کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    المقدّمة

     المقدّمة


    تعدّ زيارة قبر النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) وقبور الأئمّة الطاهرين من أهل بيته(عليهم السلام) وشدّ الرحال إليها، من المستحبّات التي حثّ الشرع عليها ، وقرّرتها السيرة العملية للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وأكّدت عليها النصوص الشرعية عند سائر الفِرَق .
    ولقد مارس الصحابة هذه الشعيرة في عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ثمّ التابعون، وإلى يومنا هذا .
    وليس كما يتصوّر البعض أنّ الزيارة هي علاقة بين الزائر وأكوام من الحجارة يختفي تحتها المحبّ ، وإنّما هي علاقة روحية بين الزائر وصاحب هذه الأكوام ، تسيغها حالة من الحبّ دفعت الزائر إلى القدوم للزيارة ، وهي ممارسة واعية تمارسها مجموعة للتعبير عن عمق ارتباطها بخطّ الأولياء، لتمتين حالة الولاء والحبّ للرموز القيادية والروحية لها .
    كلّ ذلك إنّما هي بنيّة القربة إلى الله، ولذا ترى أنّها تمثّل حالة روحية تضفي على الزائر شيئًا من الروحانية والولاء العقائدي .
    ومطالعة لنصوص الزيارات والأدعية يوجّه القارئ من خلال التمعّن بمضامينها الروحية وكلماتها الدينية إلى أنّ الهدف من الزيارة ليس إلاّ السير على خطى هؤلاء الأولياء، وهو رضا الله تعالى، لاالتمسّك بكومة أحجار أو قضبان حديدية .
    لذا نشير إشارة عابرة إلى أدلّة مشروعية الزيارة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، وبيان فضيلتها . فها هنا فصول ثلاثة:
    الفصل الأوّل: الزيارة في القرآن
    وردت الزيارة في مضامين أكثر من آية في القرآن الكريم ، نشير إلى اثنتين منها:
    الآية الاُولى: قوله تعالى في شأن أصحاب الكهف ونزاع القوم فيهم بعد أن أماتهم الله: (إِذْ يَتَنَـزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَـنًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ).[6]
    الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، فإنّه لمّا ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور، وهو الراجح .
    وعلى قول : إنّ الذي غلب هم أصحاب الملك، وقد صرّح بعض المفسّرين أنّ الملك الذي عثر عليهم كان مؤمنًا.[7]
    والمسجد إنّما يُعمَر ليأتيه الناس ، فيُستدلّ على أنّ مراقد أصحاب الكهف
    أضحت مزارًا ، وذلك بعد إقامة المسجد عليها حيث يُؤتى من قبل المؤمنين
    لذكر الله تعالى .
    فهذا دليل قرآني على أهمّية احترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة ، ناهيك عن اتّخاذها مسجدًا أو يُقام عندها مسجد .
    الآيه الثانية: قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّـلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ).[8]
    نزلت هذه الآية في منافقين ارتضوا التحاكم إلى الطاغوت فرارًا من التحاكم إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وهؤلاء لم يندموا على فعلهم إلاّ بعد أن فضحهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)وذكر أسماءهم ، فلوا أنّهم تابوا قبل ذلك وأظهروا الندم على ما فعلوه لاستغفر لهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) ولتاب الله عليهم .
    بيان ذلك: إنّ اثني عشر رجلاً من المنافقين اجتمعوا على مكيدة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ثمّ دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبرئيل(عليه السلام) فأخبره به، فقال(صلى الله عليه وآله):
    إنّ قومًا دخلوا يريدون أمرًا لاينالونه، فليقوموا وليستغفروا الله حتّى أستغفر لهم. فلم يقوموا، فقال(صلى الله عليه وآله): ألاتقومون؟، فلم يفعلوا.
    فقال(صلى الله عليه وآله): قم يا فلان، قم يا فلان!، حتّى عدّ اثني عشر رجلاً، فقاموا وقالوا: "كنّا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا". فقال(صلى الله عليه وآله): الآن اخرجوا عنّي، أنا كنت في أوّل أمركم أطيب نفسًا بالشفاعة، وكان الله أسرع إلى الإجابة.[9]
    فكان المسلمون عندما كان يذنبون، يأتون النبيّ(صلى الله عليه وآله) في حياته فيستغفرون ويطلبون منه الاستغفار والشفاعة لهم، ورأى المسلمون أنّ في هذا الفعل إجلال للنبيّ وتكريم له ، فاستحبّوا العمل به بعد وفاته(صلى الله عليه وآله) ، فيأتون قبره الشريف ويستغفرون عنده ويسألون الشفاعة ; إذ تكريم النبيّ وإجلاله واجب بعد موته كوجوبه في حياته .
    وكان الصحابة يعملون بذلك إلى زمن بعيد ، نذكر قصّة ردّ مالك بن أنس على أبي جعفر المنصور أحد خلفاء الدولة العبّاسية وهما عند قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) .
    دخل أبو جعفر المنصور المدينة وأراد زيارة قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله)، قال لمالك بن أنس: "أستقبلُ القبلة وأدعو، أم أستقبلُ رسول الله؟".
    فقال مالك بن أنس: "ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم(عليه السلام) إلى الله تعالى يوم القيامة؟! بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله تعالى".[10]
    والحاصل، أنّ هذه الآية تدلّ على الحثّ على المجيء إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وطلب الاستغفار منه ، في حياته وبعد مماته ; تعظيمًا له وتكريمًا لمقامه .
    الفصل الثاني: الزيارة في السنّة النبويّة
    اختلفت مراحل تشريع زيارة القبور في عهد الرسالة ، فمرّة كانت الإباحة كالشرائع السابقة ، كما أوضحنا بالإشارة إلى آية الكهف ، ومرّة المنع من الزيارة لعلّة سنذكرها بذكر حديث نبويّ ، وأخيرًا العودة إلى الإباحة بشروط .
    يلخّص ما ذكرنا قوله(صلى الله عليه وآله) : "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها".[11]
    يدّل حديث النبيّ(صلى الله عليه وآله) هذا على أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور قبل أن ينهاهم عن زيارتها ، ثمّ أذن لهم بعد ذلك بالزيارة .
    أمّا لِمَ نهى النبيّ(صلى الله عليه وآله) عن زيارة القبور، فهذا ما توضّحه رواية ابن عبّاس عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)، حيث قال : "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولاتقولوا هجرًا".[12]
    والهجر ـ بضمّ الهاء ـ الكلام القبيح الذي ينبغي هجره لقبحه.
    قال الراغب الإصفهاني: "الهجر، الكلام القبيح المهجور لقبحه، وفي الحديث: "ولاتقولوا هجرًا" ، وأهجر فلان; إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد، وهجر المريض، إذا أتى ذلك من غير قصد".[13]
    وفي لسان العرب: "الهجر: القبيح من الكلام، والهذيان والهجر ; الاسم من الإهجار، وهو الإفحاش، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لاينبغي".[14]
    كان الناس عند زيارة القبور يقولون ما لاينبغي من الكلام، فأباح النبيّ(صلى الله عليه وآله)الزيارة، وحرّم الهجر من الكلام.
    يؤكد هذا الحديث النبويّ: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولاتقولوا ما يسخط الربّ"،[15]
    وهناك أحاديث تبيّن أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يؤسّس لأدب الزيارة ، ممّا يعني مشروعيتها ووجودها في زمنه ، ففي حديث بُرَيدة أنّه كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم عنه(صلى الله عليه وآله) : "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".[16]
    كما أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يزور القبور، ويحثّ على زيارة قبور المؤمنين والشهداء والصالحين ، وهناك أحاديث كثيرة في ذلك، نذكر منها :
    1 ـ عن بُرَيدة الأسلمي، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد اُذن لمحمّد في زيارة قبر اُمّه، فزوروها; فإنّها تذكّر الآخرة".[17]
    وصرّح الترمذي بأنّ هذا الحديث حسن صحيح.[18]
    وهذا دليل صريح على جواز قصد قبر معيّن بالزيارة.
    2 ـ عن بُرَيدة، قال: "زار النبيّ(صلى الله عليه وآله) قبر اُمّه في ألف مقنع، فلم يُرَ باكيًا أكثر من يومئذ".[19]
    وصرّح الحاكم النيسابوري بأنّ هذا الحديث صحيح على شرط البخاري ومسلم.
    ومثله عن أبي هريرة: "زار النبيّ(صلى الله عليه وآله) قبر اُمّه، فبكى وأبكى من حوله".[20]
    3 ـ عن طلحة بن عبيد الله، قال: "خرجنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يريد قبور الشهداء، حتّى إذا أشرفنا على حرّة واقم[2122]
    في الحديث دلالة صريحة على أنّ الخروج بقصد زيارة قبور بعينها لمنزلة اختصّت بها، وليس للتذكير بالآخرة فقط، وإلاّ لكانت الزيارة لأقرب المقابر في المدينة وافية بالغرض، أو لوقوف(صلى الله عليه وآله) عند القبور التي قال فيها : "قبور أصحابنا". والحديث كلّه يصرّح بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان قاصدًا زيارة قبور الشهداء وراء حرّة واقم، وهي في طرف المدينة الشرقي.
    4 ـ في الحديث الصحيح عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه كان يخرج مرارًا إلى البقيع لزيارة قبور المؤمنين المدفونين هناك. فقد روي عن عائشة أنّها قالت: "كلّما كان ليلتها من رسول الله(صلى الله عليه وآله) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، فإنّا وإيّاكم وما توعدون غدًا مؤجّلون".[23]
    5 ـ عن عبّاد بن أبي صالح: "إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يأتي قبور الشهداء باُحد على رأس كلّ حول، فيقول: السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار".[24]
    6 ـ أخرج البيهقي والحاكم عن فاطمة الزهراء البتول(عليها السلام) أنّها كانت في حياة أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) تخرج في كلّ جمعة لزيارة قبر عمّها حمزة بن عبد المطّلب، فتصلّي وتبكي عنده.[25]
    وقال الحاكم النيسابوري معقبًا على الحديث: "هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات".[26]
    الفصل الثالث: زيارة قبر النبيّ والائمّة(عليهم السلام)
    إنّ زيارة الأنبياء والأئمّة والصالحين تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بهم ، وتؤجّج في النفوس حالة الاقتداء بهم ، وإحياء آثارهم الجليلة على الإنسانية وأعمالهم الصالحة ومكارم أخلاقهم .
    وقد لاينهض أيّ عمل آخر بما تنهض به الزيارة من تقوية شعور الزائر بقربه من المزور، وما يوفّره ذلك من مقدّمات الاقتداء التامّ، وإحياء الذكر على الدوام.
    كما وتعدّ ظاهرة الزيارة حالة حضارية تعكس مدى ولاء الاُمّة لقادتها بعد مماتها ، اُولئك الذين بذلوا مهجهم لأجل هذه الاُمّة ، وهي مَعلَمة حضارية مهمّة تعكس ثقافة الرعيّة مع قادتها .
    ولقد وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار، والتي من أبرزها نيل شفاعتهم يوم القيامة.
    نذكر هنا بعض الروايات التي وردت في فضل زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله):
    1 ـ عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من زار قبري وجبت له شفاعتي".[27]
    2 ـ عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من جاءني زائرًا لاتعمله حاجة إلاّ زيارتي، كان حقًّا عليَّ أن أكون له شفيعًا يوم القيامة".[28]
    3 ـ عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من زارني إلى المدينة كنت له شفيعًا وشهيدًا".[29]
    وقوله(صلى الله عليه وآله) : "وجبت له شفاعتي" يعني أنّ الزائرين سيدخلون لزومًا فيمن تناله شفاعته(صلى الله عليه وآله) يوم القيامة .
    وهذا المعنى يتضمّن بشرى بأنّ زائر قبر الرسول(صلى الله عليه وآله) إذا كان صادقًا في قصده، لن يموت إلاّ على الإسلام، ونعمت البشرى.
    ويمكن أن يراد به الزائر لقبره(صلى الله عليه وآله) قربةً واحتسابًا، تناله شفاعة خاصّة، غير تلك الشفاعة العامّة التي تنال عموم المسلمين، بسبب الزيارة وبفضلها.
    4 ـ عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من زارني بعد موتي، كان كمن هاجر إليَّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام، فإنّه يبلغني".[30]
    5 ـ عن حاطب، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني في حياتي".[31]
    6 ـ عن أبي هريرة، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني وأنا حيّ، ومن زارني كنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة".[32]
    7 ـ عن رجل من آل خطّاب، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من زارني متعمّدًا، كان في جواري يوم القيامة".[33]
    8 ـ عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من أتاني زائرًا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة".[34]
    وهناك روايات متواترة في فضل زيارة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، لا يسعنا المقام لأن نتعرّض لها بالتفصيل، ولكن نذكر حديثين شريفين منها:
    1 ـ عن أبي عامر الساجي، قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمّد(عليهما السلام) فقلت له: "يا بن رسول الله، ما لمن زار قبر أمير المؤمنين(عليه السلام) وعمّر تربته؟"، قال: يا أبا عامر، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن علي(عليه السلام): إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال له: "والله لتقتلنّ بأرض العراق وتُدفن بها"، فقلت: "يا رسول الله، ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟"، فقال لي: "يا أبا الحسن، إنّ الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعًا من بقاع الجنّة، وعرصة من عرصاتها، وأنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحنّ إليكم، وتحتمل المذلّة والأذى فيكم، فيعمّرون قبوركم ويُكثرون زيارتها تقرّبًا منهم إلى الله، ومودّةً منهم لرسوله، اُولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، والواردون حوضي، وهم زوّاري غدًا في الجنّة".[35]
    2 ـ عن الحسن بن علي الوشّاء، عن الإمام الرضا(عليه السلام): "إنّ لكلّ إمام عهدًا في عنق أوليائهم وشيعتهم، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء، زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبةً في زيارتهم وتصديقًا لما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة".[36]
    وسوف نتعرّض في هذا الكتاب بشيء من التفصيل لبعض الروايات الواردة في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)، ونثبت صحّتها رجاليًا.
    ثمّ إنّا إذا لاحظنا هذه الأحاديث الصحيحة نستنتج كمال الثواب والأجر في زيارة الإمام الرضا(عليه السلام). ولابأس بالإشارة إلى ما ذُكر من الفضل والثواب في هذه الأحاديث قبل أن ندخل في صلب الموضوع:
    1 ـ إنّ زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) أفضل من ألف ألف حجّة.
    2 ـ إنّ من زاره(عليه السلام) غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
    3 ـ إنّ من زاره(عليه السلام) وجبت له الجنّة.
    4 ـ يكتب لزائر الإمام الرضا(عليه السلام) ثواب مئة ألف شهيد ومئة ألف صدّيق ومئة ألف مجاهد.
    5 ـ إنّ زائر الإمام الرضا(عليه السلام) يُحشر في زمرة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام).
    6 ـ إنّ زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) أفضل من زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) بكربلاء.
    7 ـ إنّ دعاء زائر قبر الإمام الرضا(عليه السلام) مستجاب.
    9 ـ إنّ زائر الإمام الرضا(عليه السلام) ينال شفاعة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام).
    10 ـ إنّ زائر الإمام الرضا(عليه السلام) يكون في الدرجات العُلى من الجنّة مع الأئمّة المعصومين(عليهم السلام).
    وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هو بصدد إثبات صحّة هذه الأحاديث التي وردت فيها هذه المضامين العالية.
    ولسوف نسلّط الضوء على خصوص الأحاديث الصحيحة ، ولذلك سنقتصر على ذكر اثني عشر حديثًا .
    نعم، نذكر في مطاوي البحث ـ بعد إثبات صحّة هذه الأحاديث ـ جملة من الأحاديث التي تكون مضامينها قريبة من الأحاديث الصحيحة.
    وأخيرًا، فإنّي أرجو أن أكون قد استوفيت الموضوع حقّه، وأرويت غليل القارئ العزيز بما أثبتّ له من صحّة ما روي في فضل زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) ، وأن أكون قد أجبت على ما قد يطرحه البعض عن صحّة مضامين هذه الروايات .
    كلّ ذلك طمعًا في نيل شفاعة صاحب هذا الكتاب ; سيّدي ومولاي المدفون بأرض طوس عليه أفضل التحية والسلام ، وأن يحسبني من زوّاره العارفين بحقّه، الراجين شفاعته يوم القيامة .


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن