کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    السند الخامس عشر

      السند الخامس عشر


    نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
    روى ابن بابويه في كتاب الخصال عن المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، عن أبيه، عن محمّد بن حاتم، عن عبد الله بن حمّاد وسليمان بن معبد، عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح[311312]
    ذُكر في الأصل "عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه"، وهذا تصحيف، والصحيح ما أثبتنا; بقرينة ما ذكره ابن عساكر والطبراني وابن عبد ربّه القرطبي وأبو عبيد البغدادي، فإنّهم ذكروا بأجمعهم أنّه روى: صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه[313]
    ففي الواقع زاد النُّسّاخ في الخصال كلمة "عبد الرحمن"، فذكروا "عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف" بدل "حميد بن عبد الرحمن بن عوف".
    وكيف كان فقد وقع في هذا السند ثلاثة عشر رجلاً، ونحن تعرّضنا لشرح حال عبد الله بن صالح والليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
    ابن بابويه
    أورده النجاشي في رجاله قائلاً : "محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه ، القمّي : أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمئة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، وله كتب كثيرة"[314]
    وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته قائلاً : "محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه، القمّي : جليل القدر ، يُكنّى أبا جعفر ، كان جليلا ، حافظاً للأحاديث ، بصيراً بالرجال ، ناقداً للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه"[315]
    وذكره الطوسي أيضاً في رجاله قائلاً : "محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه، القمّي : يُكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقة والأخبار والرجال" [316]
    وذكره الذهبي قائلا : "ابن بابَوَيه : رأس الإماميّة ، أبو جعفر محمّد ابن العلاّمة عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه، القمّي ، صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة ، يُضرب بحفظه المثل ، يُقال : له ثلاثمئة مصنَّف "[317]
    المظفّر بن جعفر السمرقندي
    وهو المظفّر بن جعفر بن المظفّر بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، ولقد روى عنه الشيخ الصدوق مترحّماً عليه ومترضّياً[318]
    وليس لهذا الرجل توثيق صريح في كتب الرجال.
    جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي
    ذكره الشيخ الطوسي في رجاله فيمن لم يَروِ عن الأئمّة(عليهم السلام)، قائلاً: "جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، فاضل، روى عن أبيه جميع كتب أبيه، وروى عنه أبو المفضّل الشيباني"[319]
    وذكره ابن داود في رجاله قائلاً: "جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، فاضل"[320]
    ثمّ إنّا ـ ولأجل رفع الالتباس ـ نعبّر عنه بالعيّاشي الابن، ونعبّر عن والده بالعيّاشي الأب.
    محمّد بن مسعود العيّاشي
    ذكره النجاشي في رجاله قائلاً: "محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السَّلَمي السمرقندي، أبو النضر، المعروف بالعيّاشي، ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً، وكان في أوّل أمره عامّي المذهب، وسمع حديث العامّة فأكثر منه ثمّ تبصّر وعاد إلينا".
    ثمّ نقل النجاشي في ذيل كلامه أنّه أنفق العيّاشي على العلم والحديث تَرِكةَ أبيه سائرها وكانت ثلاثمئة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد، بين ناسخ أو مقابل أو قارئ أو معلّق، مملوءة من الناس[321]
    قال الشيخ الطوسي في فهرسته: "محمّد بن مسعود العيّاشي، من أهل سمرقند، وقيل: إنّه من بني تميم، يُكنّى أبا النضر، جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالرواية، مطّلع عليها، له كتب كثيرة تزيد على مئتَي مصنَّف، ذكر فهرست كتبه ابن إسحاق النديم"[322]
    وذكره في رجاله قائلاً: "محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السمرقندي، يُكنّى أبا النضر، أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً وفهماً ونبلاً في زمانه، صنّف أكثر من مئتي مصنّف، ذكرناها في الفهرست، وكان له مجلس للخاصّ ومجلس للعامّ(رحمه الله)"[323]
    توفّي العيّاشي سنة عشرين وثلاثمئة.
    محمّد بن حاتم
    نحتمل أنّ المراد منه هو محمّد بن حاتم بن خُزَيمة الكشّي الذي كان معمَّراً، ولقد ضعّفه الحاكم النيسابوري[324]
    وكيف كان، فلو قبلنا بهذا الاحتمال فالرجل ضعيف، وإن لم نقبل به فالرجل مجهول.
    عبد الله بن حمّاد الآملي
    قال الخطيب البغدادي: "عبد الله بن حمّاد بن أيّوب بن موسى، أبو عبد الرحمن الآملي، قدم بغداد وحدّث بها"[325]
    وقال الذهبي: "عبد الله بن حمّاد بن أيّوب، الإمام الحافظ البارع الثقة، أبو عبد الرحمن الآملي"[326]
    وقال أيضاً: "عبد الله بن حمّاد الآملي الحافظ، أبو عبد الرحمن الأَموي ـ بالفتح ـ ، من أهل بلد أَمو"[327]
    وأَمو ـ بالفتح ـ هي آمُل، هكذا يقولها العجم على الاختصار والعُجمة، وآمل هي مدينة كانت مشهورة في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارا من مرو[328]
    مات في سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
    سليمان بن معبد المَروزي
    قال الرازي: "سليمان بن معبد المروزي: روى عن: النضر بن شميل والنضر بن محمّد الجرشي وعبد الرزّاق والأصمعي، كتب عنه أبي بالري وروى عنه، حدّثنا عبد الرحمن قال: سُئل أبي عنه فقال: صدوق"[329]
    وقال المزّي: "رحل في طلب العلم إلى العراق والحجاز ومصر واليمن، وقدم بغداد وذاكر الحفّاظ بها"[330]
    تُوفّي سنة سبع وخمسين ومئتين.
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ المظفّر بن جعفر السمرقندي ومحمّد بن حاتم وسليمان بن معبد المروزي.
    والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:
    إنّ هذا الخبر بهذا: السند مدني، ثمّ مصري، ثمّ مدني، ثمّ رازي، ثمّ سمرقندي، ثمّ رازي.
    والظاهر أنّ حميد بن عبد الرحمن سمع هذا الخبر من أبيه ونقله لصالح بن كيسان في المدينة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه الليث بن سعد الخبر وأدرجه في كتابه، ومِن ثمّ سمعه عبد الله بن صالح المصري من الليث بن سعد.
    والظاهر أنّه لمّا سافر سليمان بن معبد المروزي إلى مصر وسمع الخبر من عبد الله بن صالح، انتقل الخبر إلى الري، حيث حدّث به هناك[331]
    ثمّ سافر عبد الله بن حمّاد الأَموي إلى الري، فسمع الخبر من سليمان بن معبد المروزي، ونقله إلى ما وراء النهرين; فإنّه كان من مدينة أَمو، وهي مدينة ما بين بخارى ومرو.
    وبعد ذلك قام العيّاشي بسماع هذا الخبر من أُستاذه محمّد بن حاتم الكشّي ونقله إلى مدينة سمرقند، وذكره في كتابه الذي ألّفه في سيرة أبي بكر، فإنّا إذا راجعنا إلى رجال النجاشي والفهرست للطوسي، نجد أنّهما صرّحا بأنّ لجعفر بن محمّد العيّاشي(الأب) كتاباً في سيرة أبي بكر.
    ثمّ إنّ محمّد بن جعفر بن محمّد العيّاشي (الابن) سمع هذا الكتاب من أبيه ونقله لتلميذه مظفّر بن جعفر السمرقندي.
    وبعد ذلك لمّا سافر ابن بابويه إلى سمرقند سمع هذا الخبر من المظفّر بن جعفر السمرقندي، ولمّا رجع إلى الري ألّف كتابه الخصال وذكر هذا الخبر فيه[332]
    ومن المحتمل أنّ الشيخ الصدوق وصل إليه كتاب سيرة أبي بكر للعيّاشي، وأنّه قام بنقل الخبر منه.
    هذا تمام الكلام في تحقيق أسانيد خبر عبد الرحمن بن عوف، وملخّص الكلام فيه أنّ رواة هذا الخبر بسنده الأوّل والثاني والثالث والتاسع والرابع عشر، من الثقات، فالخبر بهذه الأسانيد من الأخبار الصحاح.



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن