يصل الخبر إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ الروم ينوون الهجوم على المدينة .
لذا يعيّن أُسامةَ لقيادة الجيش الإسلامي، ويأمره بالتعسكر بالجُرْف ، ويطلب من المسلمين الالتحاق بمعسكر أُسامة
[27] والجُرف موضع على بعد ستّة كيلومترات من المدينة، وهناك عسكر أُسامة حيث ينبغي أن تلتحق به أفواج المسلمين
[28] ظلّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يؤكّد مراراً وتكراراً على الإسراع بتجهيز جيش أُسامة والالتحاق به، والتحرّك جهة الحدود مع الروم .
نعم ، إنّ النبيّ كان يعلم أنّ البعض كان يخطّط للاستيلاء على الحكومة والخلافة من بعده .
ولذا أراد(صلى الله عليه وآله وسلم) إبعاد هؤلاء الانتهازيين عن المدينة ، وإفشال مؤامرتهم لمنع عليّ(عليه السلام) من وصول الخلافة إليه
[29] على كلّ حال ، عسكر المسلمون في الجُرف ، ولكن كانت المؤامرة تُحاك لمنع الجيش من التحرّك نحو حدود الروم .
كان البعض ينتظر وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لتحقيق أهدافه في الاستيلاء على السلطة .
ليت شعري ! هل تستحقّ رئاسة أيّام معدودة كلّ هذه المحاولات لتحريف الإسلام عن مساره المخطّط له ؟ !
لقد بلّغ النبيّ وبأمر من الله تبارك وتعالى أن يتسنّم الإمام عليّ(عليه السلام) قيادة المجتمع الإسلامي من بعده .
ولكن ! إن نفعَتْ لكن !