نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن زَنجَوَيه في كتاب الأموال عن عثمان بن صالح، حدّثني الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، حدّثني علوان[299300]
وقع في هذا السند ستّة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال أربعة منهم، وبقي الكلام في شرح حال ابن زَنجَوَيه وعثمان بن صالح المصري، فنقول:
ابن زَنجَوَيه
قال الرازي: "حميد بن زَنجَوَيه النسائي، وهو ابن مَخلَد، وزَنجَوَيه لقب، أبو أحمد".
ثمّ قال: "سُئل أبي عنه فقال: صدوق"
[301] وقال الخطيب البغدادي: "حميد بن زَنجَوَيه، أبو أحمد الأَزْدي، وزَنجَوَيه لقب، واسمه مَخلَد بن قتيبة بن عبد الله، خراساني من أهل نَسا، كثير الحديث، قديم الرحلة إلى العراق والحجاز والشام ومصر... وكان ثقة"
[302] وقال الذهبي: "حميد بن زَنجَوَيه، الإمام الحافظ الكبير، أبو أحمد، واسمه حميد بن مَخلَد بن قتيبة الأزدي النسائي، صاحب كتاب الترغيب والترهيب وكتاب الأموال وغير ذلك"
[303] ثمّ ذكر أنّ النسائي وثّقه
[304] روى عنه أبو داود السجستاني واحتجّ بروايته
[305] تُوفّي سنة إحدى وخمسين ومئتين
[306] عثمان بن صالح المصري
قال الرازي: "عثمان بن صالح المقري، أبو يحيى السهمي... سمعت أبي يقول: كان عثمان بن صالح شيخاً صالحاً سليم الناحية"
[307] وذكر المزّي أنّه كان أوّل قاض تولّى قضاء مصر في الإسلام، كما ذكر أنّه روى عن الليث بن سعد
[308] روى عنه: البخاري وابن ماجة وأبو داود السجستاني، واحتجّوا بروايته
[309] تُوفّي سنة تسع عشرة ومئتين
[310] فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا السند صحيح; لأنّ جميع رواته من الثقات كما ذكرنا بالتفصيل.
والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:
إنّ حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمع هذا الخبر من أبيه ونقله لصالح بن كيسان في المدينة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر عن صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمعه منه الليث بن سعد وأدرجه في كتابه، ومن ثمّ قام عثمان بن صالح المصري بنقل هذا الخبر من كتاب الليث في مصر.
ولمّا وصل الخبر إلى ابن زَنجَوَيه سافر ورحل في طلب الحديث إلى مصر، فسمعه عن عثمان بن صالح، وأدرجه في كتابه الأموال.
والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ خراساني.