ذكر النجاشي في ترجمة إسماعيل بن جابر الجُعفي : "له كتاب، ذكره محمّد بن الحسن بن الوليد في فهرسته" .[75]

وعبارة النجاشي هذه ظاهرة في أنّ لابن الوليد كتاب فهرست ، كما أنّ لسعد بن عبد الله وابن بطّة والشيخ الصدوق وغيرهم ، كتاب فهرست .
وقد جمعنا الموارد التي روى الشيخ الطوسي والنجاشي في كتابَيهما عن طريق ابن الوليد في مجال الفهرست واحتملنا أنّ هذه الموارد كانت من فهرست ابن الوليد ،إذ إنّ الشيخ الطوسي والنجاشي حينما رويا كتاباً لقدماء أصحابنا من طريق ابن الوليد ، فهما في الواقع ذكرا ذلك الكتاب من فهرست ابن الوليد القمّي .
والموارد التي روى الشيخ والنجاشي عن ابن الوليد في ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي ورجال النجاشي ، وجدناأنّهما اتّفقا في 45 مورداً في النقل عن ابن الوليد في مجال الفهرست .ولتوضيح المراد نذكر ما ذكرناه في ترجمة زُرارة بن أعيَن في هذا الكتاب برقم 46 : قال الشيخ في فهرسته ، : "زُرارة بن أعيَن ...ولزُرارة تصنيفات ، منها : كتاب الاستطاعة والجبر ، أخبرنا به ابن أبي جِيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد بن عبد الله والحِميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن بعض أصحابه ، عنه" .[76]

وقال النجاشي : "زُرارة بن أعيَن بن سُنسُن ...قال أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(رحمه الله) : رأيتُ له كتاباً في الاستطاعة والجبر ، ثمّ قال : أخبرني أبي ومحمّد بن الحسن ، عن سعد وعبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن بعض أصحابه ، عن زُرارة" .[77]

وإذا تأمّلت في كلام الشيخ والنجاشي تجد أنّهما رَويا كتاب الاستطاعة والجبر لزُرارة بإسنادهما عن ابن الوليد ، عن سعد والحِميري ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن بعض أصحابه ، عن زُرارة .
وهذا يدلّ على أنّهما رَويا كتاب زُرارة من فهرست ابن الوليد ، فمصدر الشيخ والنجاشي مصدر واحد ، وهو فهرست ابن الوليد .
فمن المحتمل قوياً أنّ زُرارة بن أعيَن كان مذكوراً في فهرست ابن الوليد وذكر ابن الوليد طريقه إلى كتاب زُرارة ، فافترضنا أن يكون متن فهرست ابن الوليد هكذا : "زُرارة بن أعيَن بن سُنسُن : له كتاب الاستطاعة والجبر ، حدّثنا به سعد بن عبد الله والحِميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن بعض أصحابه ، عنه" .
القسم الثاني : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي وجدنا أنّ الشيخ انفرد في 177 مورداً في النقل عن فهرست ابن الوليد .
ولتوضيح المراد نذكر ما ذكرناه في إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني في هذا الكتاب برقم 8 : قال الشيخ في فهرسته : "إبراهيم بن عمر اليماني ، وهو الصنعاني : له أصل ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عنه ..." .[78]

وإذا تأمّلت في كلام الشيخ تجد أنّه روى أصل إبراهيم بن عمر اليماني بإسناده عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عنه .
فمن المحتمل قوياً أنّ الشيخ الطوسي روى أصل إبراهيم بن عمر من فهرست ابن الوليد ،وذكر ابن الوليد طريقه إلى إبراهيم بن عمر اليماني ، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست ابن الوليد هكذا : "إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني : له أصل ، حدّثنا به محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عنه ".
القسم الثالث : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي وجدنا أنّ النجاشي انفرد في 32 مورداً في النقل عن فهرست ابن الوليد .
ولتوضيح المراد نذكر ما ذكرناه في خالد بن جرير البَجَلِي في هذا الكتاب برقم 74 : ذكر النجاشي : "خالد بن جرير بن عبد الله البَجَلِي : روى عن أبي عبد الله(عليه السلام) ، وأخوه إسحاق بن جرير ، له كتاب رواه الحسن بن محبوب ، أخبرنا علي بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر ومحمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن جرير بكتابه" .[79]

وإذا تأمّلتَ في كلام النجاشي تجد أنّ النجاشي روى كتاب خالد بن جرير بالإسناد ، عن ابن الوليد ، عن الحِميري والصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن جرير .
فمن المحتمل قوياً أنّ خالد بن جرير كان مذكوراً في فهرست ابن الوليد وذكر ابن الوليد طريقه إلى كتاب خالد بن جرير في فهرسته ، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست ابن الوليد هكذا : "خالد بن جرير البَجَلِي : له كتاب ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ومحمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن جرير بكتابه ".
فالحاصل : جمعنا هذه الموارد التي روى الشيخ والنجاشي عن ابن الوليد في مقام الفهرست ورتّبناها على حروف المعجم ، فصار فهرست ابن الوليد مشتملا على 254 مورداً .
وتحصّل أيضاً أنّه وصل إلينا 30 % من فهرست ابن الوليد القمّي من طريق النجاشي ، و 70 % من طريق الشيخ الطوسي .
وقد تبيّن لنا أنّ فهرست ابن الوليد وصل إلينا بثلاثه طرق:
الأول : طريق ابن أبي جِيد، وقد وصل إلينا 70 % من فهرست ابن الوليد عن هذا الطريق.[80]

الثاني: طريق الشيخ الصدوق وقد وصل إلينا 25 % من فهرست ابن الوليد عن هذا الطريق.[81]

الثالث : طريق ولد المؤلّف وقد وصل إلينا 5 % من فهرست ابن الوليد عن هذا الطريق.[82]

تنبيه : روى الشيخ والنجاشي في موارد أربعة عن ابن الوليد،ويحتمل كونها من إجازة ابن الوليد لكتب قدماء أصحابنا، لا من فهرست ابن الوليد، ونحن ذكرنا هذه الموارد استطراداً، وجعلنا لها علامة " ? "; حتّى يمكن تمييزها ، وهم:حمزة بن يَعلَى الأشعري، سليمان بن خالد بن دِهقان بن نافلة، صابر مولى بسّام بن عبد الله ، الصيرفي، محمّد بن الحسن بن زياد الميثمي.
بقي شيء : إنّ ما وصل إلينا من فهرست ابن الوليد ينقسم إلى قسمين :
أوّلهما : ما رواه ابن الوليد عن مشايخه وصرّح في روايته عنهم بلفظ : "التحديث والإخبار" ، بحيث نجد في الفهرست للشيخ ورجال النجاشي أنّ ابن الوليد صرّح بلفظ "حدّثنا" في الطريق إلى كتب قدماء أصحابنا .
ثانيهما : ما رواه ابن الوليد بصورة مُعنعنة ، بحيث نجد أنّ الشيخ والنجاشي يذكران في طريقهما أنّه روى ابن الوليد عن مشايخه، لكن ليس فيه لفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا" أو "سمعت" .
وكيف كان، أنّ قسماً ممّا رواه ابن الوليد عن مشايخه كان معنعناً ، وبما أنّنا في مقام إحياء فهرست ابن الوليد فلا بدّ لنا من إضافة لفظ لاستقامة العبارة في متنه، فاخترنا لفظ "أخبرنا" وجعلناه بين المعقوفتين .[83]