کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری




    بسم الله الرحمن الرحيم
    حُظي مرقد الإمام الرضا(عليه السلام) في خراسان بهالة من الإكبار والتقديس بما لم يحظ به مرقد من مراقد أولياء الله تعالى في كلّ مكان ، حيث يتهافت لزيارته ملايين المسلمين يتقرّبون بذلك إلى الله تعالى.
    ولازال المسلمون يبرزون حبّهم لنبيّهم بزيارة هذه البقعة المباركة .
    يقول محمّد بن المؤمّل : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خُزَيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) بطوس، فرأيت من تعظيم ابن خُزَيمة لتلك البقعة وتواضعه لها، وتضرّعه عندها ما حيّرنا.[1]
    كيف لا والقرآن يقول : (قُل لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى )[2]
    ولقد خصّ الله تعالى قبر الإمام الرضا(عليه السلام) بفضائل عديدة ، فهو ملجأ المحتاجين وملاذ المنكوبين ، ولم تَعُد كراماته بخافية على أحد أو محصورة بمن حصلت له ، حيث لا زال يفوح مسكها إلى هذا اليوم، يشهد لذلك القاصي والداني .
    ولنعم ما شهد بذلك الشاعر :
    من سرّه أن يرى قبرًا برؤيته/ يفرّج الله عمّن رآه كَربَه
    فليأتِ ذا القبرَ إنّ الله أسكنه/ سُلالةً من رسول الله مُنتَجَبه[3]
    وفي ثواب زيارة هذا الإمام الهُمام وردت روايات كثيرة ، في بعضها أنّ فضل زيارته(عليه السلام) يعادل ألف ألف حجّة ، وأنّ من زاره كمن زار النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وأنّ لزائر قبره أجر سبعين شهيدًا ممّن استشهد بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
    وعلى الرغم من صحّة هذه الروايات المبثوثة في بطون اُمّهات الكتب، ولكنّا لا زلنا نرى من يتساءل عن صحّة مضامينها .
    وأنت خبير بأنّ حفظ تراث آل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وتنسيق أحاديثهم بصورة علمية فنّية ممتعة رائعة، من أهمّ الضروريات التي ينبغي لعلماء الحوزة العلمية أن يولوا لها الأهمّية البالغة ، حيثما يكونون مصداق المقولة : "نعم الخلف لنِعم السلف" .
    فمن النعم التي أنعمها الله تبارك وتعالى عليَّ أن وفّقني لتحقيق الأحاديث التي وردت في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، فعكفت على دراستها رجاليًا.
    فهذا الصحيح في فضل الزيارة الرضوية الذي بين يديك يبيّن لك ـ بدراسه فنّيةـ صحّة الأحاديث الواردة في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، جعلته بمثابة البلسم الشافي لمرض الشكّ في ثواب هذه الزيارة .
    قدّمت له مقدّمة بسيطة تناولت فيها البحث عن أصل مشروعية الزيارة في القرآن الكريم والسيرة النبويّة. ثمّ قمت بسرد الأخبار الصحيحة، وبسطت الكلام في بيان تراجم رواة الأحاديث، وحقّقت المصادر الأوّلية للأحاديث، وأثبتّ أنّ هذه الأحاديث إنّما اُخذت من المصادر التي كان عليها المُعوّل عند قدماء أصحابنا.
    فذكرت في كتابي هذا خصوص الأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح، ومرادي من كتب الرجال هنا: رجال الكشّي، رجال النجاشي، رجال الطوسي، فهرست الطوسي، خلاصة الأقوال، رجال ابن داوود، فإذا لم يوثّق أحد رواة حديث في هذه الكتب، لم أفرده بالذكر في هذا الكتاب.
    الجدير بالذكر أنّ هذه الأحاديث العشرة التي سلّطت الضوء عليها، إنّما هي من الأحاديث الصحيحة الأعلائية .
    وأعني بالأعلائية ; أنّ كلّ واحد من رواتها في كلّ طبقة، معلوم الإمامية والعدالة والضبط، فيعبّر عنه بالصحيح الأعلائي.[4]
    وأعتقد أنّ وجود هذا العدد من الأحاديث الصحيحة الأعلائية بخصوص فضيلة زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) مسألة مهمّة حيث إنّ فضائل الإمام الرضا(عليه السلام) كثيرة ، وهذه واحدة من فضائله .
    نعم، فى موردين ذكرت حديثين مصحّحين; لأهمّيتهما فى الموضوع و هما: مصحّحة عبد العظيم الحسني و مصحّحه الهروي و ذكرت الشواهد على قبول ذلك التصحيح.
    وأخيرًا ، لاأدّعي الكمال ، والكمال لله تعالى ، أو أنّي استوفيت كلّ ما أبتغيه من هذا المؤلَّف ، ولذا أستعين بك عزيزي القارئ ; لتتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه .[5]
    وأرى من الواجب عليَّ أن أتقدّم بجزيل الشكر والثناء إلى سماحة الأُستاذ العلاّمة فقيه أهل البيت(عليهم السلام)، السيّد أحمد المددي أدام الله بقاءه، ـ مشجّعي في خوض هذا المضمار، والمتفضّل عليَّ بإرشاداته القيّمة ـ الذي ما زال يعرب عن حبّه وشوقه لنشر هذه الأبحاث.
    أتقدّم بوافر الشكر للسماحة الشيخ الفاضل حجّة الإسلام والمسلمين إلهيّ رئيس مجمع البحوث الإسلاميّة لتفضّله بنشر هذا الكتاب، ولايفوتني أن أتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأخ النبيل محمد پور صباغ لمشاركته وجهوده فى تقويم نص الكتاب بأمانة ودقّة وكذلك للأخ الصديق الدكتور أمير سلماني رحيمي على إرشاداته الأدبيّة.
    فأحمدك اللّهمّ على ما أنعمت عليَّ بتوفيقك لما قمت بهذا العمل الشريف المتواضع، راجيًا منك القبول يوم لا ينفع مال ولابنون، إلاّ من أتاك بقلب سليم ياربّ.
    سيدي ومولاي علي بن موسي الرضا ! هذه بضاعتي مضجاة أقدّمها بين يديك راجيًا منك القبول، لاأطلب سوى شفاعتك يوم القيامة، يوم يُنادى على الناس بإمامهم، فأنت إمامي و أنت مرتجاي.
    مهدي خدّاميان الآراني
    17 ربيع الأوّل، 1430 هـ. قمّ المقدّسة


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن