کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    السند الثاني والثالث

      السند الثاني والثالث


    نبتدئ بذكر السند الثاني، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
    روى الطبري في تاريخه عن يونس بن عبد الأعلى قال: حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثنا علوان[121122]
    وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
    محمّد بن جرير الطبري
    ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال قائلاً: "محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، الإمام أبو جعفر، صاحب التصانيف الباهرة، مات سنة عشر وثلاثمئة، ثقة صادق"[123]
    وقال الخطيب البغدادي: "كان أحدَ أئمّة العلماء، يُحكَم بقوله ويُرجَع إلى رأيه; لمعرفته وفضله... وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره"[124]
    وقال في موضع آخر: "محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير، الإمام العلم المجتهد عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة، من أهل أهل طبرستان... أكثَرَ الترحال، ولقيَ نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر عِلماً وذكاءً وكثرة التصانيف، قلّ أن ترى العيون مثله"[125]
    وأهمّ ما تميّز به في حياته العلمية هو قيامه بتصحيح حديث الغدير، قال ابن عساكر: "لمّا بلغه أنّ أبا بكر بن أبي داود السجستاني[126127]
    ولعلّه بسبب ذلك عدّه البعض من الرافضة، لاحظ كلام الذهبي بهذا الشأن: "فيه تشيّع يسير وموالاة لا تضرّ. أقذع[128129130]
    ويضيف الذهبي: "ولو حلفت أنّ السليماني ما أراد إلاّ الآتي لَبرَرت"[131]
    ومراده من "الآتي" هو محمّد بن جرير بن رستم (الطبري الشيعي) الذي قال الذهبي في ترجمته: "محمّد بن جرير بن رستم، أبو جعفر الطبري، رافضي، له تواليف، منها كتاب الرواة عن أهل البيت، رماه بالفرض عبد العزيز الكتّاني"[132]
    يونس بن عبد الأعلى المصري
    ذكره ابن حبّان في الثقات قائلاً: "يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أبو موسى، من أهل مصر، روى عنه المصريون والغرباء"[133]
    وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: "يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري، ثقة"[134]
    وذكر الرازي أنّه سمع أباه يقول: "قَدِمتُ مصر فلقيت أبا طاهر أحمد بن عمرو بن السرح[135]
    ثمّ قال: "سمعت أبي يوثّق يونس بن عبد الأعلى ويرفع من شأنه"[136]
    وذكره الذهبي مع وصفه بالإمام، وشيخ الإسلام، والمصري، والمقري، والحافظ.
    وقال فيه: "يونس بن عبد الأعلى أبو موسى الصدفي، أحد الأئمّة... ثقة محدّث مقري، من العقلاء النبلاء"[137]
    وقال في موضع آخر: "وكان كبير المعدِّلين والعلماء في زمانه بمصر. قال يحيى بن حسّان التنيسي: يونسكم هذا ركن من أركان الإسلام"[138]
    روى عنه النسائي في سننه واحتجّ بروايته[139]
    تُوفّي سنة أربع وستّين ومئتين[140]
    يحيى بن عبد الله بن بُكَير
    ذكره ابن حبّان في الثقات[141]
    وقال الذهبي: "يحيى بن عبد الله بن بكير، الإمام المحدّث الحافظ الصدوق، أبو زكريا القرشي المخزومي، مولاهم المصري".
    وقال: "كان غزير العلم، عارفاً بالحديث وأيّام الناس، بصيراً بالفتوّة، صادقا، ديّناً، وما أدري ما لاح للنسائي منه حتّى ضعّفه؟ وقال مرّة: ليس بثقة، وهذا جرح مردود، فقد احتجّ به الشيخان، وما علمتُ له حدثاً مُنكَراً حتّى أورده".
    وقال: "كان صدوقاً واسع العلم مفتياً"[142]
    ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي[143]
    تُوفّي سنة إحدى وثلاثين ومئتين[144]
    عمر بن عبد الرحمن بن عوف
    قال ابن حجر: "عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني: مقبول"[145]
    وهذا منه تعديل; لأنّه إذا قال المعدِّل في شأن الراوي: "مقبول"، فإنّه يُستفاد منه التوثيق والتعديل[146]
    وذكره البخاري في تاريخه بعنوان: "عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي الحجازي"[147]
    وقال فيه ابن عساكر: "عمر بن عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب، أبو حفص القرشي الزهري المدني، حدّث عن أبيه ورجال من الأنصار"[148]
    ولقد أخرج عنه واحتجّ بروايته: أبو داود السجستاني[149]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا السند صحيح; لأنّ كلّ رواته من الثقات والذين صرّح الأعلام بقبول رواياتهم.
    ومرادنا من السند الثالث ما يُستفاد من كلام الطبري، حيث قال بعد ذكر هذا الخبر:
    قال لي يونس: قال لنا يحيى: ثمّ قَدِم علينا علوان[150151]
    وفي الواقع أنّ يحيى بن عبد الله بن بُكَير تارةً يروي عن الليث عن علوان، وأُخرى يروي عن علوان بلا واسطة.
    ولقد بسطنا الكلام في جميع الرجال المذكورين في هذا السند سابقاً، وعليه فهذا السند صحيح أيضاً.
    والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:
    إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده عمر بن عبد الرحمن بن عوف، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان قد جرى في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخَ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد هذا الخبر فأدرجه في كتابه.
    ومن ثَمّ قام يحيى عبد الله بن بكير بنقل هذا الخبر من كتاب الليث في مصر لتلميذه يونس بن عبد الأعلى المصري. هذا وإنّ يحيى بن عبد الله بن بكير كان التقى بعلوان بن داود ونقل عنه هذا الخبر بلا واسطة أيضاً.
    ولمّا وصل الخبر إلى الطبري سافر ورحل في طلب الحديث إلى مصر، فسمعه من يونس، وبعدما رجع إلى بغداد وألّف تاريخه، أدرج هذا الخبر فيه[152]
    فالحاصل، أنّ هذا الخبر بهذين السندَين هو خبرٌ: مدني، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي.


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن