کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    هذه أمانتي بيدك

      هذه أمانتي بيدك


    اليوم يوم الاثنين، وقد مضى ثمانية وعشرون يوماً من صفر .
    رأس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يزال في حِجْر عليّ(عليه السلام) ، يُفيق تارةً ويُغمى عليه أُخرى .
    أخذ سمّ تلك المرأة اليهودية من بدنه مأخذَه ، فلا أمل من شفائه .
    نعم ، النبيّ يقترب رويداً رويداً من نيل أُمنيّته في الشهادة .
    ويتيقّن الناس أنّ هذه هي الساعاتُ الأخيرة من عمره الشريف .
    عزيزي القارئ ، ها هو نبيّك الآن يريد أن يكلّم عليّاً بشأنك !
    اصبرْ علَيَّ قليلاً ولا تتعجّب .
    ألستَ من شيعة عليّ ؟ إذاً يحقّ لك أن تسمع هذا الكلام ، وبعدها تعجّب أو لا تتعجّب .
    ـ يا عليّ ، إنّ شيعتك وأنصارك موعدي وموعدهم الحوض يوم القيامة ، إذا جاءت الأُممُ على رُكَبها وبدا لله في عَرضِ خَلقْه ، فيدعوك وشيعتك فتجيؤوني غُرّاً محجَّلين، شِباعاً مَرويّين .
    وأمّا أعداؤك يا عليّ، فإنّهم يجوزون يوم القيامة ظِماءً مُظْمَئين، أشقياءَ معذّبين، مُسودّةً وجوههم[97]
    انظر ، الآن تدخل فاطمة(عليها السلام) مع مجموعة من نساء المدينة ومعها الحسن والحسين(عليهما السلام) حجرةَ النبيّ .
    يتوجّه الحسن والحسين نحو جدّهما فيُلقيانِ بنفسيهما عليه يحتضنانه ويبكيان .
    ينهض عليّ يريد رفعهما عنه ; وذلك لشدّة حاله .
    ولكنّ النبيّ الذي كان غارقاً في شمّ وتقبيل ولدَيه الحسنين، يطلب من عليّ أن يتركهما .
    ـ يا عليّ، دَعْني أشمَّهما ويشمّاني ، وأتزوّد منهما ويتزوّدان منّي ، أما إنّهما سيُظلَمان بعدي ويُقتلان ظلماً ، اللّهمّ إنّي أستودُعكهما وصالحَ المؤمنين[98]
    وتمضي اللحظات ثقيلة عصيبة رهيبة.
    فاطمة جالسة قرب النبيّ .
    انظر ، يأخذ النبيّ بيده يد فاطمة اليمنى ويضعها على صدره ، ويأخذ بيده الأُخرى يد عليّ .
    يريد أن يتكلّم ، ولكن يمنعه البكاء ، فلا يستطيع الكلام .
    ولمّا رأت فاطمة بكاء أبيها بكت وهي تقول : يارسول الله، لقد أحرقتَ قلبي ببكائك .
    قارئي العزيز .
    يا تُرى ماذا كان يريد أن يقول نبيّك حتّى منعه البكاء ؟
    انظر ، لا تزال يدا النبيّ تقبضان على يَدَي فاطمة وعليّ .
    وأخيراً يضع يدَ فاطمة بيد عليّ ويقول : يا عليّ، هذه وديعةُ الله ووديعة رسوله عندك، فاحفَظْها . يا عليّ، هذه واللهِ سيّدةُ نساء أهل الجنّة ، هذه واللهِ مريمُ الكبرى[99]
    ثمّ ضمّ الحسنَ والحسين وفاطمة وعليّاً إليه، ورفع يديه الضعيفتين نحو السماء وأخذ يقول : اللّهمّ إنّي لهم ولمَن شايَعَهم سِلْم ، وعدوٌّ وحربٌ لِمَن عاداهم وظلمهم .
    ويلتفت نحو فاطمة ويقول : يا فاطمة ، لا أرضى حتّى تَرضَي[100]


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب إلى الرفيق الأعلى نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن