : "يُلقّب أبوه مملة ، روى الحديث ، ومات حدث السنّ ، لم يُسمع منه ، له كتاب فضل العلم وآدابه ، أخبرنا به محمّد والحسن بن هَديّة ، قالا : حدّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثنا أخي به" .
[50] ولايخفى عليك أنّ المراد من قول النجاشي: "لم يسمع منه" ، أنّه لم يسمع منه الناس شيئاً كثيراً ; لحداثة سنّه وموته قبل الشيخوخة ، وإلاّ فقد روى عنه أخوه جعفر في كامل الزيارات في عدّة مواضع [5152]
24 . علي بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار الصيرفي: قال عنه الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) : "روى عنه التَّلّعُكبَري وسمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمئة ، وله منه إجازة ، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة" .
[53] 25 . القاسم بن محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني: لم يُذكر في كتب الرجال والتراجم.
[54] 26 . محمّد بن أحمد الزعفراني العسكري: قال عنه الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) : "يُكنّى أبا عبد الرحمن ، المصري ، نزيل بغداد ، روى عنه التلّعكبَري ، سمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمئة ، وله منه إجازة" .
[55] 27 . محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجُعفي: قال عنه النجاشي: "كان معروفاً بالصابوني ، وسكن مصر ، وكان زيديّاً ثمّ عاد إلينا ، وكانت له منزلة بمصر ".
[56] 28 . محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[57] 29 . محمّد بن الحسن بن علي بن مَهزِيار: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[58] 30 . محمّد بن الحسين بن مَتَّ الجوهري: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[59] 31 . محمّد بن الحسن بن الوليد: قال عنه النجاشي : "شيخ القمّيّين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قمّ وما كان أصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه" ،[606162]
32 . محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن القرشي: كان خال والد أبي غالب الزُّراري ، وقال عنه أبو غالب :"كان أحد رواة الحديث ومشايخ الشيعة . . . وكان من محلّه في الشيعة أنّه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستّين ومئتين ، وأقام بها سنة وعاد ، وقد ظهر له من أمر الصاحب(عليه السلام) ما احتاج إليه" .
[63] 33 . محمّد بن عبد الله بن جعفر الحِميري: قال عنه النجاشي: "كان شيخ القمّيّين ووجههم "،[646566]
34 . محمّد بن عبد الله بن علي الناقد: لم يُذكر في كتب الرجال والتراجم.
[67] 35 . محمّد بن عبد المؤمن المؤدّب القمّي: وثّقه النجاشي في رجاله .
[68] 36 . محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي: قال عنه النجاشي: "كان ثقةً ، عيناً ، وروى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العيّاشي وأخذ عنه وتخرّج عليه وفي داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهلِ العلم ، له كتاب الرجال ، كثير العلم ، وفيه أغلاط كثيرة "،[697071]
37 . محمّد بن قولويه ، (والده): قال النجاشي إنّه يُلقّب مسلمة ، وكان من خيار أصحاب سعد ،[727374]
38 . محمّد بن الوارث السمرقندي
[75] 39 . محمّد بن همّام بن سهيل الإسكافي: ذكر النجاشي أنّه كان شيخ أصحابنا ومتقدّمهم ، وكانت له منزلة عظيمة ،[767778]
40 . محمّد بن يعقوب الكليني: قال عنه النجاشي: "كان شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم "،[798081]
41 . هارون بن موسى التَّلّعُكبَري: قال عنه النجاشي في رجاله : "كان وجهاً من أصحابنا ، ثقة ، لايُطعن عليه ، له كتب منها : كتاب الجوامع في علوم الدين ، كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرؤون عليه" ،[8283]
المقالة الرابعة : ذكر تلامذته ومن روى عنه
نثبت فيما يلي أسماء من روى عن ابن قولويه، استخرجناهامن كتب الأخبار والرجال ، مع ذكر ما ورد في ترجمة كلِّ واحد منهم، وقد كان 40 % من تلامذته من الموثّقين ، و 60 % منهم من المهملين، ولم تُذكر أسماءهم في كتب الرجال .
وها هي أسماء تلامذته على ترتيب الهجاء:
1 . ابن عبدون: ذكره النجاشي في رجاله ، قائلا : "أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز : أبو عبد الله ، شيخنا ، المعروف بابن عبدون" ،[8485]
2 . أحمد بن علي بن نوح السيرافي: ترجمه النجاشي في رجاله ، وذكر أنّه كان نزيل البصرة ، وكان ثقة في حديثة ، متقناً فيما يرويه ، فقيهاً ، بصيراً بالحديث والرواية ، وهو أُستاذنا وشيخنا ومَن استفدنا عنه .
[86] 3 . أحمد بن محمّد بن عيّاش: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[87] 4 . الحسن علي بن بلال المُهلّبي: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[88] 5 . الحسين بن أحمد بن محمّد بن هَديّة: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[89] 6 . الحسين بن أحمد بن المغيرة البُوشَنجي: لم يُذكر كتب الرجال والتراجم.
[90] 7 . الحسين بن عُبَيد الله الغضائري: ذكر النجاشي أنّه كان شيخه ،[9192]
8 . حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي: ذكره الشيخ في رجاله في من لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام)، وقال عنه:"كان عالماً جليلا ، وروى جميع مصنّفات الشيعة وأُصولهم عن ابن الوليد وجعفر بن محمّد بن قولويه وغيرهما" .
[93] 9 . محمّد بن سليم الصابوني: لم يُذكر في كتب الرجال والتراجم.
[94] 10 . محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد: ترجمه النجاشي في رجاله ، وذكر أنّ فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم ،[959697]
المقالة الخامسة : توثيق مشايخ ابن قولويه
ذكر ابن قولويه في مقدّمة كتاب كامل الزيارات هكذا : "وأنا مبيّن لك ـ أطال الله بقاك ـ ما أثاب الله به الزائر لنبيّه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ، بالآثار الواردة عنهم(عليهم السلام) ... ولم أخرّج فيه حديثاً روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم ، وقد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا ـ رحمهم الله برحمته ـ، ولا أخرجتُ فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال ، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم" .
فوقع الكلام في بيان مراد ابن قولويه من كلامه حينما قال: "ما وقع من جهة الثقات من أصحابنا "، فها هنا قولان:
الأوّل : وثاقة جميع من وقع في الأسانيد: ذهب الشيخ الحرّ إلى أنّ ظاهر كلام ابن قولويه هو توثيق كلّ مَن ذُكر في أسانيد كتابه ، بل كونهم من المشهورين بالحديث والعلم .
[98] كما أنّ السيّد الخوئي وافق مع الشيخ الحرّ فحكم بوثاقة كلّ من وقع في أسانيد كامل الزيارت ، وحكم في المعجم بوثاقة من ذُكر في طريق ابن قولويه في كامل الزيارات ، إلاّ أن يُبتلى بمعارض .
[99] وحريّ بالذكر إن ثبت دلالة كلام ابن قولويه في مقدّمة كامل الزيارات على وثاقة مَن وقع في أسانيد هذا الكتاب ، فقد ثبت وثاقة أكثر من 380 راو .
بنى ـ على هذا المبنى ـ السيّد الخوئي وثاقةَ جمع من الرواة،وصرّح به في مواضع عديدة من كتابه ، لكنّه عدل عن هذا المبنى في أواخر عمره الشريف .
الثاني : وثاقة خصوص مشايخ ابن قولويه: استظهر المحدّث النوري في مستدركه أنّه نصّ على توثيق كلّ من ابتدأ بهم سند أحاديث كتابه ، لا كلّ من ورد في إسناد الروايات ، وصرّح بهذا الأمر في موضعين ، فقال أوّلا : "إنّ المهمّ في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف ، فإنّ فيه فائدة عظيمة لم تكن في من قدّمنا من مشايخ الأجلّة ، فإنّه قال في أوّل الكتاب ـ وقال بعد نقل عبارة ابن قولويه ـ : فتراهُ نصّ على توثيق كلّ من روى عنه فيه ، بل كونه من المشهورين في الحديث والعلم ، ولا فرق في التوثيق بين النصّ على أحد بخصوصه أو توثيق جمع محصور بعنوان خاصّ ، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكّياً ومعدّلا" .
[100] وقال ثانياً عند الكلام في وثاقه محمّد بن جعفر الرزاز: "ويشير إلى وثاقته بل يدلّ عليها كونه من مشايخ الشيخ جعفر بن قولويه ، وقد أكثر مِن الرواية عنه في كامله مع تصريحه في أوّله بأنّه لا يروي إلاّ عن ثقات مشايخه" .
[101] وأنت خبير بأنّه لا يمكن المساعدة على القول الأوّل، فإنّ ابن قولويه روى عن مثل عمرو بن شمر الجُعفي الذي أجمع أصحابنا القدماء على تضعيفه .
[102] والذي يقتضيه التحقيق هو القول الثاني.