کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصلاة والسلام على خاتم النبيّين ، وآله الأئمّة الهداة المهديّين ، ولا سيّما خاتمهم وقائمهم بقيّة الله في العالمين ، والرحمة والرضوان على رواة أحاديثهم الذين هم وسائط بينهم وبين شيعتهم.
    إنّ قدماء أصحابنا(رحمهم الله) اهتمّوا بشأن الحديث اهتماماً بالغاً ; لأنّهم يرونه من أهمّ العلوم الشريفة التي تبتني عليها سعادة الإنسان في الحياة الدنيوية والأُخروية; وعلى ضوء هذا بحثوا في علم الرجال وعلم الفهرست; لتقييم الحديث وتحقيقه وتشخيص صحيحه عن سقيمه.
    ففي علم الرجال يُبحث عن توثيق وتضعيف رواة الحديث وذكر طبقتهم ، ولكن يُبحث في علم الفهرست عن حال الكتب التي تضمّنت الأحاديث الشريفة.
    ولقد اهتمّ قدماء أصحابنا بعلم الفهرست كما اهتمّوا بعلم الرجال، فألّفوا في هذا المضمار كتباً عديدة ، ذكروا فيها أسماء مؤلّفي أصحابنا مع ذكر الطرق إلى مصنّفاتهم ، وكان الجهة الأساسية فيما ألّف من الفهارس هي الحجّية، بحيث يُذكر فيها الطرق إلى الكتب من الأُصول وغيرها .
    ومن أشهر الكتب في هذا المجال كتاب فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، المعروف برجال النجاشي لمصنّفه الشيخ الجليل أبي العبّاس أحمد بن علي بن أحمد النجاشي ( ت 450 هـ )، وكتاب الفهرست لمصنّفه شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 هـ )، حيث ذكرا فيها جُلّ كتب قدماء أصحابنا مع ذكر الطرق إليها .
    ومن المعلوم أنّ هذين العلمين الجليلين قد استندا في تأليفهما إلى الفهارس التي ألّفت قبلهما.
    وبالجملة، إنّ لقدماء أصحابنا قبل الشيخ الطوسي والنجاشي فهارس ثمانية، هي:
    1 . فهرست سعد بن عبد الله الأشعري .
    2 . فهرست عبد الله بن جعفر الحِميري .
    3 . فهرست حميد بن زياد النينوائي .
    4 . فهرست محمّد بن جعفر بن بطّة .
    5 . فهرست محمّد بن الحسن بن الوليد .
    6 . فهرست جعفر بن محمّد بن قولويه .
    7 . فهرست الشيخ الصدوق .
    8 . فهرست أحمد بن عبدون .
    ولقد كانت هذه الفهارس في عصر النجاشي والشيخ الطوسي في غاية الاشتهار وفي متناول أيدي طلاّب العلم، إذ نجد أنّ النجاشي ـ في ترجمة عبد العزيز بن يحيي الجَلُودي ـ قال: "هذه جملة كتب أبي أحمد الجَلُودي التي رأيتها في الفهرستات".[1]
    والشيخ الطوسي قال في مشيخته : "قد أوردتُ جُملا من الطرق إلى هذه المصنّفات والأُصول ، ولتفصيل ذلك شرح يطول هو مذكور في الفهارس المصنّفة في هذا الباب للشيوخ(رحمهم الله) ، مَن أراده أخذه من هناك إن شاء الله" .[2]
    ولكن لم يصل إلينا من هذه الفهارس الثمانية ولا نسخة واحدة، ولقد قمت بجمع هذه الفهارس الثمانية من مطاوي كلام النجاشي والشيخ الطوسي، وبذلت ما بوسعي لبيان حال المذكورين في كلّ فهرست رجاليّاً وذكر طبقتهم، راجياً بذلك انتفاع أوساطنا العلمية المباركة.
    ويحقّ للحوزة العلمية في مدينة قمّ أن تفتخر بما ألّفه قدماء أصحابنا في مجال الفهرست; لأنّ ستّ من هذه مؤلّفي الفهارس كانوا قمّيّين، فشأن أصحابنا القمّيّين في مجال الفهرست أكثر بكثير من مدرسة بغداد.[3]
    من المناسب أن أذكر هنا ما جرى بيني وبين شيخ من أهل السنّة في سفر الحجّ قبل خمس سنوات:
    كنت في المسجد الحرام، حينما التقيت أحد شيوخهم، وتكلّمنا في أُمور كثيرة، وانجرّ الكلام إلى لزوم التحقيق في سند الأحاديث. فقال لي: أنتم الشيعة ليس لديكم كتاب في مجال تحقيق سند الحديث حتّى القرن الخامس.[45]
    وكلّما حاولت أن أقنعه أنّ لقدماء أصحابنا قبل النجاشي كتب متعدّدة في هذا المجال، لم يقبل منّي; فرجعت إلى الركن اليماني ودعوته سبحانه وتعالى أن يوفّقني لإحياء ما ألّفه أصحابنا القدماء في هذا المجال.
    والآن لا أدري كيف أشكره تعالى، إذ وفّقني لإحياء ثمانية كتب من مؤلفات قدمائنا، فإنّه سبحانه وتعالى خير مجيب. وإذ أمسك بيدي "فهارس الشيعة"، أنادي بصوت أرجو أن يسمعه أهل السنّة كلّهم، وأقول:
    هلمّوا! هذه فهارس الشيعة، خذوا عنّي ما ألّف الشيعة قبلكم بسبعة قرون في علم الفهرست ، فأنتم المتأخّرون عنّا في هذا العلم أكثر من ستمئة سنة.[6]
    وأرى من الواجب عليَّ أن أتقدّم بجزيل الشكر والثناء إلى سماحة الأُستاذ العلاّمة فقيه أهل البيت(عليهم السلام)، السيّد أحمد المددي أدام الله بقاءه، ـ مشجّعي في خوض هذا المضمار، والمتفضّل عليَّ بإرشاداته الغنيّة ـ الذي ما زال يعرب عن حبّه وشوقه لنشر هذه الأبحاث.
    كما أنّني أسجّل شكري للشيخ الفاضل حجّة الإسلام والمسلمين رضا المختاري مدير مؤسّسة "تراث الشيعة" ; لتفضّله بنشر هذا الكتاب.
    ولقد قسّمت المقدّمة إلى فصول سبعة، وتكلّمت فيها عن بداية تدوين الحديث عند أصحابنا، ومسلك قدمائنا في تقييم الحديث، وظهور الفهارس، وعن مباحث علم الفهرست، ومباحث أُخرى تناسب المقام.
    ومنه سبحانه وتعالى نستمدّ العون والتوفيق والتسديد، وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه، إنّه نعم المولى ونعم المجيب، وله الحمد وحده.
    مهدي خدّاميان الآراني
    قمّ المقدّسة، 13 رجب المرجّب سنة 1429 هـ




نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب تحقيق فهرست سعد نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن