هل تعرفني ؟
اسمي زينب ، وأنا يهودية ، لن تعثر على شخص قد ملأ الحقد قلبَه على نبيّ الإسلام محمّد مثلي !
هل تتعجّب ؟
يحقّ لك أن تتعجّب ; لأنّك لا تدري أنّ أعزّ مَن كان في حياتي قد قُتل على يدَيه ; زوجي ، أخي ، عمّي
[2] ألا يكون هذا كافياً لكي أفكّر بالانتقام ؟
نعم ، أُريد الانتقام لدم أعزّتي من محمّد .
في رأسي خطّة ، خطّة لقتل محمّد !
أقسمتُ أن لا أهدأ ولا يقرَّ لي قرار حتّى أقتله ، مهما يكن، فلقد صمّمتُ على قتله .
ها قد انصرمت سنتان على مقتل أعزّتي ، لا تدري كم بكيت ، وكم ذرفت من الدموع كلّ هذه المدّة .
هل تودّ أن ترافقني إلى قبر أعزّتي ؟
أترى ذاك القبر ؟ هو قبر أخي مَرحَب ; مَرحَب الذي كان بطل اليهود ومبعث فخر عوائلنا .
أخي ! لتقرّ في قبرك ; سآخذ بثأرك، وأنتقم لدمك من محمّد .
ولن أنزع لباس الحزن عليك حتّى آخذ بثأرك .
سأُسافر مسرعة إلى المدينة ; لأُقيم النائحة في المسلمين على محمّدهم .
حتماً، تريد أن تعرف لماذا قَتلَ محمّد أعزّتي ؟
كنّا من أقوام اليهود، نعيش في خيبر حياةً رغيدة .
لا أدري ماذا حصل حتّى اندفع كبار قومنا اليهود إلى أن يجتمعوا ويقرّروا الهجوم على المدينة .
لكنّ محمّداً اطّلع على ما صمّمنا عليه ، فباغتنا بجيشه .
فلم نستفق إلاّ وقد حُوصِرنا بقوّات الإسلام .
فكان أمل جميع أهالي خيبر معقوداً على أخي مَرحَب ، نعم أخي أنا مَرحَب ، الشخص الوحيد الذي بإمكانه أن يكون ذلك اليوم سببَ نجاة يهود خيبر .
اقترب جيش محمّد من قلعتنا ، ولكنّهم ما أن رأوا بريق سيف أخي مَرحَب حتّى ولّوا فراراً .
نعم ، اضطرّ جيش محمّد إلى الانسحاب مرّتين ، وأخي كالليث مرابط بقرب القلعة يحرسها .
مرحىً يا أخي البطل ، فقد شمختَ برؤوس عائلتنا عالياً .
ثلاثة أيّام مضت على محاصرة قلعة خيبر قبل أن يصمّم محمّد على إرسال عليّ لمبازرة أخي
[3] طلب محمّد عليّاً وأرسله لمبارزة أخي .
أخذ صوت عليّ يدوّي في الأجواء صائحاً :
* * *
فتقدّم أخي لمواجهته ، ماذا أقول ، طُرِح أخي بضربة واحدة من سيف عليٍّ على الأرض صريعاً يتشحّط بدمه !!
قَتَل عليٌّ أخي ، ثمّ حَمَل على عسكرنا ، فثارت حرب حامية شديدة الوطيس .
قُتل في هذه الحرب أيضاً زوجي العزيز وعمّي ، وفُتحت قلعة خيبر على يد جند الإسلام .
انصرمت سنتان على تلك الأحداث ، وأنا أفكّر في الانتقام في كلّ ساعة منها .
نعم ، كان محمّد هو السبب في مقتل أعزّتي ، فلأُوصِل نفسي بأيّة طريقة كانت إلى المدينة ; لأنفّذ خطّتي ، لآخذ بثأري وأنتقم !