قال الشيخ الطوسي في فهرسته في ترجمة زيد النَّرسي وزيد الزرّاد : "زيد النَّرسي وزيد الزرّاد : لهما أصلان لم يروِهما محمّد بن علي بن الحسين; وقال في فهرسته : لم يروِهما محمّد بن الحسن بن الوليد ، وكان يقول : هما موضوعان ..." .[251]
فيُستفاد من كلام الشيخ الطوسي أنّ للشيخ الصدوق كتاب فهرست ، كما أنّ لسعد بن عبد الله وابن بطّة وابن الوليد وغيرهم ، كتاب فهرست .
وقد جمعنا الموارد التي روى الشيخ الطوسي وفي رجاله في كتاب فهرسته عن طريق الشيخ الصدوق في مجال الفهرست .
وكيف كان ، فإنّنا احتملنا أنّ هذه الموارد من فهرست الشيخ الصدوق ، فإنّ الشيخ الطوسي حينما روى كتاباً لقدماء أصحابنا من طريق الشيخ الصدوق ، ففي الواقع ذكر ذلك الكتاب من فهرست الصدوق القمّي .
وتحصّل أيضاً أنّ 95 % من فهرست الشيخ الصدوق وصل إلينا من طريق الشيخ الطوسي ، و 5 % منها وصل إلينا من طريق النجاشي .
ويمكن ترتيب الموارد التي رواها الشيخ والنجاشي عن الشيخ الصدوق في ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي وجدنا أنّه في 102 مورداً روى عن الشيخ الصدوق في مجال الفهرست .
ولتوضيح المراد نثبت ما أوردناه في ترجمة الريّان بن الصَّلت في هذا الكتاب برقم 24 : قال الشيخ الطوسي في فهرسته : "الريّان بن الصَّلت : له كتاب، أخبرنا به الشيخ المفيد والحسين بن عُبَيد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصَّلت" .[252]
وإذا تأمّلت في كلام الشيخ تجد أنّه روى كتاب الريّان بن الصَّلت بإسناده ، عن الشيخ الصدوق ، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصَّلت ، فمن المحتمل قوياً أنّ الريّان بن الصَّلت كان مذكوراً في فهرست الشيخ الصدوق وذكر الشيخ طريقه إلى كتاب الريّان بن الصَّلت ، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست الشيخ الصدوق هكذا : "الريّان بن الصَّلت : له كتاب حدّثنا به أبي وحمزة بن محمّد ومحمّد بن علي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصَّلت ".
القسم الثاني : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي ورجال النجاشي وجدنا أنّه اتّفق الشيخ الطوسي والنجاشي في النقل عن الشيخ الصدوق في مجال الفهرست في موردين .
القسم الثالث : بعد مراجعة رجال النجاشي وجدنا أنّه انفرد النجاشي في أربعة موارد بالنقل عن الشيخ الصدوق في مجال الفهرست .
وبما أنّ هذه الموارد لم تكن بالشكل الذي يتيح لنا استظهاركونها من فهرست الشيخ الصدوق، فقد احتملنا كونهامن طريق الإجازة عن الشيخ الصدوق لكُتب القدماء، فذكرنا هذه الموارد استطراداً ، وجعلنا لها علامة "?" ; حتّى يمكن تمييزها ، هذا مضافاً إلى أنّ في ذكر جميع ما وصل إلينا من الشيخ الصدوق القمّي في مجال الفهرست فوائد مهمّة ، وهم: جُهَيم بن أبي جَهم وحكم بن حُكيم وزُرارة بن أعيَن وعثمان بن عيسى الكِلابي.
ثمّ أنّ الشيخ الطوسي صرّح بأنّ ما يرويه عن الشيخ الصدوق قد تحمّله من عدّة من أصحابنا ، وأشار في مطاوي كلامه إلى اثنين منهم ، هُما : الشيخ المفيد والحسين بن عُبَيد الله الغضائري .
والحاصل : جمعنا هذه الموارد التي روى الشيخ والنجاشي عن الشيخ الصدوق في مقام الفهرست ورتّبناها على حروف المعجم ،فصار فهرست الشيخ الصدوق مشتملاً على 108 مورداً .
وقد تبيّن لنا أنّ لفهرست الشيخ الصدوق طريقين:
الأوّل: طريق الشيخ المفيد ، وقد وصل إلينا 60 % من فهرست الشيخ الصدوق عن هذا الطريق.[253]
الثاني: طريق الحسين بن عُبَيد الله الغضائري ، وقد وصل إلينا 40 % من فهرست الشيخ الصدوق عن هذا الطريق.[254]
بقى شيء: ما وصلنا إليه من فهرست الشيخ الصدوق ينقسم إلى قسمين :
الأوّل : ما رواه الشيخ الصدوق عن مشايخه ، وصرّح في روايته عنهم بلفظ : "التحديث والإخبار" ، إذ نجد في الفهرست للطوسي أنّ الصدوق صرّح بلفظ "حدّثنا" في الطريق إلى كتب قدماء أصحابنا .
الثاني : ما رواه الشيخ الصدوق بصورة مُعَنعنة ، بحيث نجد أنّ الشيخ والنجاشي يذكران في طريقهما أنّه روى الشيخ الصدوق عن مشايخه ، لكن ليس فيه لفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا" أو "سمعت" .
وكيف كان، أنّ قسماً ممّا رواه الشيخ الصدوق عن مشايخه كان معنعناً ، وبما أنّنا في مقام إحياء فهرست الشيخ الصدوق ، فلا بدّ لنا من إضافة لفظ لاستقامة العبارة في متنه ، فاخترنا لفظ "أخبرنا" وجعلناه بين المعقوفتين .