اشتاق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عليّ(عليه السلام) ، ضاق صدره لطول مكوثه في بيت عائشة دون أن يرى عليّاً .
ليتني كنت أعلم كيف كان حال عليّ في ذلك الوقت ، وقد ضاق صدره أيضاً لفراق الحبيب .
يجيل النبيّ طرفه فيما حوله ، يبصر عائشة وبعض الأفراد يحيطون به ، ولكنّ قلبه عند عليّ .
يلتفت نحو عائشة قائلاً : ادعوا لي أخي ، أُريد رؤية أخي !
تقفز عائشة من مكانها تطلب أباها أبا بكر .
تقول لأبيها : أسرِع نحو النبيّ فإنّه يطلبك !
يدخل أبو بكر الغرفة ويقترب من النبيّ ثمّ يجلس بقربه .
يفتح النبيّ عينيه ، فما أن رأى أبا بكر حتّى أعرض عنه بوجهه إلى الجهة الأُخرى .
وفي الأثناء يصل عمر ، فيقول له أبو بكر : اذهب إلى النبيّ من فورك ، فإن كلّمك فتلك فضيلة ما بعدها فضيلة ، حيث سيعلم الجميع أنّك أخوه !
يتوجّه عمر نحو فراش النبيّ ، فيُعرض النبيّ عنه أيضاً .
أُمّ سلمة التي جاءت لعيادة النبيّ تسمعه يقول : ادعوا لي أخي، أُريد رؤية أخي .
كانت تعلم مَن يعني النبيّ ، لذا أسرعت إلى من يطلبه النبيّ
[45] نعم، أراد النبيّ رؤية عليّ ، فقد اشتاق لرؤية حبيبه .
تخرج أُمّ سلمة من المنزل ، فتجد عليّاً في إحدى السكك ، فتخبره بطلب النبيّ له .
يحثّ عليّ السير لرؤية النبيّ .
ما أن تقع عينا النبيّ على عليّ حتى يتهلّل وجهه، وتعلو الابتسامة مُحيّاه ، ويقول : إليَّ إليَّ يا حبيبي عليّ
[46] يدفع الشوق بعليّ نحو النبيّ ، فيأخذ برأسه ويضمّه إلى صدره ، ويضع النبيّ يده بيده .
يلتفت النبيّ إلى من حوله آمراً إيّاهم بإخلاء المكان .
نعم ، يريد النبيّ الاختلاء بحبيبه
[47] ويبدأ بمناجاة عليّ ، وتطول النجوى .
يعلّم النبيّ عليّاً ألف باب من العلم ، يفتح كلّ باب ألف باب !
نعم ، أحاط عليّ بمليون باب علم عن النبيّ
[48] حقّاً النبيّ مدينة العلم وعليّ بابها، ومن أراد هذا العلم فليتعلّمه من عليّ
[49] انظر .
يودّع عليٌّ النبيَّ ، ويخرج من الحجرة .
يحيط الحضّار بعليّ يسألونه : ماذا قال لك النبيّ ؟
فيكتفي بالقول أنّه علّمه مليون باب علم !
نعم ، لن يبوح عليّ بسرّ النبيّ لأيٍّ كان
[50]