يشيع الخبر في سكك المدينة أنّ النبيّ دعا الأنصار في بيته، وأنّه يكلّمهم الآن .
ويظلّ المهاجرون يحلمون بمثل هذا الشرف ، أي أن يسمعوا آخر كلام من نبيّهم .
وتتحقّق أُمنيّتهم ، فما أسرعَ ما يَقدْم بلال فيخبر جميع المهاجرين بطلب النبيّ لهم في بيته .
يغصّ بيت النبيّ مرّة أُخرى بالناس ، ويلتفّ حوله كبار المهاجرين .
يقول النبيّ : أيّها الناس ، إنّي قد دُعيت ، وإنّي مجيب دعوة الداعي ، ومرّة أُخرى أُذكّركم أنّي قد أوصيتُ إلى وصيّي ، ولم أهملكم بلا هاد لكم مِن بعدي .
وإذا بشخص يقطع كلام النبي قائلاً : فبأمر مِن الله أوصَيتَ أم بأمرك ؟ !
يتعجّب الجميع ! مَن هذا الذي يتجرّأ ويحاكم فيتفوّه بمثل هذا الكلام ؟ القرآن يصرّح أنّ جميع كلام النبيّ إنّما هو وحيٌ يُوحى به ، فما معنى هذا السؤال ؟
هل عرفته؟ إنّه عمر .
ينظر النبيّ إليه فيقول : اجلس يا عمر ! أُوصيتُ بأمر الله بتنصيب عليّ خليفةً من بعدي .
ويديم النبيّ خطابه للناس : أيّها الناس ، اسمعوا لخليفتي من بعدي وأطيعوه ، اعلموا أنّ ولاية عليّ بن أبي طالب ولايتي وولاية ربّي
[68]