کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة الحسن الوشّاء

     صحيحة الحسن الوشّاء


    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.
    روى الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حسن بن علي الوشّاء أنّه قال الإمام الرضا(عليه السلام):
    إنّي سأُقتل بالسمّ مظلومًا، فمن زارني عارفًا بحقّي غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.[218]
    ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.[219]
    ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحث رجالي وبحث فهرستي.
    فها هنا خطوتان:
    الخطوة الاُولى: البحث الرجالي
    وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وابن الوليد، والصفّار، وأحمد بن محمّد بن عيسى، وذكرنا أنّهم من الثقات الأجلاّء، والآن نتعرّض لبيان حال الحسن بن علي الوشّاء، فنقول:
    توثيق الحسن بن علي الوشّاء
    ذكره البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم(عليه السلام)، قائلا : "أبو محمّد الحسن بن علي الوشّاء بن زياد : ابن بنت إلياس ".
    واُخرى في أصحاب الرضا(عليه السلام)، قائلا : "الحسن بن علي الوشّاء : يُلقّب بربيع ".[220]
    وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: "الحسن بن علي الوشّاء الكوفي : ويقال له : الخزّاز ، ويقال له : ابن بنت إلياس ، له كتاب أخبرَنا به عدّة من أصحابنا عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ".[221]
    وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا(عليه السلام)، قائلا : "الحسن بن علي الخزّاز : ويُعرف بالوشّاء ، وهو ابن بنت إلياس ، يُكنّى أبا محمّد ، وكان يدّعي أنّه عربىّ كوفىّ ، له كتاب ".
    واُخرى في أصحاب الهادي(عليه السلام) بعنوان : "الحسن بن علي الوشّاء" .[222]
    وذكره النجاشي في رجاله بعنوان : "الحسن بن علي بن زياد الوشّاء" ، وذكر أنّه كان من وجوه هذه الطائفة .[223]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.
    الخطوة الثانية: البحث الفهرستي
    إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام:
    إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر من جملة كتب أحمد بن محمّد بن عيسى ، كتاب النوادر.[224]
    وروى الشيخ الطوسي هذا الكتاب من طريق عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.[225]
    وأنت خبير بأنّ هذا الطريق نفس الطريق الذي ذُكر في هذه الرواية، فإنّ الشيخ الصدوق روى عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.
    والشيخ الصدوق روى في أكثر من 70 حديثًا عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.[226]
    وكيف كان، فإنّ أحمد بن محمّد بن عيسى عندما سافر إلى الكوفة لطلب الحديث، لقي الحسن بن علي الوشّاء، وسمع منه.[227]
    والحاصل، أنّ كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى كان عند الشيخ الصدوق، وأنّه قام بإخراج هذا الحديث منه، وكان له طريق صحيح معتبر إلى هذا الكتاب.
    ولابأس بالإشارة إلى أنّ هذه الصحيحة كانت في أصلها كوفية ; لأنّ الحسن بن
    علي الوشّاء كان كوفيًا، ثمّ دخل الحديث على يد أحمد بن محمّد بن عيسى في مدرسة قمّ الحديثية، وقام القمّييون بنشرها.
    فتبيّن أنّ رواية الحسن الوشّاء من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا ; فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان في غاية الإعتبار.
    ها هنا تنبيهان:
    التنبيه الأوّل
    صرّحت صحيحة الحسن الوشّاء بأنّ زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) كفّارة لجميع الذنوب ، ما تقدّم منها وما تأخّر .
    وأرى أنّه من المناسب أن اُشير إلى آثار الذنوب وعواقبها ; حتّى نعرف كم هي عظمة فضيلة زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)التي تمسح كلّ هذه الذنوب .
    الذنوب تُبعد الإنسان عن الله ، ولا بأس بالإشارة إلى بعض الروايات التي وردت في بيان آثار الذنوب ، فنقول :
    1 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "أما أنّه ليس من عِرق يضرب ولا نَكبَة ولا صُداع ولا مَرض، إلاّ بذنب، وذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه: (وَ مَآ أَصَـبَكُم مِّن مُّصِيبَة فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِير )[228229]
    2 ـ عن أبي جعفر(عليه السلام): "ما من نَكبة يصيب العبد، إلاّ بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر".[230]
    3 ـ عن أبي اُسامة، عن أبي عبد الله(عليه السلام): "تعوّذوا بالله من سَطوَات الله بالليل والنهار". قال: قلت له: "وما سطوات الله؟"، قال: "الأخذ على المعاصي".[231]
    4 ـ عن أبي جعفر(عليه السلام): "إنّ العبد ليذنب الذنب فيُزوى عنه الرزق".[232]
    5 ـ عن أبي عبد الله(عليه السلام): "إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت، حتّى تغلّب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبدًا".[233]
    بعد أن عرفت آثار الذنوب وتبعاتها، فاعلم أنّ الله تعالى أقرّ طرقًا لمحو آثارها وإزالة تبعاتها ، فالله تعالى لا تضرّه معصية من عصاه ، وهو غنيّ عن عذابهم، لذا سبقت رحمته غضبه ، فمن آثار رحمته أنّه وضع أسبابًا لمحو تبعات هذه الذنوب والتجاوز عنها بعفوه ، منها الاستغفار والتوبة والإنابة إليه ، ومنها تعظيم نبيّه(صلى الله عليه وآله)والتقرّب إليه وإلى أهل بيته(عليهم السلام) أئمّة الهدى ، بالزيارة في حياتهم وبعد مماتهم ، فالنبيّ وأهل بيته هم من ارتضى الله شفاعتهم يوم القيامة بصريح من القرآن والسنّة ، فهم سفن النجاة التي من تمسّك بها نجا ، وليس التمسّك بهم حكرًا على أزمنتهم حتّى إذا ما ماتوا حرمت الأجيال القادمة من هذه النجاة ، فهم نجاة البشرية إلى يوم القيامة ، هم الشفعاء المرضيّون عند ربّهم، يشفعون لمن ارتضى الله ، وينقذون المذنبين من تبعات ذنوبهم ، وإلاّ ما معنى "من تمسّك بهم نجا" ؟
    فمن مشيئته تعالى أن جعل زيارة قبور النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة(عليهم السلام) من أهمّ أسباب غفران الذنوب . وهذا ما أقرّته تلك الصحيحة من إخبار الإمام الرضا(عليه السلام) بأنّ الله يغفر لزوّار قبره ما تقدّم من ذنبهم وما تأخّر .
    التنبيه الثاني
    إنّ هناك أحاديث عديدة وردت في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، ومضمونها قريب من صحيحة الحسن الوشّاء، نذكرها تتميمًا للفائدة:
    الحديث الأوّل: روى الشيخ الصدوق عن أبي علي أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن اليقطيني[234235]
    عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر[236237]
    أبي جعفر(عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين(عليهم السلام)، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "ستُدفن بضعة منّي بخراسان، ما زارها مكروب إلاّ نفّس الله كربته، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنوبه".[238]
    الحديث الثاني: روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني، عن عبد العزيز بن يحيى الجَلُودي[239240]
    الحديث الثالث: روى الشيخ الصدوق عن علي بن عبد الله الورّاق، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن علي بن النعمان[241]
    عن محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي[242243]
    الحديث الرابع: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد الله الأشعري علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق الدَّسوَائي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني(عليه السلام) فقلت له: "ما لمن زار أباك بطوس؟"،
    فقال(عليه السلام): "من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر".
    قال حمدان: فلقيتُ بعد ذلك أيّوب بن نوح بن درّاج، فقلت له: يا أبا الحسين، إنّي سمعت مولاي أبا جعفر(عليه السلام)يقول: "من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخرّ".
    فقال أيّوب: "وأزيدك فيه؟"،
    قلت: "نعم".
    فقال: سمعته ]أبا جعفر(عليه السلام)[ يقول : "من زار قبر أبي بطوس، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق".[244]
    وروى هذه الرواية من طريق آخر.
    بيان ذلك: روى علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق النيسابوري، قال:
    سمعت أبا جعفر(عليه السلام) الثاني (أو حكي لي عن رجل، عن أبي جعفر(عليه السلام) ـ الشكّ من علي بن إبراهيم ـ قال: قال أبو جعفر(عليه السلام)): "من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر".
    قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر(عليه السلام): "من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبنى له منبرًا حِذاء منبر رسول الله وعليّ حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق". فرأيت بعد أيّوب بن نوح وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.[245]
    هذا وأنّ الشيخ الصدوق روى في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) وأماليه ذيل هذه
    الرواية.
    بيان ذلك: روى الشيخ الصدوق عن أحمد بن محمّد بن يحيى[246247248]




نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن