يعود سلمان الفارسي النبيَّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فيجري بينهما حوار.
في الأثناء تصل ابنة النبيّ فاطمة(عليها السلام) ، تريد تجديد النظر إلى أبيها ، وفيما كانت تدخل حجرة النبيّ كانت الدموع تترقرق في مآقيها .
يبصر النبيّ دموع حبيبته فاطمة، ويرى بكاءها ، فيقول لها :
ـ ما يُبكيك يا بنيّة ؟
ـ وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف، فَمَن لنا بعدك يا رسول الله ؟
ـ توكّلي على الله واصبري .
يرسم الغمّ خيوطه على وجه فاطمة ، فيريد النبيّ أن يقول شيئاً لتسكين خاطر فاطمة .
ـ يا فاطمة ، هل نسيتي أنّي أنا أبوكِ ؟ وزوجك عليّ خليفتي ؟ أليس عليٌّ خير البشر ؟ أوّلهم أيماناً بي ، أليس هو أشجع الناس ؟
انظر كيف ارتسمت ابتسامة السعادة على وجه فاطمة .
ويعقّب النبيّ قائلاً :
ـ هل سررتُكِ يا فاطمة ؟ أفلا أزيدك ليزداد سرورك ؟
ـ بلى يا نبيّ الله .
ـ اعلمي يا ابنتي أنّ المهديَّ الذي يصلّي عيسى(عليه السلام) خلفه من ذرّيتكِ .
فتفرح فاطمة فرحاً شديداً ، وينجلي ما كان بها من غمٍّ وهمّ
[69]