سایت استاد مهدي خداميان آرانی
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و السلام على خاتم النبيين و آله الائمة الهداة المهديين، سيما خاتمهم و قائمهم بقية الله فى العالمين و الرحمة و الرضوان على رواة أحادثهم المرضيين الذين هم وسائط بينهم و بين شيعتهم و اللعنة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين. و لا ريب ان علم الحديث من أهم العلوم الشرعية التى تبتنى عليها سعادة الانسان فى الحيوة الدنيوية و الاخروية و لقد اهتم قدماء اصحابنا بهذا الشأن اكثر اهتمام. و كذلك الفوا كتباً تحتوى على أحاديث بحر العلوم و معدن الحكمة و حبل الله المتين و لسانه في بريّته و وارث علم النبين(عليهم السلام) و مستودع علم الاولين و الآخرين و قائد الغر المحجلين و اسم الله الرضي و وجهه المضيئ و صراطه السوي و الامام النقى و الكوكب الدري و نور الله الانور و ضيائه الاظهر أمير المومين على بن ابى طالب(عليه السلام).
انّ قدماء اصحابنا(رحمهم الله) كانوا يهتمون بحفظ و كتابة احاديث اهل البيت(عليهم السلام) اهتماما بالغا و الفوا كتبا متعددة فى هذا المجال و جمعوا فيها احاديثهم(عليهم السلام) كما انه دون فى خصوص احاديث امير المومنين(عليه السلام) كتبا متعددة فاشهرهم كتاب نهج البلاغة الذى الفها السيد الرضى(عليه السلام) فى القرن الرابع. و اقدم كتاب الف فى هذا المجال هو كتاب آداب امير المومنين للقاسم بن يحيى الراشدى من اعلام القرن الثانى و من محسنات هذا الكتاب انه نقل احاديث امير المومنين(عليه السلام) من طريق الصادق(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام). و لايخفى عليك ان هذا الكتاب يطلق عليه حديث الاربعمئة لان المولف جمع ۴۰۰ حديثا من احاديث امير المومنين(عليه السلام) فاشتهر بهذا الاسم ايضا. و لقد منَّ الله على الحسن بن راشد حيث جعل كتابه مقبولاً بين الاصحاب و معتمداً بين المحدثين و الفقهاء فاجلاء اصحابنا نقلوا عن هذا الكتاب كما انَّ هذا الكتاب ورد فى فهارس الاصحاب و اجازاتهم و كان هناك طرقا متعددة الى الكتاب.
ان اصحابنا القدماء(رحمهم الله) قاموا بتدوين احاديث الائمة المعصومين(عليهم السلام)فى القرن الثانى و كان ذلك بارشاد من الائمة المعصومين(عليهم السلام) و كان كوفة محورا فى تاليف الكتب الحديثية كما انَّ عبيد الله بن على الحلبى *p۲الحلبى على الامام الصادق(عليه السلام) فصححه و قال(عليه السلام): "اترى لهولاء مثل هذا؟". *p۳ و لايخفى عليك انَّ الحديث الشيعى غالباً كان بصورة الكتابة و على خلاف ذلك الحديث السنىّ فان الغالب فيه هو الرواية دون الكتابة. ثم انَّ اصحابنا فى كل طبقة نقلوا هذه الكتب و كان ذلك فى اول الامر بتحمل الكتب عن مولفها مثل ما نجد انَّ ابن ابى عمير و الحسن بن محبوب و غيرهما نقلوا قسماً كبيراً من هذه الكتب (التى وصف بعضها بالاصل) و هذه الكتب نقلت من طبقة الى طبقة و من بلد الى بلد فمثلاً انَّ احمد بن محمد بن عبسى و ابراهيم بن هاشم سافرا الى الكوفة و تحملا كتب الاصحاب و قاما بنشرها فى قم. و لذلك حينما بدأ البحث العلمى بين الاصحاب كان الكلام فى حجية هذه الكتب و صحة طريقها و الوثوق بصحة النسخة و الاعتماد على راوى الكتاب و لكن البحث العلمى فى التراث السنى انما كان على الرواة لانهم قاموا بتاليف الكتب فى عهد عمر بن عبد العزيز و كان تراثهم كان على ذاكرة الاشخاص و لذلك اضطروا الى حجية الخبر تعبداً و لكن المباحث الحديثية عند اصحابنا كان على محورية الكتب و تقويم نسخها و طرقها.
ذكرنا انَّ القاسم بن يحيى الَّف كتاب آداب امير المومنين(عليه السلام) و روى فيه ۴۰۰ حديث من احاديث امير المومنين(عليه السلام) عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم و ابى بصير عن ابى عبد الله(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام) عن امير المومنين(عليه السلام). و نحن فى هذا الفصل ابتداً نتعرض لبيان حال المولف ثم نذيله شرح حال الحسن بن راشد و محمد بن مسلم و ابى بصير. قال النجاشى: "القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد: أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا الحسين بن على بن سفيان قال: حدثنا احمد بن ادريس قال: حدثنا محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن عيسى بن عبيد الله *p۱۶ عن القاسم بن يحيى بكتابه". *p۱۷
نتعرض فى هذا الفصل لتحقيق كتاب آداب امير المومنين(عليه السلام) و بيان الشواهد التى تشيرنا الى انَّ هذا الكتاب كان معتمدا بين الاصحاب و مشهورا بين الطائفة كما اننا نتعرض لبيان طرق الكتاب و محتواه و متنه و اختلاف نسخه. فههنا مقالات اربعة: المقالة الاولى: انتساب الكتاب
بالا