کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    الفصل الثاني : حال فهرست سعد

     الفصل الثاني : حال فهرست سعد



    قال الشيخ الطوسي في فهرسته في ترجمة سعد بن عبد الله بعد ذكر أسامي بعض كتبه : "وله فهرست كتب ما رواه" .[391]
    فهذه العبارة ظاهرة في أنّ لسعد بن عبد الله كتابَ فهرست ، كما أنّ لعبد الله بن جعفر الحميري وحميد بن زياد وابن بطّة وغيرهم، كتاب فهرست .
    وقد جمعنا الموارد التي رواها الشيخ الطوسي والنجاشي(رحمهما الله) في كتابَيهما عن طريق سعد في مجال الفهرست .
    احتملنا أنّ هذه الموارد كانت من فهرست سعد بن عبد الله الأشعري، إذ إنّ الشيخ الطوسي والنجاشي حينما رويا كتاباً لقدماء أصحابنا من طريق سعد ، فهما في الواقع ذكرا ذلك الكتاب من فهرست سعد بن عبد الله الأشعري ، ويمكن ترتيب الموارد التي رواها الشيخ والنجاشي عن سعد في ثلاثة أقسام :
    القسم الأوّل : بعد مراجعة الفهرست للطوسي ورجال النجاشي، وجدنا أنّهما اتّفقا في 18 مورداً في النقل عن سعد بن عبد الله في مجال الفهرست .
    ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في ترجمة ياسين الضرير في هذا الكتاب برقم 113 : قال الشيخ الطوسي: "ياسين الضرير البصري : له كتاب أخبرنا به جماعة ، عن أبي جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحِميري ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عنه" .[392]
    قال النجاشي : "ياسين الضرير ، الزيّات ، البصري : لقي أبا الحسن موسى(عليه السلام) لمّا كان بالبصرة ، وروى عنه ، وصنّف هذا الكتاب المنسوب إليه : أخبرنا محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا سعد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن ياسين به" .[393]
    وإذا تأمّلتَ في كلام الشيخ والنجاشي تجد أنّهما رَوَيا كتاب ياسين الضرير بإسنادهما عن سعد ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن ياسين الضرير ، وهذا إن دلّ على شيء دلّ على أنّهما رويا كتاب ياسين الضرير من فهرست سعد .
    نعم ، طريق الشيخ الطوسي إلى سعد يختلف عن طريق النجاشي إليه ; فإنّ الشيخ روى عن طريق جماعة ـ منهم الشيخ المفيد ـ عن الشيخ الصدوق ، عن أبيه وابن الوليد ، عن سعد ; والنجاشي روى عن محمّد بن علي بن شاذان القزويني ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سعد .
    فمن المحتمل قوياً أن يكون ياسين الضرير مذكوراً في فهرست سعد، وسعد ذكر فيه طريقه إلى كتابه ، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست سعد هكذا : "ياسين الضرير البصري : له كتاب حدّثنا به محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عنه" .
    القسم الثاني : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي، نجد أنّ الشيخ في 72 مورداً انفرد في النقل عن فهرست سعد بن عبد الله الأشعري .
    ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في ترجمة حَفص بن غياث في هذا الكتاب برقم 27 : قال الشيخ الطوسي: "حَفص بن غياث القاضي : عامّي المذهب ، له كتاب معتمد ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحِميري ، عن محمّد بن الوليد ، عن محمّد بن حَفص ، عن أبيه حَفص بن غياث" .[394]
    وإذا تأمّلتَ في هذا الكلام تجد أنّ الشيخ روى كتاب حَفص بن غياث بإسناده عن سعد ، عن محمّد بن الوليد ، عن محمّد بن حَفص ، عن أبيه ، حفص بن غياث ، ولذا احتملنا أنّ الشيخ الطوسي روى كتاب حَفص بن غياث من فهرست سعد .
    والشيخ الطوسي روى عن عدّة من أصحابنا عن الشيخ الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن سعد ، وقد وجدنا أنّ الشيخ الطوسي في موارد عديدة يروي بهذا الطريق عن سعد .
    فمن المحتمل قوياً أنّ حَفص بن غياث كان مذكوراً في فهرست سعد، وسعد ذكر فيه طريقه إلى كتابه، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست سعد هكذا : "حَفص بن غياث القاضي : له كتاب حدّثنا به محمّد بن الوليد ، عن محمّد بن حَفص ، عن أبيه حَفص بن غياث" .
    القسم الثالث : بعد مراجعة رجال النجاشي وجدنا أنّ النجاشي في 31 مورداً انفرد في النقل عن فهرست سعد.
    ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في ترجمة أحمد بن عمرالحلبي في هذا الكتاب برقم 23 : قال النجاشي: "أحمد بن عمر بن أبي شُعبة الحلبي : ثقة ، روى عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) وعن أبيه من قبل ، وهو ابن عمّ عُبَيد الله وعبد الأعلى وعمران ومحمّد الحلبيّين ، روى أبوهم عن أبي عبد الله(عليه السلام) وكانوا ثقات ، لأحمد كتاب يرويه عنه جماعة ، أخبرنا محمّد بن علي ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا سعد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أحمد بن عمر بكتابه" .[395]
    وإذا تأمّلتَ هذا الكلام تجد أنّ النجاشي روى كتاب أحمد بن عمر الحلبي بالإسناد عن سعد ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عنه .
    فلذا احتملنا أنّ النجاشي روى كتاب أحمد بن عمر الحلبي من فهرست سعد بن عبد الله .
    والنجاشي روى هنا عن محمّد بن علي بن شاذان القزويني ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سعد ، وقد وجدنا أنّ النجاشي روى في موارد عديدة بهذا الإسناد عن سعد .
    فمن المحتمل قوياً أنّ أحمد بن عمر الحلبي كان مذكوراً في فهرست سعد ، وسعد ذكر طريقه إلى كتابه، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست سعد هكذا : "أحمد بن عمر بن أبي شُعبة الحلبي : له كتاب ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أحمد بن عمر بكتابه" .
    والحاصل : جمعنا هذه الموارد التي روى الشيخ والنجاشي عن سعد في مجال الفهرست ، ورتّبناها على حروف المعجم ، فصار فهرست سعد بن عبد الله مشتملاً على 121 مورداً ، وقدكان 65 % منها وصل إلينا من طريق الشيخ الطوسي ، و 35 % منها من طريق النجاشي .
    وقد تبيّن لنا أنّ لفهرست سعد ثلاثة طرق:
    الأول: طريق محمّد بن الحسن بن الوليد، وقد وصل إلينا 50 % من فهرست سعد عن هذا الطريق.[396]
    الثاني : طريق علي بن الحسين بن بابويه (والد الشيخ الصدوق)، ووصل 30 % من فهرست سعد عن هذا الطريق.[397]
    الثالث : طريق أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، وقد وصل إلينا20 % من فهرست سعد عن هذا الطريق.[398]
    تنبيه : روى الشيخ والنجاشي في موارد خمسة عن سعد، ويحتمل كونها من إجازة سعد لكتب قدماء أصحابنا، لا من فهرست سعد، ونحن ذكرنا هذه الموارد استطراداً وجعلنا لها علامة " ? "; حتّى يمكن تمييزها ، وهم: ربيعة بن سميع ، العبّاس بن عامر، محمّد بن عيسى بن عبد الله الأشعري ، مُرازِم بن حكيم ، هاشم بن إبراهيم العبّاسي.
    بقي شيءٌ : إنّ ما وصل إلينا من فهرست سعد ينقسم إلى قسمين :
    أوّلهما : ما رواه سعد بن عبد الله عن مشايخه وصرّح في روايته عنهم بلفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا".
    مثال ذلك : تعرّض النجاشي لترجمة إسحاق بن غالب قائلاً: "إسحاق بن غالب الأسدي: والبىّ ، عربىّ صليب ، ثقة ، وأخوه عبد الله كذلك ، وكانا شاعرين ، رويا عن أبي عبد الله(عليه السلام) ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، أخبرنا محمّد بن علي بن شاذان ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا سعد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين وعبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن إسحاق بن غالب".[399]
    فنرى أنّ سعد بن عبد الله صرّح بأنّه : "حدّثنا محمّد بن الحسين وعبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن إسحاق بن غالب".
    وعليه ، فنحن أثبتنا المتن عند ترجمة إسحاق بن غالب هكذا : "إسحاق بن غالب الأسدي : له كتاب ، حدّثنا به محمّد بن الحسين وعبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن إسحاق بن غالب ".
    ثانيهما : ما رواه سعد بن عبد الله بصورة معنعنة، إذ نجد أنّ الشيخ والنجاشي يذكران في طريقيهما أنّه روى سعد عن مشايخه ، لكن ليس فيه لفظ "حدّثنا" .
    مثال ذلك : تعرّض الشيخ في فهرسته لترجمة عُقبة بن خالد ، قائلا : "عُقبة بن خالد : له كتاب أخبرنا به جماعة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبد الله بن هلال ، عنه" .[400]
    فنرى أنّ الشيخ صرّح بأنّه: أخبرنا بكتاب عُقبة بن خالد جماعةٌ ، عن الشيخ الصدوق ، عن أبيه وابن الوليد ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الله بن هلال ، عن عُقبة بن خالد .
    ففى هذا الطريق لم يصرّح سعد بن عبد الله بلفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا" ، بل ذكر "عن محمّد بن عبد الله بن هلال ، عن عُقبة بن خالد ".
    وهذا هو الإسناد المعنعن، وهذا اللفظ مأخوذ من العنعنة ،مصدر جعليّ مأخوذ من تكرار حرف المجاوزة ، وفي الاصطلاح : "هو ما يُقال في سنده : فلانٌ عن فلان ، من غير بيان للتحديث والأخبار والسماع" .[401]
    فكلّ حديث لم يذكر متعلّق الجارّ من رواية أو تحديث أو إخبار أو سماع ، فهو معنعن .
    فها هنا قولان في الإسناد المعنعن :
    الأوّل : إنّ المعنعن من قبيل المرسل والمنقطع حتّى يتبيّن اتّصاله بغيره ; لأنّ العنعنة أعمّ من الاتّصال لغةً .
    الثاني : إنّ المعنعن من قبيل المتّصل إذا أمكن ملاقاة الراوي بالعنعنة لمن رواه عنه مع براءته عن التدليس ، بأن لا يكون معروفاً به .
    وقد صرّح الشهيد الثاني بأنّ الصحيح هو القول الثاني كما عليه جمهور المحدّثين ، بل كاد أن يكون إجماعاً .[402]
    وبالجملة ، إنّ العنعنة بنفسها ظاهرة في اللقاء ، فيحكم باتّصال السند المعنعن إلى أن يثبت خلافه .
    وقد ذهب جُمهور أهل السنّة إلى أنّ الظاهر ممّن ليس بمدلّس أنّه لا يطلق ذلك إلاّ على السماع ، وصرّحوا بأنّ الاستقراء يدلّ على السماع في العنعنة ، فإنّ عادة المحدّثين أنّهم لا يطلقون ذلك إلاّ فى ما سمعوه ، إلاّ المدلِّس ، وذهب البخاري إلى أنّ المعنعن عند ثبوت التلاقي إنّما يُحمل على الاتّصال .[403]
    إذا عرفت هذا فنقول : إنّ قسماً ممّا رواه سعد بن عبد الله عن مشايخه كان معنعناً ، وبما أنّنا في مقام إحياء فهرست سعد بن عبد الله ، فلا بدّ لنا من إضافة لفظ لاستقامة العبارة في متنه، فاخترنا لفظ "أخبرنا" ووضعناه بين المعقوفتين .[404]
    وعليه ، فقد أثبتنا ترجمة عقبة بن خالد هكذا : "عُقبة بن خالد : له كتاب ] أخبرنا [محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبد الله بن هلال ، عنه" .
    فلتكن على بيّنة بأنّه إذا وجدت كلمة "أخبرنا" بين المعقوفتين في هذا الكتاب ، فهو ممّا أضفناه لاستقامة العبارة .


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب تحقيق فهرست سعد نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن