کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    أيّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟

      أيّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟


    وتنصرم الأيّام ، وتظهر آثار المرض على بدن النبيّ .
    يستدعي النبيّ بلالاً ويطلب منه أن يؤذّن في الناس للاجتماع في المسجد .
    يشيع الخبر في المدينة أنّ النبيّ عنده خطاب مهمّ .
    يغصّ المسجد بالناس ، يدخل النبيّ .
    انظر ، النبيّ عصّب رأسه بعصابة صفراء ، وهو يتحامل نفسه .
    يصعد أعواد المنبر ، يسكت الجميع كأنّ على رؤوسهم الطير ، فيخطب قائلاً : أسألكم يا أصحابي، أيّ نبيّ كنتُ لكم ؟
    ألم أقاتل معكم في كلّ الحروب وكنت أمامكم فيها ؟
    ألم تَرَوا بأُمّ أعينكم كيف كانت الدماء تسيل من وجهي وبدني ؟
    هل لا زلتم تذكرون كيف كنت أطوي جوعاً وأنا أشدّ حجراً على بطني ؟
    فيجيبونه باكين : جزاك الله عنّا أفضل ما جازى نبيّاً عن أُمّته .
    فيقول لهم : ما أسرع ما سأفارقكم ، أُناشدكم بالله وبحقّي عليكم، من كانت له قِبَلي مظلمة فليقم فليقتصّ منّي قبل القصاص في القيامة.
    يضطرب المسجد بالبكاء والنحيب، النبيّ يطلب المحاللة من أُمّته ! !
    فيقوم رجل ويقول : يا رسول الله ، إنّ لي عندك عِدةً ، إنّي تزوّجت فوعدتني أن تعطيني ثلاثة أواقي .
    فيأمر النبيّ بإعطائه من فوره[25]
    لا يزال النبيّ جالساً على المنبر ، هل من شخص آخر يطلب النبيّ حقّاً ؟ !
    فأرى بين الجموع شخصاً يمور من بينهم، وقطرات من عرق بارد تلتصق على جبهته .
    هل عرفته ؟ إنّه عُكاشة .
    ينهض أخيراً ويتخطّى جموع المسلمين ، ويقف بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ليقول : فداك أبي وأُمّي ، لولا أنّك نشدتنا مرّةً بعد أُخرى ما كنت بالذي أتقدّم على شيء من هذا ، كنت معك في غَزاة، فلمّا فتح الله عزّ وجلّ علينا ونصر نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وكنّا في الانصراف، حاذت ناقتي ناقتك، فنزلتُ عن الناقة ودنوت منك لأقبّل فخذك، فرفعتَ القضيب فضربت خاصرتي، ولا أدري أكان عمداً منك أم أردت ضرب الناقة.
    فيقول له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : أُعيذك بجلال الله أن يتعمّدك رسول الله بالضرب، يا بلال، انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق.
    يخرج بلال من المسجد ويده على أُمّ رأسه وهو ينادي: هذا رسول يعطي القصاص من نفسه!
    يقرع الباب على فاطمة ويقول : يابنت رسول الله، ناوليني القضيب الممشوق.
    فتقول له فاطمة(عليها السلام) : يا بلال ! وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حجّ ولا يوم غزاة؟!
    فيقول : يا فاطمة، أبوك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يودّع الناس ويفارق الدنيا، ويعطي القصاص من نفسه.
    فتقول فاطمة متعجّبة : ومَن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتصّ من رسول الله ؟!
    يتناول بلال القضيب ويتوجّه نحو المسجد .
    كان الناس في المسجد على أحرّ من الجمر ينظرون إلى عكاشة ليروا ماذا سيفعل .
    يدخل بلال المسجد حاملاً القضيب، يتوجّه من فوره نحو المنبر، ويناول النبيّ ذلك القضيب .
    ينزل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من على المنبر، يناول عكاشة القضيب لكي يقتصّ منه، قائلاً له : إمّا أن تضرب وإمّا أن تعفو.
    يرتفع صوت من بين الجموع : يا عُكاشة ، أنا في الحياة بين يدي رسول الله ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله ، فهذا ظهري وبطني، فاقتصَّ منّي بيدك واجلدني مئة ولا تقتص من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) .
    قارئي العزيز !
    هل عرفت صاحب الصوت ؟ إنّه مولاي عليّ(عليه السلام) .
    يلتفت عُكاشة إلى عليّ، فيرمق دموعه تنحدر على وجهه ، فيطرق مليّاً مفكّراً ، ويطول صمته .
    فيقول له النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عُكاشة، اضرب إن كنت ضارباً .
    فيتقدّم عُكاشة نحو النبيّ والقضيب بيده ، فيبكي الناس جميعاً .
    وفجأةً يرمي القضيب على الأرض، ويأخذ بالبكاء وهو يقول : فداك أبي وأُمّي ، ومَن تطيب نفسه أن يقتصّ منك ؟!
    ثمّ يأخذ بتقبيل النبي وهو يقول : قد عفوت عنك يا رسول الله رجاء أن يعفو الله عنّي يومَ القيامة.
    يبتسم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ويلتفت نحو الحاضرين ويقول : مَن سرّه أن ينظر إلى رفيقي في الجنّة، فلينظر إلى هذا الشيخ.
    يقوم المسلمون ملتفين حول عُكاشة يقبّلون ما بين عينيه ويقولون : طوباك طوباك، نلت درجات العلى ومرافقة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
    نعم ، سيكون عُكاشة رفيق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنّة .
    ولا أخفي عليك عزيزي القارئ أنّي منذ اللحظة الأُولى قد علمت أنّ عُكاشة لم يكن قد همّ بالقصاص من النبيّ ، إنّما كان ذلك ذريعة للوصول إلى قلب الحبيب[26]


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب إلى الرفيق الأعلى نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن