کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    تتميم

     تتميم


    هذه نهاية الكلام في الروايات الصحيحة الورادة في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام).
    ثمّ لا بأس بصرف الجهد للتحقيق في موثقة الحسن بن علي بن فضّال ; لأنّها من الروايات المعتبرة في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، فنبسط الكلام حولها تتميمًا للفائدة:
    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.
    روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، عن أحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن إبراهيم الليثي ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني ومحمّد بن بكران النقّاش، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا(عليه السلام) أنّه قال:
    إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلايزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور. فقيل له: يا بن رسول الله، وأيّة بقعة هذه؟ قال: هي بأرض طوس، وهي والله روضة من رياض الجنّة، مَن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.[368]
    ورواها الشيخ الصدوق في الأمالي عن شيخه، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني.[369370]
    كما وروى الشيخ الطوسي في التهذيب بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني.[371]
    ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحث رجالي وبحث فهرستي.
    فها هنا خطوتان:
    الخطوة الاُولى: البحث الرجالي
    روى الشيخ الصدوق هذه الرواية عن أربعة من مشايخه:
    1 ـ محمّد بن بَكران النقّاش .[372]
    2 ـ أحمد بن الحسن القطّان المعروف بابن عبد ربّه الرازي .[373]
    3 ـ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني .[374]
    4 ـ أحمد بن محمّد بن إسحاق المُعاذي الليثي .[375]
    وكلّ واحد من هؤلاء الأربعة من مشايخ الإجازة، ولم يوثّقوا صريحًا في كتب الرجال، ومع ذلك فالرواية صحيحة.
    بيان ذلك: إنّ السيّد الخوئي في بحث كراهية إتيان الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها، ذكر الرواية التي رواها الشيخ الصدوق في كمال الدين عن محمّد بن أحمد الشيباني وعلي بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب وعلي بن عبد الله الورّاق، وقال :
    إنّ هذه الرواية وإن لم تكن صحيحة على الاصطلاح ; لعدم توثيق كلّ واحد من مشايخه الذين قد أطبقوا على نقل الرواية، إلاّ أنّ رواية كلّ من مشايخه الأربعة الرواية التي رواها الآخر، تستتبع تعاضد بعضها ببعض، وقد رواها في كمال الدين عن محمّد بن أحمد السنائي وعلي بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم المؤدّب وعلي بن عبد الله الورّاق، ورجّحها على الرواية الناهية. ومن البعيد جدًّا أن تكون رواياتهم مخالفة للواقع بأجمعها بأن يكذّب جميعهم.[376]
    فيستفاد من كلام السيّد الخوئي أنّه إذا نقل جمع من مشايخ الصدوق رواية فلنا الاعتماد عليها.
    إذ نجد في المقام أنّ أربعة من مشايخ الصدوق قد رووا هذه الرواية، ولذلك نحن نطمئنّ إليها، فإنّه من البعيد جدًّا ـ كما قاله السيّد الخوئي ـ أن يكذب جميعهم، وسيمرّ عليك بيان أكثر في تحليلنا الفهرستي للرواية.
    ونبدأ بشرح حال بقيّة رجال الإسناد ، فنقول:
    1 . توثيق أحمد بن محمّد بن سعيد
    ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:
    أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني: هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ والحكايات، تختلف عنه في الحفظ وعظمه، وكان كوفيًا زيديًا جاروديًا على ذلك حتّى مات، وذكره أصحابنا; لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم وعظم محلّه وثقته وأمانته.[377]
    وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:
    أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني، المعروف بابن عقدة الحافظ: أخبَرنا بنسبه أحمد بن عبدون، عن محمّد بن أحمد بن الجُنَيد. وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يُذكر، وكان زيديًا جاروديًا وعلى ذلك مات، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا; لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم.[378]
    وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام)، قائلاً:
    أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني السبيعي الكوفي ، المعروف بابن عقدة، يُكنّى أبا العبّاس، جليل القدر، عظيم المنزلة، له تصانيف كثيرة، ذكرناها في كتاب الفهرست، وكان زيديًا جاروديًا، إلاّ أنّه روى جميع كتب أصحابنا، وصنّف لهم وذكر اُصولهم، وكان حفظة، سمعت جماعة يحكون أنّه قال: أحفظُ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها، وأذاكر بثلاثمئة ألف حديث ، روى عنه التلّعُكبري من شيوخنا وغيره، وسمعنا من ابن المهدي ومن أحمد بن محمّد المعروف بابن الصَّلت رويا عنه، وأجاز لنا ابن الصَّلت عنه جميع رواياته، ومولده سنة تسع وأربعين ومئتين، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة.[379]
    كما أنّ العلاّمة وابن داوود تعرّضا لشرح حاله ووثّقاه.[380]
    2 . توثيق علي بن الحسن بن فضّال
    ذكر الكشّي أنّه كان من جملة فقهاء أصحابنا، وكان من الفطحيّة.[381]
    وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:
    علي بن الحسن بن علي بن فضّال بن عمر بن أيمن مولى عِكرِمة بن ربعي الفيّاض: أبو الحسن، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سمع منه شيئًا كثيرًا[382383]
    ذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:
    علي بن الحسن بن فضّال : فطحىّ المذهب ، ثقة ، كوفىّ ، كثير العلم ، واسع الرواية والأخبار ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالاثني عشر ، وكتبه في الفقه مستوفاة في الأخبار حسنة .[384]
    وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الهادي(عليه السلام) بعنوان : "علي بن الحسن بن فضّال" ، واُخرى في أصحاب العسكري(عليه السلام) مع وصفه بالكوفي .[385]
    وذكره العلاّمة في الخلاصة وابن داوود في رجاله، وذكرا أنّه كان وجه أصحابنا بالكوفة وفقيههم.[386]
    3 . توثيق الحسن بن علي بن فضّال
    ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الرضا(عليه السلام).[387]
    ومدحه الكشّي وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم.[388]
    وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:
    الحسن بن علي بن فضّال، كوفي، يُكنّى أبا محمّد ابن عمر بن أيمن، مولى تيم الله، لم يذكره أبو عمرو الكشّي في رجال أبي الحسن الأوّل... وكان مصلاّه بالكوفة في الجامع عند الاُسطُوانة التي يقال لها السابعة، ويقال لها اُسطوانة إبراهيم(عليه السلام)، وكان يجتمع هو وأبو محمّد الحجّال وعلي بن أسباط، وكان الحجّال يدّعي الكلام، وكان من أجدل الناس، فكان ابن فضّال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة، وكان يجيبني جوابًا سديدًا. وكان الحسن عمره كلّه فطحيًا مشهورًا بذلك، حتّى حضره الموت، فمات وقد قال بالحقّ رضي الله عنه.[389]
    ذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:
    الحسن بن علي بن فضّال : كان فطحيًّا يقول بإمامة عبد الله بن جعفر ، ثمّ رجع إلى إمامة أبي الحسن(عليه السلام)عند موته ، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين ، وهو ابن التيملي بن ربيعة بن بكر ، مولى تيم الله بن ثعلبة ، روى عن الرضا(عليه السلام)، وكان خصّيصًا به ، كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، زاهدًا ، ورعًا ، ثقة في الحديث وفي رواياته.[390]
    وذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الرضا(عليه السلام)، قائلا : "الحسن بن علي بن فضّال : مولىً لتيم الرباب ، كوفىّ ، ثقة ".[391]
    الخطوة الثانية: البحث الفهرستي
    ذكرت هذه الرواية في الكتاب الذي اشتهر بين أصحابنا بنسخة عن الرضا(عليه السلام)لعلي بن الحسن بن علي بن فضّال.
    وإليك تفصيل الكلام:
    إذا راجعنا رجال النجاشي تجد أنّه قال في ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضّال:
    وذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أنّه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابَوَيه، وقال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا(عليه السلام)، ولا يعرف الكوفيّون هذه النسخة، ولارويت من غير هذا الطريق.[392]
    فيُستفاد من كلام النجاشي :
    1 ـ إنّ ابن الغضائري رأى كتابًا جمع فيه أحاديث عن الإمام الرضا(عليه السلام).
    2 ـ إنّ هذه النسخة كانت في الأصل لعلي بن الحسن بن علي بن فضّال.
    3 ـ إنّ الشيخ الصدوق عندما سافر إلى بغداد سمع علماء الامامية هذه النسخه منه، والظاهر أنّ هذا السفر كان بعد منصرفه من الحجّ سنة ( 355 هـ )، وسمع منه شيوخ الطائفة.[393]
    4 ـ إنّ الشيخ الصدوق نقل لشيوخ الطائفة هذه النسخة التي رواها عن جملة من مشايخه عن ابن عقدة الهمداني، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه.
    5 ـ إنّه ليس لعلمائنا البغداديّين طريق إلى هذه النسخة، وإنّهم لا يعرفونها أساسًا.
    6 ـ إنّ شيوخ الطائفة عجبوا من هذا الطريق; لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ الحسن بن علي بن فضّال لم يروِ عن أبيه إلاّ بواسطة أخويه، فيما وجدوا في هذا الطريق أنّه روى عن أبيه.
    فإنّك إذا نظرت إلى إسناد الحديث تجد أنّ الشيخ الصدوق روى عن الطالقاني وغيره، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، وهذا الطريق هو نفس الطريق الذي أشار إليه النجاشي في رجاله.
    فتبيّن أنّ النسخة التي جمع فيها الحسن بن علي بن فضّال مجموعة من أحاديث الإمام الرضا(عليه السلام) كانت عند الشيخ الصدوق، ونقل منها هذا الحديث.
    ونشير إلى بعض المواضع التي نقل فيها الشيخ الصدوق عن هذه النسخة في تراثنا الحديثي:
    1 ـ روى في أماليه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الرضا.[394]
    2 ـ وروى في الخصال بنفس الإسناد عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه قال: "للإمام علامات، يكون أعلم الناس".[395]
    ولا يخفى عليك أنّه قال في الفقيه: "وروى أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي..." إلى آخر الرواية.[396]
    3 ـ وروى في علل الشرائع بنفس الإسناد عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه قال: "إنّما سُمّي اُولو العزم اُولي العزم ; لأنّهم كانوا أصحاب العزائم ".[397]
    4 ـ روى بنفس الإسناد عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه سأل الرضا(عليه السلام): "لِمَ كُنّي النبيّ(صلى الله عليه وآله)بأبي القاسم؟"، فقال(عليه السلام): "لأنّه كان له ابن يقال له قاسم".[398]
    5 ـ كذلك بنفس الإسناد عن الإمام الرضا(عليه السلام)، قال: "من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء ، قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة".[399]
    6 ـ روى في معاني الأخبار بنفس الإسناد عن الإمام الرضا(عليه السلام) في قول الله : (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ )، قال: "العفو من غير عتاب".[400]
    7 ـ كذلك روى بنفس الإسناد عن الإمام الرضا(عليه السلام) في قول الله : (هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَ طَمَعًا )، قال: "خوفًا للمسافر".[401]
    وكيف كان، فهذه النسخة تلقّت بالقبول عند الشيخ الصدوق.
    ثمّ إنّا نجد أنّ الشيخ الطوسي نقل في موضع بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الرضا.[402]
    ويذكر في المشيخة طريقه إلى أحمد بن محمّد بن سعيد هكذا: "وما ذكرته عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، فقد أخبرني به أحمد بن محمّد بن موسى، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد".[403]
    والمراد من أحمد بن محمّد بن موسى هو ابن الصَّلت الأهوازي، وهو ثقة ; لأنّه كان من مشايخ النجاشي.[404]
    بقي شيء: إنّ النجاشي في رجاله عند ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضّال قال:
    ولم يروِ عن أبيه شيئًا، وقال: كنت أقابله ـ وسنّي ثماني عشرة سنة ـ بكتبه، ولاأفهم إذ ذاك الروايات ولاأستحلّ أن أرويها عنه، وروى عن أخويه عن أبيهما.[405]
    ولكن في طريق الشيخ الصدوق إلى نسخة عن الرضا(عليه السلام) لابن فضّال، روى علي بن الحسن بن علي بن فضّال، روى عن أبيه، وهذا لا يلائم مع ما ذكره النجاشي، فكيف التوفيق بين كلام النجاشي والطريق الذي ذكره الشيخ الصدوق؟
    قال السيّد الخوئي: "فلا مناص من الالتزام إمّا بعدم صحّة ما ذكره النجاشي، أو بعدم صحّة هذه الروايات".
    ثمّ قال:
    أو يقال: إنّ علي بن الحسن بن علي بن فضّال، لعدم فهمه الروايات لم يروِ عن أبيه فيما يرجع إلى الحلال والحرام، وأمّا روايته عنه فيما يرجع إلى اُمور اُخر ، كالزيارات وما يلحق بها، فلا مانع عنها، والفرق بينهما أنّ الروايات فيما يرجع إلى الحلال والحرام تُبتلى بالمعارضات والمخصّصات والمقيّدات، ونحو ذلك، فلا بدّ في فهمها من قوّة واستعداد. وأمّا ما يرجع إلى الزيارات، فيكفي في فهمها أن يكون للإنسان ثماني عشرة سنة.[406]
    والحاصل، أنّ علي بن الحسن بن علي بن فضّال روى هذه النسخة من أبيه، وسمع ابن عقدة هذه النسخة.
    نعم، أنّ محمّد بن بَكران النقّاش القمّي لمّا سافر إلى الكوفة لطلب الحديث تحمّل هذه النسخة ونقلها إلى قمّ، فصارت النسخة قمّية.
    كما أنّ ثلاثة اُخر من مشايخ الشيخ الصدوق تحمّلا هذه النسخة من ابن عقدة، وتحمّل منهم الشيخ الصدوق.
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رواية ابن فضّال من الروايات الصحيحة رجاليًا على ما حقّقناه، كما أنّ المصدر الذي ذُكر فيه هذا الحديث الشريف هو من المصادر المعتبرة عند مدرسة قمّ الحديثية.
    هذا تمام الكلام في تحقيق موثقة ابن فضّال، وبذلك ننهي البحث عن الروايات الواردة في فضل الزيارة الرضوية.

    * * *

    فتحصّل من جميع ما سردناه لك في هذا الكتاب صحّة هذه الأحاديث الواردة في فضيله زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، وقد عرفت أنّه ذُكر فيها أنّ زيارته(عليه السلام) تعدل ألف ألف حجّة، أو أنّ زيارته تقوم مقام زيارة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ لزائر قبره أجر سبعين شهيدًا ممّن استشهد بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ... إلخ.
    سائلاً المولى القدير أن يثيبنا على ما بذلنا من الجهد ، وأن يجعله كتابًا ينتفع به المؤمنون ، ويمحي الشكّ به عن قلوب اُولئك الذين تساءلوا عن مضامين هذه الروايات التي بذلنا لإثبات صحّة مضامينها ما نرجو عليه الإثابة، والله وليّ المؤمنين.
    سيّدي ومولاي ، أيّها الرضا يابن رسول الله ! اشتاق قلبي لزيارتك ، فليس هناك شيء يسكّن روعه غير التعلّق بأطراف قبرك الذي أضحى قبلة الزوّار .
    وأنت تعلم أنّ هذا الحبّ الذي يضطرم في قلبي حافزي على كتابة هذه السطور وتسويد هذه الوريقات ، ما كان قصدى غير أن أحظى برضاك وقبولك بضاعتى المزجاة ، راجيًا الشفاعة، وأن أحصل على كلّ ما وعدتنا بتلك الأحاديث التي أثبتّ صحّتها لشيعتك .
    وأحمد الله وأشكره أن هيّأ لي الفرص لإتمام هذا الكتاب، ووفّقني وسهّل عليّ ما صعب من مراحله ، وأثني عليه جزيل عطائه وجميل فعاله، إنّه وليّ حميد .
    وختامًا أرجو منه تبارك وتعالى لي ولإخواني القرّاء أن يتقبّل هذا الجهد المتواضع خالصًا لوجهه الكريم ، فننال به رضاه ، وأن يجعل سعينا كلّه ذخرًا للفوز في المعاد والقرب من نبيّه محمّد وآله الأطهار الميامين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين .
    مهدي خدّاميان الآراني


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن