بعد سويعات يصل الخبر إلى النبيّ بمرض بِشْر ، اصفرّ لونه وأصابته حمّى شديدة .
يا إلهي ، ماذا حصل ؟
يأتونه بطبيب يكشف حاله ، فتعلن ملاحظات الكشف عن مسمومية بِشْر من الطعام .
ولم تمضِ سوى سويعات حتّى يفارق بِشْر الحياة
[10] نعم ، تناول شيئاً من لحم الذراع ، فتأثّر أكثرَ من غيره من ذلك السمّ .
الآن الجميع قلق بشأن حياة النبيّ ، حقّاً ! ماذا سيحصل للنبيّ ؟
يأمر النبيّ كلّ من تناول شيئاً من هذه الشاة بالحجامة ، ويحتجم هو أيضاً
[11] ستتساءل : ما الحجامة ؟
كانوا قديماً ومن أجل إخراج السموم من البدن ، يخدشون موضعاً مخصوصاً من الظهر بموسى; لأجل إخراج الفاسد الدم من البدن .
رغم ذلك، ظلّت حال النبيّ تسوء شيئاً فشيئاً .
الكلّ قلق ، هل سيشفى النبي ؟
هل سيتمكّن النبيّ من إتمام رسالته ؟
لا زال كتاب الله غير كامل ، ولم يكتمل دين الإسلام بعد .
ظلّ المسلمون يبحثون عن زينب اليهودية ، أغلقوا بوّابات المدينة ، وأُحصيت حركات المارّة ; بحثاً عنها .
ومن حسن الحظّ أنّها لم تزل في المدينة لم تخرج منها بعد ، حيث كانت متخفّية في إحدى زواياها تتحيّن الفرصة للفرار .
وإلى ذلك الحين كانت زينب اليهودية تترصّد من مخبئها أخبار المدينة ; علّها تقع على خبر وفاة نبيّ الإسلام !
صحيح أنّ النبيّ مَرِض ، لكنْ شاء الله أن يُحفَظ حتّى إتمام ما بُعث لإجله .
تَقدِم مجموعة نحو مسجد النبيّ . انظر ، هؤلاء ألقوا القبض على زينب اليهودية .
يُوقفوها أمام النبيّ ، فينظر إليها .
ماذا سيفعل معها ؟
ما هو في نظرك جزاء مَن حاول قتلَ قائد المجتمع الإسلامي ؟
يقول النبيّ مخاطباً إيّاها : لقد عفوت عن ذنبِكِ ، ولكنّك قتلتِ أحد أصحابي ، ولذا سأدفعك إلى أولاده ليفعلوا بك الذي يرونه
[12] نعم ، عفا النبيّ من جهته عن ذنب هذه المرأة .
أين تجد في كلّ أصقاع هذه الدنيا مثل هذه الرحمة وهذا العفو والصفح ؟
تُسلَّم زينب اليهودية إلى أولاد بِشْر ، فيقرّر هؤلاء الانتقام لأبيهم .
ويظلّ أثر السمّ يظهر على بدن النبيّ ، فيثير هذا الأمر قلق الكثير من المسلمين
[13] هل سيشفى النبيّ ؟!