کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة البَزَنطي الثانية

     صحيحة البَزَنطي الثانية


    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها، فنقول :
    إنّ لهذه الرواية إسنادين:
    الإسناد الأوّل: الذي روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن البَزَنطي.
    الإسناد الثاني: الذي روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) وثواب الأعمال والأمالي عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن ابن عيسى، عن البَزَنطي.
    وأمّا نصّ الرواية : قال البَزَنطي: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا(عليه السلام):
    أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند اللهU ألف حجّة.
    قال البَزَنطي: فقلت لأبي جعفر(عليه السلام): ألف حجّة؟،
    قال(عليه السلام): إي والله ألف ألف حجّة لمن زاره عارفًا بحقّه.[132]
    ذكرها الطبري في بشارة المصطفى، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.[133]
    وقد عرفت أنّ للروايه إسنادين، والآن نتعرّض للتحقيق في هذين
    الإسنادين.
    فها هنا خطوتان:
    الخطوة الاُولى: تحقيق الإسناد الأوّل
    ذكرنا في الإسناد الأوّل أنّه روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن البَزَنطي.
    البحث الرجالي
    وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ولقد تعرّضنا فيما سبق لبيان حال علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، وسعد بن عبد الله الأشعري، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وأحمد بن محمّد أبي نصر البَزَنطي، وقلنا : إنّهم جميعًا من الثقات الأجلاّء، والآن نتكلّم في توثيق ابن قُولَوَيه.
    توثيق جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه
    ذكره النجاشي في رجاله ، قائلا :
    جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولَوَيه : أبو القاسم ، وكان أبوه يُلقّب مسلمة ، من خيار أصحاب سعد ، وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه عن سعد ، وقال : ما سمعتُ من سعد إلاّ أربعة أحاديث ، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل ، وكلّ ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه .[134]
    وذكره الشيخ في فهرسته ، قائلا : "جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه القمّي : يُكنّى أبا القاسم ، ثقة ، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه ".[135]
    وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) ، قائلا :
    جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه : يُكنّى أبا القاسم القمّي ، صاحب مصنّفات ، قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست ، روى عنه التلّعُكبَري ، وأخبرَنا عنه محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وابن عزور ، مات سنة ثمان وستّين وثلاثمئة .[136]
    ووصفه المفيد بالشيخ الصدوق ، على ما حكاه النجاشي في رجاله .[137]
    ووصفه ابن طاووس قائلاً : "الشيخ الصدوق ، المتّفق على أمانته ، جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه ".[138]
    وذكره ابن حجر في لسان الميزان :
    جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولَوَيه : أبو القاسم ، السَّهمي ، الشيعي ، من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين ، متّهم ، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في شيوخ الشيعة ، وتلمّذ له المفيد وبالغ في إطرائه ، وحدّث عنه أيضًا الحسين بن عُبَيد الله الغضائري ومحمّد بن سليم الصابوني بمصر .[139]
    ولقد وقع الكلام في سنة وفاته ، فذكر الشيخ أنّه توفّي سنة ( 368 هـ )[140141369142369143]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا الطريق كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي بإسناده الأوّل.
    البحث الفهرستي
    قد سبق منّا أنّه كان لأحمد بن أبي النصر البَزَنطي كتاب الجامع، روى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب هذا الكتاب عن البَزَنطي. وعلى هذا، نحن استظهرنا أنّ المصدر الأوّل للرواية هو كتاب الجامع للبزنطي.
    كما أنّ المصدر الثاني لهذه الرواية هو كتاب المزار لسعد بن عبد الله الأشعري على شرح بيّناه فيما سبق. فعلي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق) سمع كتاب المزار لسعد بن عبد الله وتحمّله، كما أنّ ابن قُولَوَيه تحمّل هذا الكتاب من اُستاذه علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، فعندما أراد أن يكتب ابن قُولَوَيه كتاب كامل الزيارات نقل هذا الحديث من كتاب المزار لسعد بن عبد الله.
    وهذا النقل لم يكن على نحو الوجادة، بل إنّه تحمّل الكتاب من شيخه واُستاذه علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق). والرواية في أصلها كوفية، ولكن قامت مدرسة قمّ بنشرها وحفظها، فإنّ سعد وابن الوليد وابن قُولَوَيه كلّهم قمّيون.
    الخطوة الثانية: تحقيق الإسناد الثاني
    ذكرنا في الإسناد الثاني أنّه روى الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البَزَنطي.
    البحث الرجالي
    وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، ومحمّد بن الحسن بن الوليد، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي، وذكرنا أنّهم من الثقات الأجلاّء.
    والآن نتعرّض لبيان حال بقيّة رجال الإسناد:
    1 . توثيق أحمد بن محمّد بن عيسى
    ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الهادي(عليه السلام) بعنوان : "أحمد بن محمّد بن عيسى" .[144]
    وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً :
    أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر ، الأشعري ... وأبو جعفر(رحمه الله)شيخ القمّيين ووجههم وفقيههم غير مدافع ، وكان أيضًا الرئيس الذي يلقي السلطان بها، ولقي الرضا(عليه السلام) ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري(عليهما السلام) .[145]
    وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:
    أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ... وأبو جعفر هذا شيخ قمّ ووجهها وفقيهها غير مدافع ، وكان أيضًا الرئيس الذي يلقي السلطان بها ، ولقي أبا الحسن الرضا(عليه السلام) ، وصنّف كتبًا.[146]
    وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا(عليه السلام)، قائلاً : "أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمّي : ثقة ، له كتب ".
    واُخرى في أصحاب الجواد(عليه السلام)، قائلاً : "أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري : من أصحاب الرضا(عليه السلام) ".
    وثالثةً في أصحاب الهادي(عليه السلام)، قائلاً : "أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري : قمّي ".[147]
    2 . توثيق محمّد بن الحسن الصفّار
    ذكره النجاشي ، قائلا :
    محمّد بن الحسن بن فَرّوخ الصفّار ، مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عُبَيد الله بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، أبو جعفر ، الأعرج ، كان وجهًا في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحًا ، قليل السقط في الرواية ، له كتب .[148]
    وذكره الشيخ في فهرسته بعنوان : "محمّد بن الحسن الصفّار : قمّي" .[149]
    وذكر الكشّي في ترجمة أبي بكر الحَضرَمي أنّه كان معروفًا بممولة .[150]
    وذكره في رجاله في أصحاب العسكري(عليه السلام) ، قائلا : "محمّد بن الحسن الصفّار : له إليه مسائل ، يُلقّب ممولة ".[151]
    وذكر الكشّي في ترجمة أبي بكر الحَضرَمي أنّ الصفّار كان معروفًا بممولة .[152]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا الطريق كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي بإسناده الثاني أيضًا.
    البحث الفهرستي
    قد سبق منّا أنّه كان لأحمد بن أبي النصر البَزَنطي كتاب الجامع، وشرحنا أنّ عند محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب نسخة من هذا الكتاب.
    والآن نقول: إنّ لكتاب الجامع للبَزَنطي نسخة اُخرى هي نسخة أحمد بن محمّد بن عيسى ، فإنّ الشيخ الطوسي روى كتاب الجامع للبَزَنطي عن ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البَزَنطي.
    وهذا الطريق نفسه الذي نجده في الإسناد الثاني لهذه الرواية، فإنّ الشيخ الصدوق روى عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البَزَنطي.
    وكيف كان، فالبَزَنطي سمع الإمام الجواد(عليه السلام) فذكر في كتابه الجامع هذا الحديث، وبعد ذلك لمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى إلى الكوفة تحمّل هذا الكتاب من البَزَنطي، ثمّ تحمّل محمّد بن الحسن الصفّار هذا الكتاب من اُستاذه أحمد بن محمّد بن عيسى، وبعد ذلك تحمّل ابن الوليد من الصفّار، كما أنّ الشيخ الصدوق تحمّل هذا الكتاب من ابن الوليد.
    والحاصل، أنّ كتاب الجامع بنسخة أحمد بن محمّد بن عيسى كان عند الشيخ الصدوق، ونقل عنه.
    إذا عرفت هذا فنقول: إنّ هذه الرواية من أصحّ ما عندنا من الروايات ; لأنّها كانت في نسختين مشهورتين من كتاب الجامع للبَزَنطي.
    تبيّن ممّا ذكرنا أنّ لكتاب البَزَنطي نسختان:
    الاُولى: نسخة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.
    الثانية: نسخة أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري.
    النسخة الاُولى كوفية، والنسخة الثانية قمّية. كما أنّ الشواهد تشير إلى أنّ النسخة الثانية وهي نسخة الأشعري، وصلت إلى الشيخ الصدوق ونقل منها هذه الرواية.
    وليس لدينا شواهد قطعية على وصول النسخة الاُولى ـ نسخة ابن أبي الخطّاب ـ إلى الشيخ الصدوق، وذكرنا أنّها وصلت إلى سعد بن عبد الله الأشعري، وقام سعد بإخراج هذه الرواية في كتابه المزار، وشرحنا فيما سبق أنّ كتاب سعد وصل إلى الشيخ الصدوق، وأنّه أخرج رواية البَزَنطي منه.
    فتحصّل أنّ رواية البَزَنطي الثانية من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا ; لأنّها ذُكرت في كتابين من الكتب المعتبرة التي كانت عليها المُعوّل، وهما: الجامع للبَزَنطي بنسختيه، وكتاب المزار لسعد بن عبد الله الأشعري.
    ها هنا تنبيهات ثلاثة:
    التنبيه الأوّل
    بدايةً نذكر بعض الأحاديث التي وردت في فضيلة الحجّ ، من أجل المقارنة فيها بين ثواب زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)وثواب الحجّ .
    حتّى إذا مااطّلعنا على ثواب الحجّ سنطّلع أكثر على عظمة ثواب زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) ، كونها أفضل من ألف ألف حجّة !
    وإليك بعض الأحاديث الوراده في بيان فضل الحجّ:
    1 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "كان أبي يقول: مَن أَمّ هذا البيت حاجًّا أو معتمرًا مبرّءًا من الكِبر، رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته اُمّه".[153]
    2 ـ عن أبي جعفر(عليه السلام): "إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه، لم يخط خطوة في شيء من جهازه إلاّ كتب الله عزّ وجلّ له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات حتّى يفرغ من جهازه متى ما فرغ، فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفًّا ولم ترفع، إلاّ كتب الله عزّ وجلّ له مثل ذلك، حتّى يقضي نسكه، فإذا قضى نسكه غفر الله له ذنوبه، وكان ذا الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل أربعة أشهر يكتب الله له الحسنات ولايكتب عليه السيئات...".[154]
    3 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "الحاجّ والمعتمر وفد الله، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفعوا شفّعهم، وإن سكتوا ابتدأهم، ويُعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم".[155]
    4 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "إنّ العبد ليخرج من بيته فيُعطي قِسمًا، حتّى إذا أتى المسجد الحرام طاف طواف الفريضة، ثمّ عدل إلى مقام إبراهيم فصلّى ركعتين، فيأتيه ملك فيقوم عن يساره، فإذا انصرف ضرب بيده على كتفيه فيقول: يا هذا، أمّا ما مضى فقد غُفر لك، وأمّا ما يستقبل فجدّ".[156]
    5 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "حجّة خير من بيت مملوء ذهبًا يتصدّق به حتّى يفنى".[157]
    6 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "حجّة أفضل من سبعين رقبة لي". قلت : "ما يعدل الحجّ شيء؟"، قال: "ما يعدله شيء، والدرهم في الحجّ أفضل من ألف ألف فيما سواه في سبيل الله".[158]
    ولابأس بذكر بعض الأحاديث المروية عن طرق العامّة في فضل الحجّ:
    1 ـ "من جاء يؤمّ البيت الحرام فركب بعيره، فما يرفع البعير خفًّا ولايضع خفًّا، إلاّ كتب الله له بها حسنة، وحطّ بها عنه خطيئة، ورفع له بها درجة، حتّى إذا انتهى إلى البيت فطاف، وطاف بين الصفا والمروة، ثمّ حلق أو قصّر، إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه، فهلمّ يستأنف العمل".[159]
    2 ـ "مَن أضحى يومًا محرّمًا ملبيًّا حتّى غربت الشمس، غربت بذنوبه، فعاد كما ولدته اُمّه".[160]
    3 ـ "إنّ للحاجّ الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة، وللماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمئة حسنة".[161]
    4 ـ "إنّ الملائكة لتصافح ركاب الحجّاج وتعتنق المشاة".[162]
    5 ـ "حجّوا ; فإنّ الحجّ يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدَّرَن".[163]
    التنبيه الثاني
    ثمّ إنّ هناك رواية وردت في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، ومضمونها قريب من صحيحة البَزَنطي الثانية، نذكرها تتميمًا للفائدة:
    روى الشيخ الكليني عن محمّد بن يحيى، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن أحمد، عن عبد الرحمن بن سعيد المكّي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن الإمام الكاظم(عليه السلام): "من زار قبر ولدي عليّ كان له عند الله عزّ وجلّ كسبعين حجّة مبرورة".
    قلت: "سبعين حجّة؟".
    قال: "نعم وسبعين ألف حجّة".
    قلت: "سبعين ألف حجّة؟".
    فقال: "ربّ حجّة لاتُقبل، من زاره أو بات عنده ليلة، كان كمن زار الله في عرشه".
    قلت: "كمن زار الله في عرشه؟".[164]
    قال: "نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا الأربعة الآخرون فمحمّد وعليّ والحسن والحسين، ثمّ يمدّ المطمار[165166]
    ورواها ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن الكليني بنفس الإسناد عن الإمام الكاظم(عليه السلام).[167]
    ورواها الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) والأمالي عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر[168169170]
    التنبيه الثالث
    لو أردنا المقارنة بين ثواب زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) والإمام الحسين(عليه السلام) ، نقول : إنّ زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) أكثر ثوابًا ; وذلك لأنّها أفضل من ألف ألف حجّة ، كما ذكرت الصحيحة الآنفة .
    أمّا فضل زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) على ألف ألف حجّة، فقد ذُكر في حديثين، ونحن نذكرهما تتميمًا للفائدة:
    الحديث الأوّل: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن حكيم بن داوود وغيره، عن محمّد بن موسى الهمداني، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عُميرة وصالح بن عُقبَة معًا، عن علقمة بن محمّد الحَضرَمي ومحمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عُقبَة، عن مالك الجُهني، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام): "من زار الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء حتّى يظلّ عنده باكيًا، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجّة، وألفي ألف عمرة، وألفي ألف غزوة، وثواب كّل حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومع الأئمّة الراشدين صلوات الله عليهم".[171]
    ولكنّ أصحابنا القمّيون ضعّفوا محمّد بن موسى الهمداني، وذكر النجاشي أنّ ابن الوليد القمّي قال فيه: "إنّه كان يضع الحديث".[172]
    كما أنّ محمّد بن خالد الطيالسي ومالك الجُهني لم يوثّقا صريحًا في كتب الرجال. وكذا صالح بن عقبة، وصرّح العلاّمة في خلاصة الأقوال أنّه كان غاليًا لا يُلتفت إليه.[173]
    والحاصل، أنّ هذا الحديث لم يكن صحيحًا عند ابن الوليد القمّي والنجاشي والعلاّمة.
    الحديث الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد المؤمن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد الكوفي، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العبدي، عن محمّد بن عبد الله بن مهران، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: "من زار قبر الحسين(عليه السلام) يوم عرفة، كتب الله له ألف ألف حجّة مع القائم، وألف ألف عمرة مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعتق ألف ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله، وسمّاه الله عبدي الصدّيق آمن بوعدي، وقالت الملائكة : فلان صدّيق زكّاه الله من فوق عرشه، وسُمّي في الأرض كَرُوبيًا[174175]
    ولكنّ النجاشي ضعّف محمّد بن عبد الله بن مهران، وقال فيه: "غال كذّاب، فاسد المذهب والحديث، مشهور بذلك".[176]
    وقال في محمّد بن سنان: "هو رجل ضعيف جدًّا لا يُعوّل عليه، ولا يُلتفت إلى ما تفرّد به".[177]
    كما وضعّف يونس بن ذُبيان، وقال في حقّه: "ضعيف، لا يُلتفت إلى ما رواه، كلّ كتابه تخليط".[178]
    والحاصل، أنّ هذا الحديث ضعيف جدًّا عند النجاشي.
    وهكذا أثبتنا اعتبار صحيحة البَزَنطي ، حتّى تعرف أنّه لايوجد واحد من أهل الحديث يشكّك في صحّة هذا الحديث ; وذلك لأنّ جلّ رواته من الأجلاّء .
    فتبيّن من جميع ما ذكرنا في الأحاديث الصحيحة، أفضلية زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)على زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) .


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن