کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    إقبال الفتن السود

      إقبال الفتن السود


    بعد منتصف الليل ، النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في حال استراحة .
    وفجأةً ، يثب من نومته ! يا إلهي ، ما سبب هذا الذي يعانيه النبيّ ؟ !
    يرسل في طلب بعض أصحابه ، فيحضر عليّ(عليه السلام) وبضعة أنفار عنده .
    يطلب النبيّ من هؤلاء أخذه إلى البقيع .
    يتعجّب الجميع من هذا الطلب ، لماذا يريد النبيّ وهو في هذه الحالة من المرض الذهاب إلى البقيع ؟!
    يسألونه عمّا حصل حتّى يطلب النبيّ زيارة البقيع؟
    فيجيبهم النبيّ قائلاً : أمرني ربّي بزيارة أهل البقيع[33]
    انظر ، وضع النبيّ إحدى يديه في يد عليّ والأُخرى في يد أبي رافع، وأخذ يسير الهويداء متوجّهاً نحو البقيع .
    رفيقي العزيز في هذا السفر !
    هل تودّ أن تصحب النبيّ ؟
    يصل النبيّ البقيع ، ويقول : السلام عليكم يا أهل المقابر .
    ويبقى طويلاً في البقيع يستغفر لأهله .
    وفجأةً يلتفت نحو أصحابه ويقول : أقبَلَت الفتن كقِطَع الليل المظلم يَتبْع بعضها بعضاً [34]
    ثمّ يسكت قليلاً ، كأنّه يروم قول شيء آخر فلا يجد المصلحة بذلك .
    يا تُرى ما هي تلك الفتن القادمة في جوف هذا الليل نحو المدينة ؟
    لم يكن أحد ليعلم أنّ اثنين قد انفصلا من معسكر أُسامة، وهما يحثّان السير مسرعَينِ نحو المدينة في جوف هذا الليل .
    هذان النفران جاءا لرؤية النبيّ ، قد ضاق صدرهما على النبيّ ، هل من ارتباط بين هذين النفرين وكلام النبيّ ذاك ؟
    لا أدري ، كلّ ما أدريه أنّ النبيّ كان مهتمّاً جدّاً ، فلم أرَ النبيّ هكذا قبل هذا اليوم .
    يا تُرى ماذا سيحصل غداً ، النبيّ مهتمّ لأحداث يوم غد .
    ما هي الحوادث التي ستحدث يوم غد حتّى جعلت النبيّ يهتم كلّ هذا الاهتمام ؟
    غداً ستحدث نقطة عطف في تاريخ البشرية ، مع انبثاق فجر يوم الأربعاء ، ستنبثق مظلومية أحبّاء الله .
    كأنّك تحدّث نفسك : كيف تعلم كلّ هذا ؟
    يا عزيزي ، انظر مرّةً أُخرى إلى وجه النبيّ ، انظر كم هو مترقّب وحريص على أمر ما !
    ثمّ انظر نحو المدينة ، أعني مدخل المدينة !
    صحيح ، لا يمكنك في هذا الظلام الحالك أن ترى شيئاً .
    ولكن في هذه اللحظة يدخل هذان النفران المدينة .
    هذان النفرانِ اللذانِ جَهِد النبيّ في إبعادهما عن المدينة ، ولكنّهما يعودان إليها !
    يلتفت النبيّ نحو عليّ ويقول : إنّ جبرئيل كان يعرض علَيَّ القرآن كلّ سنة مرّة ، وقد عرضه علَيَّ العامَ مرّتين ، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي . يا عليّ ، إنّي خُيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنّة ، فاخترتُ لقاء ربّي والجنّة[35]
    فيبكي عليّ وتسيل الدموع على خدّيه رقراقة ، ويبكي الحضور لبكاء عليّ .
    يقرّر النبي العودة إلى بيته .
    هل سيفكّر الناس يوم غد في معنى كلام النبيّ ؟
    هل سيفهم الناس مقصود النبيّ من الفتنة القادمة نحو المدينة ؟
    أسأل الله أن يكون الناس قد وَعَوا معنى كلام النبي .


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب إلى الرفيق الأعلى نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن