کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة ابن مهزيار الثانية

     صحيحة ابن مهزيار الثانية


    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها ، فنقول :
    إنّ لهذه الرواية ثلاثة أسانيد:
    الإسناد الأوّل: روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن مهزيار.
    كما أنّ ابن قُولَوَيه روى في كامل الزيارات عن الكليني وعلي بن الحسين وغيرهما، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن مهزيار. فطريق ابن قُولَوَيه هو نفس طريق الكليني في الكافي.
    الإسناد الثاني: روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.
    الإسناد الثالث: روى الشيخ الصدوق في الفقيه بإسناده عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني(عليه السلام).
    وأمّا نصّ الرواية: قال ابن مهزيار:
    قلت لأبي جعفر(عليه السلام): جُعلت فداك، زيارة الرضا(عليه السلام) أفضل أم زيارة أبي عبد الله(عليه السلام)؟
    فقال: زيارة أبي(عليه السلام) أفضل ; وذلك أنّ أبا عبد الله(عليه السلام) يزوره كلّ الناس، وأبي(عليه السلام) لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة.[327]
    رواها الشيخ الطوسي بإسناده عن الشيخ الكليني.[328]
    وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.[329]
    وقد عرفت أنّ للرواية ثلاثة أسانيد، والآن نتعرّض لتحقيق هذه الأسانيد.
    فها هنا خطوات ثلاثة:
    الخطوة الاُولى: تحقيق الطريق الأوّل
    روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن الكليني وعلي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن مهزيار.
    البحث الرجالي
    ذُكر في هذا الطريق ستة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لتوثيق محمّد بن موسى المتوكّل، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، والعبّاس بن معروف، وعلي بن مهزيار، والآن نتعرّض لبيان حال الشيخ الكليني، فنقول:
    توثيق الشيخ الكليني
    ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:
    محمّد بن يعقوب بن إسحاق : أبو جعفر الكليني ، وكان خاله عَلاّن الكليني الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يُسمّى الكافي، في عشرين سنة .[330]
    وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته ، قائلاً: "محمّد بن يعقوب الكليني : يُكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار ".[331]
    وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة(عليهم السلام) ، قائلا : "محمّد بن يعقوب الكليني : يُكنّى أبا جعفر ، الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، وله مصنّفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي ، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمئة في شعبان ببغداد، ودُفن بباب الكوفة ، وذكرنا كتبه في الفهرست ".[332]
    وقال الذهبي: "الكليني: شيخ الشيعة وعالم الإمامية، صاحب التصانيف، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي الكليني".[333]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.
    البحث الفهرستي
    إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا.
    ولقد سبق منا الكلام في هذا الكتاب وقلنا إنّه عند مراجعة رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجدهما يذكران في عداد كتب إبراهيم بن هاشم كتاب النوادر.[334]
    كما أنّ النجاشي والشيخ رويا بالإسناد عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب.
    وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع علي بن مهزيار فأدرج هذا الحديث في كتابه النوادر، ثمّ قام ابنه علي بن إبراهيم بتحمّل هذا الكتاب من أبيه، كما أنّ علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق) والشيخ الكليني تحمّلا هذا الكتاب من شيخهما علي بن إبراهيم.
    والحاصل، أنّه عند الكليني وعلي بن الحسين بن بابَوَيه نسخة من كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهي نسخة علي بن إبراهيم.
    الخطوة الثانية: تحقيق الطريق الثاني
    روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.
    البحث الرجالي
    ذُكر في هذا الطريق ستة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لتوثيق جمعيهم، وذكرنا أنّهم كلّهم من الثقات، فالرواية صحيحة إسنادًا.
    البحث الفهرستي
    إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لعلي بن مهزيار، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب علي بن مهزيار.[335]
    كما وروى النجاشي هذا الكتاب من طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.
    وكيف كان، فعلي بن مهزيار سمع الإمام الجواد(عليه السلام)، فذكر هذا الحديث في كتابه المزار، وبعد ذلك قام العبّاس بن معروف بتحمّل هذا الكتاب وسماعه من مؤلّفه.
    ففي الواقع أنّه كان عند العبّاس بن معروف نسخة من كتاب المزار لعلي بن مهزيار، ثمّ تحمّل إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب من اُستاذه العبّاس بن معروف، وبعد ذلك تحمّل علي بن إبراهيم من أبيه. كما نقل هذا الكتاب محمّد بن موسى المتوكّل، وتحمّل منه الشيخ الصدوق.
    والحاصل، أنّ كتاب المزار لعلي بن مهزيار كان عند الشيخ الصدوق. ولقد ذكرنا أنّه كان لهذا الكتاب نسخة اُخرى رواها ابن الوليد عن الصفّار، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.
    فتبيّن أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي، كما أنّها ذُكرت في مصدرين مهمّين من المصادر الأوّلية التي عليها المُعوّل، وهما كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وكتاب المزار لعلي بن مهزيار.
    الخطوة الثالثة: تحقيق الطريق الثالث
    ذكرنا أنّه روى الشيخ الصدوق هذه الرواية في الفقيه بإسناده عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني(عليه السلام).
    وذكرها الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه هكذا: "وما كان فيه عن علي بن مهزيار... وروّيته أيضًا عن محمّد بن الحسن رضي الله عنه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن على بن مهزيار الأهوازي".[336]
    البحث الرجالي
    رجال هذا الطريق كلّهم من الثقات الأجلاّء، كما أنّ المراد من محمّد بن الحسن في صدر كلام الشيخ الصدوق هو ابن الوليد القمّي.
    البحث الفهرستي
    إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب علي بن مهزيار.[337]
    كما وروى النجاشي هذا الكتاب من طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار. وهذا هو نفس الطريق الذي
    ذكره الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه.
    والحاصل، أنّه كان عند العبّاس بن معروف نسخة من كتاب المزار لعلي بن
    مهزيار، روى الصفّار هذه النسخة، كما أنّ ابن الوليد سمعها وتحمّلها.
    ووصلت هذه النسخة إلى الشيخ الصدوق ونقل عنها في الفقيه.
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب النوادر لابن أبي عُمير، وفي كتاب المزار لعلي بن مهزيار.
    ثمّ إنّا ذكرنا أنّه روى المشايخ الثلاثة (الكليني ، الصدوق ، الطوسي) هذه الرواية، ممّا يدلّ على كثرة اعتبارها عند أصحابنا.
    ولطالما كنت اُسائل نفسي عن أصحّ الروايات التي وردت في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) ، فلم أكن أعدو هذه الرواية ، فهي من أصحّ الروايات وأكثرها اعتبارًا في فضل الزيارة .
    وقد عرفت أنّه قد صرّح الإمام الجواد(عليه السلام) في هذه الصحيحة بأنّ زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) أفضل من زيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، وأجاب في ذيلها عن السبب .
    وحريّ بنا أن نقف عند هذه النقطة بشيء من التحليل ، فنقول : إمامة الإمام الرضا(عليه السلام) هي بمثابة حلقة الوصل بين من سبقه ومن جاء بعده من الأئمّة سلام الله عليهم ، فالاعتقاد بإمامته(عليه السلام) وقبولها بمثابة الاعتقاد بإمامة من بعده من الأئمّة وقبولها ، ومن ثمّ الاعتقاد بإمامة الأئمّة الاثني عشر(عليهم السلام) ، وهذا معنى قوله : "لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة" ، ولذا كان كلّ هذا التأكيد على زيارته .
    ولقد أجاد ايضاح ذلك العلاّمة المجلسي حين قال : "إنّ مِن فرق الشيعة لا يزوره إلاّ من كان قائلاً بإمامة جميع الأئمّة، فإنّ من قال بالرضا(عليه السلام) لا يتوقّف فيمن بعده، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر".[338]




نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن