کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    أتأذن لي بالدخول ؟

      أتأذن لي بالدخول ؟


    لحظات على مغيب الشمس والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يتهيّأ للرحيل[101]
    يلتفت نحو فاطمة(عليها السلام) ويقول : ابنتي فاطمة ، إنّي راحل عنكم ، اقتربت ساعة الرحيل .
    يرتفع صوت بكاء فاطمة ، لا يتحمّل النبيّ رؤية هذا المشهد .
    هل يستطيع فعل شيء في هذا اللحظات الأخيرة ليسلّيها ؟!
    يقرّب النبيّ ابنته منه ويبدأ يخاطبها .
    لا أدري ماذا حصل حتّى ارتسمت فجأةً ابتسامةٌ مُرهَقة على وجه فاطمة ؟! انظر ، كم هي مستبشرة !
    يا تُرى ماذا أسرّ النبيُّ لابنته حتّى سرى عنها ؟!
    أسأل فاطمة، ماذا قال لها النبيّ ؟
    تقول بأنّ النبي قال لها : أنتِ أوّلُ أهل بيتي لُحوقاً بي[102]
    نعم ، إنّ فاطمة الآن تعرف أنّها لن تبقى طويلاً بعد أبيها في هذه الدنيا ، لهذا السبب خفّ عنها بعض المصاب .
    يصعب على قلب فاطمة ابتعادها عن أبيها .
    رأس النبيّ في حِجْر عليّ، فيما تجلس فاطمة والحسن والحسين(عليهما السلام) بقربه .
    وإذا بصوت من خارج البيت : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، أدخل ؟
    مَن هذا الذي جاء في تلك اللحظات لزيارة النبيّ ؟
    تنهض فاطمة متوجّهةً نحو صاحب الصوت ، فترى أعرابياً عليه سيماء الوقار يقف خارج الدار ؟
    تقول له : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله ، إنّ رسول الله مشغول بنفسه .
    ثمّ تُغلق الباب وتعود إلى الحجرة[103]
    وبعد لحظات ، نفس صوت الرجل يطلب الإذن بالدخول .
    وتذهب فاطمة وتجيبه كما أجابته أوّل مرّة .
    مَن هذا الرجل الأعرابي يا تُرى ؟ وماذا يريد ؟
    وينادي الرجل مرّة ثالثة بالإذن بالدخول .
    ولكن هذه المرة رافعاً من صوته حتّى يُسمِعَ النبيّ .
    النبيّ يعرفه ، يلتفت إلى ابنته فيقول :
    ـ يا فاطمة مَن بالباب يطلب الإذن بالدخول ؟
    ـ إنّ رجلاً يستأذن بالدخول، فأجبناه مرّة بعد أُخرى .
    ـ يا فاطمة أتدرين مَن بالباب ؟ هذا عزرائيل ! هذا لا يطلب الإذن بالدخول على بيت أحد غير هذا البيت .
    ثمّ يرفع النبيّ صوته : ادخل[104]
    يدخل عزرائيل البيت ويسلّم على النبيّ وعلى أهل بيته .
    يجيب النبيّ سلامه ويقول :
    ـ جئتَني زائراً أم قابضاً ؟
    ـ جئتك زائراً وقابضاً ، وأمرني الله عزّ وجلّ أن لا أدخل عليك إلاّ بإذنك، ولا أقبضَ روحك إلاّ بإذنك ، فإن أذِنتَ وإلاّ رجعتُ إلى ربّي .
    ـ يا مَلكَ الموت، أين خلّفت حبيبي جَبرئيل ؟
    ـ خلّفتُه في سماء الدنيا[105]
    وما هي إلاّ لحظات حتّى كان جبرئيل نازلاً من السماء، فدنا وجلس بقرب النبيّ .
    لو أمعنتَ الفكر جيّداً ، فسترى ملكاً وخلفه آلاف الملائكة قد حلّوا هنا أيضاً .
    هل تعرفه ؟
    اسمه إسماعيل ، واحدٌ من أكبر الملائكة ، لم ينزل إلى الأرض قطّ غير هذه المرّة ، وهو في الهواء على سبعين ألف مَلك .
    جاء مع سبعين ألف ملك لاستقبال النبيّ ، إكراماً لروحه القدسية العليا[106]
    تنظر الملائكة نحو النبيّ وتقول : قد فُتِحت أبوابُ السماء ، واصطفّت الملائكة سِماطَينِ لاستقبالك .
    يحمد النبيُّ اللهَ كثيراً ويمجّده، ويقول لجبرئيل : فبشّرْني يا جبرئيل .
    فيقول له جبرئيل مجيباً : إنّ أبواب السماء قد فُتحت كرامةً لك .
    فيحمد النبيُّ الله مرّةً أُخرى ويمجّده ، ويقول لجبرئيل : فبشّرني .
    فيقول جبرئيل : أنت أوّلُ شافع وأوّلُ مشفَّع يوم القيامة ، وأنت أوّلُ من يدخل الجنّة ، وأُمّتك أوّل الأُمم دخولاً[107]
    فتطيب نفس النبيّ ويستعدّ للرحيل ، يلتفت نحو عليّ ويطلب منه أن يلي تغسيله وتكفينه بعد وفاته[108]


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب إلى الرفيق الأعلى نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن