کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری




    الحديث عن فاطمة(عليها السلام) حديث عن الكوثر ، عن المحاسن والإحسان ، عن مَلَك قد تجلّى بصورة إنسان ، عن ليلة القدر حيث أضحت مهبطاً لوحي النبوّة ، عن عظمة امرأة وُصِفت بأنّها بضعة النبيّ وروحه التي بين جنبيه .
    عن ثمرة النبوّة ، زهرة فؤاد شفيع الأُمّة ، ومَن أُنزل في شأنها وشأن زوجها وأولادها سورة "هل أتى" ، صاحبة الوصي الأمين، وأُمّ السبطين ، وجدّة الأئمّة الميامين ، وسيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين .
    السيّدة المفقودة ، الكريمة المظلومة ، الشهيدة المهظومة.
    المنعوتة في الإنجيل ، الموصوفة بالبرّ والتبجيل ، جَدُّها الخليل ، ومادحها الجليل ، وخاطبها المرتضى بأمر أمين الوحي جبرئيل .
    فلا عجب أن تكون محبّتها ومودّتها أجر رسالة النبوّة (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى)[1]
    ولله دَرّ الشاعر سلامة الموصلي حيث يقول :

    * * *


    * * *


    هاهنا حديث عن بيت قد انتُهكت حرمته ، حرمة لطالما أكّدت السماء على حفظها : (فِى بُيُوت أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)[3]
    ذلك البيت الذي كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يمرّ به بعد نزول آية التطهير أشهراً عديدة، يقف عند بابه فيقرأ قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[4]
    إنّه حديث عن الظلم الكبير الذي جرى في حقّ هذه الصدّيقة الكبرى بهجومهم على دارها بدون استئذان منها، ولقد كان الوحي يستأذن قبل أن يدخله .
    ذلك اليوم لم تحتمل فيه أن ترى بعلها يُساق قهراً إلى البيعة الغاصبة ، فيما بَقيت صرختها تدوّي في عمق التاريخ وإلى الأبد منادية :

    * * *


    * * *


    مَن ـ ياتُرى ـ هؤلاء الذين هجموا على دار فاطمة(عليها السلام) بحجّة أخذ البيعة للخلافة ؟ ! وهل كانت الخلافة تليق بهم أو كانت عهداً عُهِد به إليهم حتّى يتجرّؤوا هكذا على كسر حرمة فاطمة(عليها السلام) وبعلها الوصيّ؟! وهل يبقى بعد ذلك مجال للإطناب في الحديث حول إثبات عدالتهم ؟
    هذه الإسئلة تختلج في ذهن كلّ مسلم حرّ يقرأ التاريخ على بصيرة .
    نعود نتسائل: لماذا هجموا على وحيدة النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته ؟ وماذا كان هدفهم الأصلي ؟ وهل نالت بيعتُهم الشرعيةَ بعد هذا الفعل ؟ أم تحقّق إجماع أهل الحلّ والعقد على خلافة الخليفة ؟ !
    وأخيراً سمعت أنّ البعض ينكر وجود خبر معتبر لحادث الهجوم على بيت فاطمة(عليها السلام) ، زاعمين أن ليس عندنا نقل ولا خبر في هذا الخصوص .
    ولمّا رأيت أنّهم ينكرون أصل هذا القضية ، ويضعّفون جميع الأخبار الواصلة في هذا الشأن ، علمت أنّه لا بدّ من التحقيق في هذا الموضوع ، وأن أُوليه الأهمّية القصوى في هذه الفرصة السانحة .
    فالأمر لم يَعُد مجرّد قضية تاريخية فحسب، كيف ولهذه الحادثة آثار مهمّة في عقائدنا وفي مبحث الإمامة الكبرى، إذ بها يثبت عدم بيعة أمير المؤمنين(عليه السلام) لأبي بكر اختياراً، وإنّما إن كان بايع فقد بايع مكرهاً مجبراً بعد أن هجموا على هذه الدار وانتهكوا حرمتها!
    لذا شمّرتُ عن ساعد الهمّة في التحقيق والبحث في كتب أهل السنّة; لأجل العثور على خبر معتبر من بين طيّاتها حول هذا الموضوع أو ما له علاقة به .
    وبعد بحث دقيق وإذا بي أعثر على خبر عبد الرحمن بن عوف الذي يكشف عن تصريح أبي بكر في أواخر أيّام حياته بكشفه عن بيت فاطمة(عليها السلام) بقوله : "وددتُ أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا أغلقوه على الحرب".
    ثمّ قمت بالتحقيق الشديد في أسانيد هذا الخبر ، والتحقيق حول جميع رجاله ، فكان هذا الكتاب الذي بين يديك .
    فهذا "الصحيح في كشف بيت فاطمة(عليها السلام)" يبيّن لك ـ بدراسة علمية ـ صحّة خبر عبد الرحمن بن عوف الذي أشار فيه إلى قضية بيت فاطمة(عليها السلام)، وذكرت جميع أسانيده; وهي خمسة عشر سنداً، بسطت الكلام في بيان أحوال رواته، ثمّ قمت بذكر المتون التاريخية الأُخرى المرتبطة بهذا الموضوع، والتي استخرجتُها من مطاوي كتبهم وأردفتها لتكميل البحث .
    وقمت في خاتمة الكتاب بذكر ثلاثة أخبار صحاح اشتمَلَت على أجزاء أُخر توضّح واقعة الهجوم على بيت فاطمة(عليها السلام) .
    ويلزمنا هنا أن نذكر قبل الشروع أنّا لا نرضى بالتفرقة بين المسلمين، ونبرأ إلى الله ممّن يوقع بينهم العداوة والشحناء، ولكن هل يوجب هذا أن نسدّ باب التحقيق بحجّة أنّ نفوس البعض لايروقها أنّنا نصرح بموضوع تاريخي يكشف سوءات في التاريخ!
    الحقّ أنّ السكوت أمام هذه الحوادث والحمل على الصحّة في جميع ما صدر من الصحابة يمنعنا من الوصول إلى الحقيقة، بل يوقعنا في الخطأ في فهم المعارف الدينية، فيجب علينا طرح العصبية والأهواء، وملاحظة الأدلّة المقبولة عند الجميع، ثمّ القضاء بالإنصاف، قال الله تبارك وتعالى فى وصف المنصفين المتعقّلين: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)[5]
    وأخيراً ، لا أدّعي الكمال فيما أُقدّمه، فالكمال لله تعالى ، كما لا أدّعي أنّي استوفيت فيه كلّ ما أبتغيه ، لذا أستعين بك عزيزي القارىء; لتُتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك البنّاءة، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه[6]
    وأرى من الواجب أن أتقدّم بوافر الشكر والتقدير إلى الأخ النبيل محمّد پور صبّاغ ; لمشاركته وجهوده في تقويم نصّ الكتاب بأمانة ودقّة، سائلاً المولى القدير أن يوفّقه لمرضاته ويثيبه على جهوده الكريمة ، إنّه وليّ التوفيق . هذا وأتقدّم بجزيل الشكر للأخ المحترم جعفر البياتي لما بذله من جهود قيّمة في مراجعة الكتاب والإشراف النهائي عليه.
    أحمدك اللّهمّ وأشكرك على ما أنعمت علَيّ، وتفضّلتَ به على عبدك من توفيق وسداد لإتمام هذا العمل المتواضع، راجياً قبوله بلطفك ومنّك يا كريم ، وأن يكون نافعاً لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتاك يا ربّ بقلب سليم.
    وأتوجّه إليكِ يا مولاتي يا فاطمة الزهراء! يا صاحبة الحرمة المنتهكة والبيت المكشوف بعد أن كان يُستر حتّى عن ملائكة السماء دون إذن يا ابنةَ حبيب الرحمان ; وأتقدّم إليكِ ببضاعتي المزجاة هذه ، أضعها بين يدي الغيب راجياً وصولها إلى محطّة الرضوان في الحضرة القدسية لسيّدي الرحمان ; لكي يثيبني عليها أحسن الثواب، ويضمن لي النجاة يوم (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَة عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْل حَمْلَهَا وَ تَرَى النَّاسَ سُكَـرَى وَ مَا هُم بِسُكَـرَى)[7]
    أُقدّم لكِ يا سيّدتي هذا الجهد المتواضع لعلّي أحظى بشفاعتك يوم يُنادى كلّ أُناس بإمامهم ، فأنتِ أَمامي وإِمامي ، وأنتِ مرتجاي واسمكِ نجواي .
    قمّ ، جمادى الثاني، 1431 هـ . ق
    مهدي خدّاميان الآراني


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن