کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    السند السابع

      السند السابع


    نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
    روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي البركات عبد الله بن محمّد بن الفضل الفَراوي وأُمّ المؤيّد نازتين المعروفة بجمعة بنت أبي حرب محمّد بن الفضل بن أبي حرب، عن أبي القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، عن أبي بكر أحمد بن الحسن، عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب[214215]
    وقع في هذا السند اثنا عشر راوياً، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال ليث بن سعد وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
    عبد الله بن محمّد بن الفضل الفَراوي
    قال الذهبي: "ابن الفَراوي: الشيخ الفقيه العالم المسند الثقة، أبو البركات عبد الله بن محمّد بن الفضل بن أحمد الفَرَاوي، الصاعدي النَّيسابوري، صفي الدين المعدِّل"[216]
    تُوفّي سنة تسع وأربعين وخمسمئة[217]
    أُمّ المؤيّد نازتين
    روى عنها ابن عساكر بعنوان "أُمّ المؤيّد نازتين المعروفة بجمعة، بنت أبي حرب محمّد بن أبي القاسم بن أبي حرب النَّيسابورية"[218]
    لم يُذكر لها ترجمة في كتب الرجال والتراجم.
    الفضل بن أبي حرب الجرجاني
    قال ابن النجّار البغدادي: "الفضل بن أحمد بن محمّد بن عيسى الجرجاني، أبو القاسم بن أبي حرب، الزجّاجي التاجر، من أهل نيسابور... كان صدوقاً أميناً عفيفاً"[219]
    وقال الذهبي: "الشيخ الثقة العابد أبو القاسم الفضل بن أبي حرب أحمد بن محمّد بن عيسى الجرجاني ثمّ النيشابوري التاجر".
    ثمّ ذكر أنّ أبا نعيم عبيد الله بن أبي علي الحدّاد قال: "سمعت بعض جيران الفضل بن حرب يقول: ما ترك أحداً في جواره منذ ثلاثين سنة أن ينام; من قراءته وبكائه"[220]
    وقال ـ أيضاً ـ في موضع آخر: "الفضل بن أحمد بن محمّد بن عيسى، أبو القاسم بن أبي حرب، الجرجاني الزجّاجي، شيخ نيشابوري الدار، ثقة صالح، حسن السيرة، تاجر أمين، وقيل: كان أبوه حاتمَ وقته"[221]
    تُوفّي سنة ثمان وثمانين وأربعمئة[222]
    أحمد بن الحسن الحِيرِي
    قال الذهبي: "الإمام العالم المحدّث، مُسند خراسان، قاضي القضاة، أبو بكر أحمد بن علي الحسن بن الحافظ أبي عمرو أحمد بن محمّد بن حفص بن مسلم بن يزيد، الحَرَشيّ الحِيرِي النيسابوري الشافعي... وُلد في حدود سنة خمس وعشرين وثلاثمئة، ورّخه أبو بكر محمّد بن منصور السمعاني وقال: هو ثقة في الحديث"[223]
    وذكره ابن عساكر في طريقه إلى حديث أبي جحيفة بعنوان "القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحَرَشيّ الحِيرِي"[224]
    تُوفّي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربعمئة[225]
    محمّد بن يعقوب الأصمّ
    قال ابن عساكر في تاريخه: "محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الله، أبو العبّاس المعقلي الشيباني النيسابوري الأصمّ... وكان أبو العبّاس محدّثَ عصره بلا مدافعة، فإنّه حدّث في الإسلام ستّاً وسبعين سنة، ولم يختلف في صدقه وصحّة سماعاته"[226]
    وقال الذهبي: "الأصمّ محمّد بن يعقوب بن يوسف بن مَعقِل بن سِنان، الإمام المحدّث، مُسنِد العصر، رحلة الوقت، أبو العبّاس الأُموي مولاهم، السِّناني المَعْقِلي النيسابوري الأصمّ... وما رأينا الرحلة في بلاد من بلاد الإسلام أكثر منها إليه"[227]
    بقي شيء: ذُكر فى أواسط هذا السند في تاريخ مدينة دمشق كذا: "... عن أبي العبّاس أحمد بن يعقوب، عن الحسن بن مكرم بن حسّان البزّار..."[228]
    ونحن نعتقد أنّ "أحمد بن يعقوب" هو تصحيف "محمّد بن يعقوب"; وذلك بقرينتين:
    أُولاهما: ذكر الذهبي في ترجمة محمّد بن يعقوب الأصمّ أنّه روى عنه أحمد بن الحسن الحَرَشيّ الحِيرِي[229]
    ثانيهما: لقد استقصينا جميع ما رواه ابن عساكر بالإسناد عن الحسن بن مكرم، فوجدنا أنّه تارةً يقول: "أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ، أنبأنا الحسن بن مكرم"، وأُخرى يقول: "رواه الأصمّ عن الحسن بن مكرم"، وثالثة يقول: "أخبرنا أبو العبّاس الأصمّ، أخبرنا الحسن بن مكرم"، ورابعة يقول: "أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، أخبرنا الحسن بن مكرم"[230]
    ثمّ هو يقول في ثمانية مواضع: "أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أخبرنا الحسن بن مكرم"[231]
    هذا، ولقد وجدنا في أكثر من مئة مورد في مصادر متعدّدة أنّه "روى أحمد بن الحسن الحِيرِي الحَرَشيّ عن محمّد بن يعقوب الأصمّ"[232]
    أمّا في سند حديث كشف بيت فاطمة(عليها السلام) الذي ذُكر في كتاب تاريخ مدينة دمشق فهكذا: "... أخبرنا أحمد بن يعقوب، أخبرنا الحسن بن مكرم..."[233]
    وكيف كان فهذا تصحيف ، ولا يُستبعد وجود هكذا تصحيفات في النُّسخ الخطّية القديمة ، ولكنّي أتعجّب من محقّق كتاب تاريخ مدينة دمشق كيف فاته التوجّه إلى هكذا تصحيف!
    تُوفّي محمّد بن يعقوب الأصمّ سنة ستّ وأربعين وثلاثمئة[234]
    الحسن بن مكرم البزّاز
    قال الخطيب البغدادي في تاريخه: "الحسن بن مكرم بن حسّان، أبو علي البزّاز، كان ثقة"[235]
    وقال الذهبي: "الحسن بن مكرم، الإمام الثقة، أبو عليّ البغدادي البزّاز"[236]
    تُوفّي سنة أربع وسبعين ومئتين وقد بلغ ثلاثاً وتسعين سنة[237]
    خالد بن القاسم المدائني
    قال البخاري: "خالد بن القاسم، أبو الهيثم المدائني، سمع ليث بن سعد، متروك"[238]
    ولكن من الإنصاف القول : إنّ هذا الرجل ضُعّف عند علماء الرجال، قال الرازي: "سُئل يحيى بن مَعين عن خالد المدائني، فقال: سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث، صَحِب الليث من العراق إلى مكّة وإلى مصر، فلمّا انصرف كان يحدّث عن الليث بالكثير، فخرج رجل من أهل العراق... فعارض بكتب الليث، فإذا قد زاد فيه الكثيرَ وغيره، فتُرك حديثه"[239]
    وكذلك ضعّفه الخطيب البغدادي والذهبي والمزّي[240]
    تُوفّي خالد بن القاسم سنة إحدى عشرة ومئتين[241]
    والظاهر أنّ خالد بن القاسم زاد في أخبار الليث بن سعد أشياء، ولمّا قام شخص من أهل العراق بالمقارنة بين ما قاله القاسم بن خالد وبين كتب ليث بن سعد ، توضّح أنّ قسماً كبيراً من هذه المطالب لم يتمّ العثور عليها في كتب ليث .
    ولكن فيما نحن فيه، فإنّ ذلك لا يوجب تضعيف الخبر ، إذ مع أنّ خالد بن القاسم قام بنقل هذا الخبر بهذا السند ، لكنّ هناك أشخاص قاموا بنقله أيضاً :
    الأوّل: محمّد بن رمح، فإنّا نجد في السند الأوّل أنّه قد روى ابن عساكر بالإسناد عن محمّد بن رمح عن الليث بن سعد، وسوف نذكر في السند الثامن أنّه روى ابن عبد ربّه القرطبي بالإسناد عن محمّد بن رمح عن الليث بن سعد، ولقد سبق منّا الكلام في وثاقة محمّد بن رمح[242]
    الثاني: يحيى بن عبد الله بن بكير، فإنّا نجد في السند الثاني والثالث أنّه قد روى الطبري بالإسناد عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث بن سعد، ولقد سبق منّا الكلام في وثاقة يحيى بن عبد الله بن بكير[243]
    الثالث: عبد الله بن صالح المصري، فإنّا سنجد في السند العاشر أنّه قد روى الطبري بالإسناد عن عبد الله بن صالح المصري، عن الليث بن سعد، وفي السند الخامس عشر روى ابن بابويه بالإسناد عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، ولقد قال ابن عَدِيّ في شأن عبد الله بن صالح المصري: "هو عندي مستقيم الحديث"[244]
    الرابع: عثمان بن صالح، فإنّا سنجد في السند الرابع عشر أنّه قد روى ابن زَنجَوَيه بالإسناد عن عثمان بن صالح، عن الليث بن سعد[245]
    الخامس: سعيد بن عبّاد البصري، فإنّا سنجد في السند الثاني عشر أنّ أحمد بن عبد العزيز روى بالإسناد عن سعيد بن عبّاد البصري، عن الليث بن عبّاد.
    وبالجملة، فإنّ خمسة من الرواة (سوى خالد بن القاسم) ذَكروا هذا الخبر من كتب الليث بن سعد، وبهذا الدليل نطمئنّ بوجود الخبر في كتاب ليث بن سعد. ونحن نسمّي تحليل هذه الأحاديث بالتحليل الفهرستي .
    بيان ذلك : لو نظرنا إلى هذا السند من منظار علم الرجال ، لوجدنا أنّ هذا السند ضعيف ; وذلك لتضعيف علماء الرجال له ، ولكن ـ بما ذكرنا ـ من أنّ أصل هذا الخبر كان مذكوراً في كتاب ليث بن سعد ، وأنّ لهذا الكتاب ستَّ نسخ ، وذُكر هذا الخبر في كلّ نسخة منها [246]
    والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:
    إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة سمع هذا الخبر من صالح بن كيسان، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه ليث بن سعد هذا الخبر وأدرجه في كتابه.
    ثمّ سمع الحسن بن مكرم البغدادي هذا الخبر من الليث.
    ولمّا وصل الخبر إلى أحمد بن يعقوب النيسابوري، سافر ورحل في طلب الحديث إلى بغداد، فسمعه من أُستاذه الحسن بن مكرم ونقله إلى نيسابور.
    وبعد ذلك نقل مشايخ نيسابور هذا الخبر، فإنّا نجد أنّ أحمد بن الحسن الحِيري وعبد الله الفَراوي وأُمّ المؤيّد قاموا بنقل هذا الخبر.
    وفي النهاية، لمّا سافر ابن عساكر من دمشق إلى نيسابور لطلب الحديث، سمع الحديث ونقله إلى دمشق، فصار الحديث دمشقياً.
    والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدني، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي، ثمّ نيسابوري، ثمّ دمشقي.


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن