کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    مصحّحة الهروي

     مصحّحة الهروي


    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.
    روى الشيخ الصدوق، عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب بـ "ماجِيلَوَيه"، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الصَّلت الهَرَوي أنّه قال: سمعت الرضا(عليه السلام)
    يقول:
    إنّي ساُقتل بالسمّ مسمومًا ومظلومًا، واُقبر إلى جنب هارون، ويجعل
    الله Uتربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّدا(صلى الله عليه وآله) بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين، إلاّ استحقّ المغفرة من اللهU يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمّد(صلى الله عليه وآله) بالإمامة وخصّنا بالوصية، إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء، إلاّ حرّم الله Uجسده على النار[272]
    ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.[273]
    ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحث رجالي وبحث فهرستي.
    فها هنا خطوتان:
    الخطوة الاُولى: البحث الرجالي
    وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وماجِيلَوَيه (وذكرنا أنّ المراد منه هو ماجيلويه الحفيد)، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، والآن نتعرّض لبيان حال أبي الصَّلت الهَرَوي، فنقول:
    توثيق أبي الصَّلت الهَرَوي
    ذكر الكشّي في رجاله بإسناده عن يحيى بن نعيم أنّه كان يقول: "أبو الصَّلت نقي الحديث، ورأيناه يسمع، ولكن كان شديد التشيّع، ولم يُرَ منه الكذب".[274]
    وروى عن أحمد بن سعيد الرازي أنّه كان يقول: "إنّ أبا الصَّلت الهَرَوي ثقة مأمون على حديثه، إلاّ إنّه يحبّ آل رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وكان دينه ومذهبه".[275]
    وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً: "عبد السلام بن صالح، أبو الصَّلت الهَرَوي، روى عن الرضا(عليه السلام)، ثقة، صحيح الحديث، له كتاب وفاة الرضا(عليه السلام)".[276]
    من الغريب أنّ الشيخ الطوسي ذكر أنّه عامّي، مع أنّ العامّة ذكروا أنّه كان شيعيًّا.
    بيان ذلك: إنّ الشيخ الطوسي ذكر أبا الصَّلت الهَرَوي في عداد أصحاب الرضا(عليه السلام)، قائلاً: "أبو الصَّلت الخراساني الهَرَوي عامّي، روى عنه بكر بن صالح".[277]
    وحينما نراجع كلمات العامّة نجد أنّهم يذكرون أنّه كان شيعيًّا، فقد ذكر الذهبي أنّه شيعي متّهم مع صلاحه، وصرّح ابن حجر أنّه كان يتشيّع.[278279]
    والظاهر أنّ أبا الصَّلت الهَرَوي كان مخالطًا للعامّة وراويًا لأخبارهم، لذلك التبس أمره على بعض المشايخ، فذكر أنّه كان عامّيًا.
    هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ الأخبار التي وصلت إلينا من طريق أبي الصَّلت في التراث الشيعي تدلّ على تشيّعه، بل تدلّ على أنّه كان من خواصّ الشيعة.[280]
    ثمّ إنّ العامّة ضعّفوه لتشيّعه، فهذا النسائي يصرّح بأنّه ليس بثقة[281282]
    ولقد أفرط العقيلي في تضعيفه وكذّبه.[283]
    وبإزائهم نرى أنّ الذهبى ينقل أنّ يحيى بن معين كان يوثّق أبا لصَّلت.[284285]
    وإنّا نعتقد أنّ العامّة ضعّفوا أبا الصَّلت الهَرَوي لأنّه كان يروي أحاديث في فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وأحاديث في مثالب أعدائه.
    فهذا الخطيب البغدادي يذكر أنّه كان يروي الحديث النبويّ: "أنّا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه" ، وغيرها من فضائله، كما أنّه يصرّح بأنّ أبا الصَّلت الهَرَوي كان روى أحاديث في المثالب.[286]
    وإن أردت أن تعرف موقف العامّة من هذا الرجل فاسمع إلى ما قال إبراهيم بن يعقوب الجَوزَجاني: "كان أبا الصَّلت زائغًا عن الحقّ، مائلاً عن القصد، سمعت من حدّثني عن بعض الأئمّة أنّه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجّال، وكان
    قديمًا متلوّثًا في الأقذار !!".
    ومن الجدير بالذكر أنّ الجَوزَجاني كان كثير الطعن لأتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ، بل هو أوّل من فتح هذا الباب ، لايفرّق في طعنه على الصحيح وغيره ، فكان ديدنه الطعن والتضعيف لكلّ شيعي أو متشيّع أو من يوالي أهل البيت(عليهم السلام) ، وهذا يوضّح لنا موقفه من أبي الصلت وتكذيبه ونعته بكلّ تلك النعوت التي لاتليق بعالم مؤرّخ مثله .
    يقول ابن عساكر في وصف عقيدة الجَوزَجاني من التشيّع وعليّ(عليه السلام) : "الجَوزَجاني سكن دمشق، يحدّث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوّى بكتابه، ويقرؤه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ".[287]
    ويقول الذهبي فيه: "إنّه كان من الحفّاظ المصنّفين، والمخرّجين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن عليّ بن أبي طالب".[288]
    ويذكر ابن حجر: "إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجَوزَجاني، رُمي بالنصب".[289]
    فالجَوزَجاني جعل محبة الرواي لعليّ(عليه السلام) أو بغضه عليه مقياسًا لردّ روايته أو قبولها، وكأنّه بهذا وضع شرطًا إضافيًا للردّ والقبول.
    فبقدر ما يكون الراوي مبغضًا لعليّ أو لايذكره بخير، تكون روايته مقبولة عنده، وهو ثقة ثبت عدل صدوق، وبقدر ما يكون الراوي ذاكرًا لفضائل عليّ أو محبًّا له أو مواليًا، تكون روايته مردودة، وهو مجروح ومطعون فيه!
    ولسخف مبناه هذا حمل المحدّثون على إسقاط اعتبار كلامه، فهذا ابن حجر قال فيه: "أمّا الجَوزَجاني فقد قلنا غير مرّة: إنّ جرحه لايُقبل في أهل الكوفة ; لشدّة انحرافه ونصبه".[290]
    وقال أيضا: "وممّن ينبغي أن يتوقّف في قبول قوله في الجرح مَن كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإنّ الحاذق إذا تأمّل ثلب[291292]
    والعجب كلّ العجب من النسائي حيث صرّح بأنّ الجَوزَجاني كان ثبتًا وثقة، مع تصريح الأعلام بأنّ الجوزاني كان شديد البغض والعداوه لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام).[293]
    وأعجب من ذلك ما صنع مالك بن حنبل حيث قام بإكرام الجَوزَجاني، ينقل ابن حجر عن أبي بكر الخلاّل أنّه قال: "كان أحمد بن حنبل يكاتبه ويكرمه إكرامًا شديدًا".[294]
    إنّي لأعجب كيف يكون ثبتًا من كان شديد التحامل على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) الذي اعتبره النبيّ(صلى الله عليه وآله)نفسه ؟ !
    والانصاف أنّ تضعيف الجَوزَجاني لأبي الصَّلت الهَرَوي لا يرجع إلى محصّل، والرجل كما صرّح به النجاشي ويحيى بن معين ثقة معتمد.
    ثمّ إنّ أبا الصَّلت رحل لطلب الحديث إلى البصرة والكوفة والحجاز واليمن، ونزل نيسابور،[295]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، والرواية صحيحة إسنادًا.
    الخطوة الثانية: البحث الفهرستي
    إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فراجع إلى ما ذكرناه آنفًا حول كتاب إبراهيم بن هاشم.
    وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع أبا الصَّلت الهَرَوي فأدرج هذا الحديث في كتابه النوادر.
    وبالجملة، أنّ هذه الرواية من الروايات الصحيحة رجاليًا وفهرستيًا، فرجالها كلّهم من الثقات، والمصدر الذي ذُكرت فيه في غاية الإعتبار.
    ثمّ إنّه ورد حديثان في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) ومضمونهما قريب من صحيحة أبي الصَّلت الهَرَوي، نذكرهما تتميمًا للفائدة:
    الحديث الأوّل: ما رواه الشيخ الصدوق في الأمالي عن محمّد بن موسى المتوكّل،
    عن محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي[296297298]
    الحديث الثاني: ما رواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) عن أحمد بن محمّد بن أحمد السِّناني، عن محمّد بن جعفر الأسدي بن زياد، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكري(عليه السلام) يقول: "أهل قمّ وأهل آبة[299300]


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن