کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة داوود الجعفري

     صحيحة داوود الجعفري


    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.
    روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم داوود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ(عليه السلام) يقول:
    إنّ بين جبلي طوس قبضة قُبضت من الجنّة، مَن دخلها كان آمنًا يوم القيامة مِن النار[339]
    رواها الشيخ الصدوق في الفقيه مرسلاً عن الإمام الجواد(عليه السلام).[340]
    كما أنّ الشيخ الطوسي رواها في تهذيب الأحكام بإسناده عن علي بن إبراهيم، عن داوود الجعفري.[341]
    وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.[342]
    ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحث رجالي وبحث فهرستي.
    فها هنا خطوتان:
    الخطوة الاُولى: البحث الرجالي
    وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، ومحمّد بن موسى المتوكّل، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم. والآن نتعرّض لبيان حال داوود بن القاسم الجعفري، فنقول:
    توثيق داوود بن القاسم الجعفري
    ذكر الكشّي أنّ له منزلة عالية عند الأئمّة(عليهم السلام) ، وذكر أنّ رواياته تدلّ على ارتفاع في القول[343]
    وذكره البرقي في رجاله في أصحاب الجواد(عليه السلام) بعنوان : "داوود بن القاسم" .[344]
    وذكره النجاشي في رجاله بعنوان : "داوود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب" ، وذكر أنّه كان عظيم المنزلة عند الأئمّة(عليهم السلام) ، ووثّقه ، ولكن لم يذكر له طريقًا إلى كتابه .[345]
    وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:
    داوود بن القاسم الجعفري : يُكنّى أبا هاشم ، من أهل بغداد ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الأئمّة(عليهم السلام) ، وقد شاهد جماعة منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر(عليهم السلام)، وقد روى عنهم كلّهم ، وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيّد فيهم ، وكان مقدّمًا عند السلطان ، وله كتاب، أخبرَنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه .[346]
    وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا(عليه السلام)، قائلا : "داوود بن القاسم الجعفري : أبو هاشم".
    واُخرى في أصحاب الجواد(عليه السلام)، قائلا : "داوود بن القاسم الجعفري : يُكنّى أبا هاشم ، من ولد جعفر بن أبي طالب ، ثقة ، جليل القدر".
    وثالثةً في أصحاب الهادي(عليه السلام)، قائلا : "داوود بن القاسم الجعفري : يُكنّى أبا هاشم ، ثقة ".[347]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.
    الخطوة الثانية: البحث الفهرستي
    إذا راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجد أنّهما ذكرا أنّ لداوود الجعفري كتابًا.[348]
    كما أنّ الشيخ الطوسي روى هذا الكتاب عن عدّة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، عن ابن بطّة، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن داوود الجعفري.
    ولا بأس بالإشارة إلى أنّ الشيخ الطوسي روى هذا الكتاب من فهرست ابن بطّة.
    بيان ذلك: إنّ قدماء أصحابنا(رحمهم الله) اهتمّوا بكتابة أحاديث أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) أكثر اهتمام ، فألّفوا كتبًا كثيرة في هذا المجال ، كما أنّ هذه الكتب نُقلت من طبقة إلى طبقة. وبعد أن كثرت المؤلّفات والكتب، قام أصحابنا بتأليف كتب الفهارس .
    والمراد من الفهارس هي الكتب التي جُمعت فيها أسماء مؤلّفي الكتب مع ذكر الطرق إليها ، وكانت الجهة الأساسية في الفهارس هي الحجّية ، بحيث تُذكر فيها الطرق إلى الكتب من الاُصول وغيرها .
    ومن أشهر الكتب في هذا المجال كتاب فهرست الشيخ، ورجال النجاشي ; فإنّ الشيخ الطوسي والنجاشي قاما بذكر جُلّ كتب القدماء من أصحابنا مع ذكر طرقهما إليها .
    واستندا في تأليفيهما إلى الكتب الفهرستيّة التي اُلّفت قبلهما ، وأشارا في كتابيهما إلى ثمانية فهارس ، وهي: فهرست سعد بن عبد الله الأشعري ، وفهرست عبد الله بن جعفر الحِميَري ، وفهرست حُمَيد بن زياد ، وفهرست ابن بطّة ، وفهرست ابن الوليد ، وفهرست ابن قُولَوَيه ، وفهرست الشيخ الصدوق ، وفهرست ابن عبدون .
    ثمّ إنّ النجاشي قال في رجاله عند ترجمة ابن بطّة:
    محمّد بن جعفر بن أحمد بن بطّة المؤدّب : أبو جعفر ، القمّي ، كان كبير المنزلة بقمّ ، كثير الأدب والفضل والعلم ، يتساهل في الحديث ويعلّق الأسانيد بالإجازات ، وفي فهرست ما رواه غلط كثير .[349]
    وهذه العبارة ظاهرة في أنّ لابن بطّة كتاب فهرست، كما أنّ لسعد بن عبد الله الأشعري وعبد الله بن جعفر الحِميَري وحميد بن زياد وغيرهم . قال في ترجمة سفيان بن صالح :"سفيان بن صالح : ذكره ابن بطّة في فهرسته ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ".[350]
    وكذلك قال في ترجمة محمّد بن عبد الرحمن بن قبّة : "له كتب في الكلام ، وقد سمع الحديث وأخذ عنه ابن بطّة ، وذكره في فهرسته الذي يذكر فيه مَن سمع منه ".[351]
    والحاصل ، إنّ النجاشي صرّح في ثلاثة مواضع من رجاله بأنّ لابن بطّة القمّي كتاب فهرست.
    ثمّ إنّا إذا راجعنا فهرست الشيخ ورجال النجاشي ، نجد أنّهما اتّفقا في النقل عن ابن بطّة في مجال الفهرست في 86 موضعًا . كما أنّ الشيخ انفرد في 139 موضعًا في النقل عن فهرست ابن بطّة ، والنجاشي في 43 موضعًا .
    إذا عرفت هذا فنقول: إنّ النجاشي في ترجمة داوود الجعفري ذكر أنّ له كتاب، ولكن لم يذكر طريقًا إلى هذا الكتاب. وذكر الشيخ الطوسي الكتاب وذكر طريقه إليه من طريق فهرست ابن بطّة، فإنّه اعتمد كثيرًا على هذا الفهرست.
    ونحن نعتقد أنّ النجاشي رأى هذا الكتاب، ولكن لم يعتمد على طريق ابن بطّة.
    ويستفاد من كلام الشيخ في فهرسته أنّ ابن بطّة روى هذا الكتاب من أحمد بن محمّد بن خالد عن داوود الجعفري.
    وكيف كان، أنّ للنجاشي مناقشة في فهرست ابن بطّة، ولذلك لم يعتمد على الطريق الذي ذكر فيه إلى كتاب داوود الجعفري، ولكنّه تسالم على أنّ لداوود الجعفري كتابًا.
    ونحن إذا راجعنا كتابي الكافي وتهذيب الأحكام، نجد في مواضع عديدة أنّه قد روى علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن داوود الجعفري.[352]
    كما أنّا نجد في إسناد هذه الرواية أنّه روى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن داوود الجعفري. فمن المحتمل أنّ إبراهيم بن هاشم تحمّل نسخة من كتاب داوود الجعفري ونشرها في قمّ ; لأنّه هو أوّل من نشر حديث الكوفيّين في قمّ.[353]
    ولكنّ الإنصاف أنّ وجود كتاب داوود الجعفري عند الشيخ الصدوق يحتاج إلى شواهد أكثر، ولذلك نحن احتملنا أنّ المصدر الذي كان عند الشيخ الصدوق والذي أخذ هذه الرواية منه هو كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم.
    بيان ذلك: إنّ رجال النجاشي وفهرست الطوسي ذكرا في عداد كتب إبراهيم بن هاشم كتاب النوادر .[354]
    وكيف كان، أنّ إبراهيم بن هاشم رأى هذا الحديث في كتاب داوود الجعفري وأدرجها في كتابه النوادر. وبما أنّ الشواهد تشير إلى أنّ كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم كان عند الشيخ الصدوق، فنحتمل قويًّا أنّ المصدر الأساس لهذه الرواية هو هذا الكتاب.
    فتبيّن أنّ رواية داوود الجعفري من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا. فرجال الرواية كلّهم من الثقات الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان في غاية الإعتبار.





نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن