أُحدّق في السماء المطرّزة بالنجوم .
ليتني أعرف ماذا سيحصل غداً .
أُفكّر في نفسي ، ليتني كنت الآن في المدينة .
إلهي ، هل سأتمكّن من رؤية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة أُخرى ؟
اليوم علمت أنّ النبيّ قد اشتدّ عليه مرضه ، ولا أمل يُرتجى لشفائه .
أنا الآن في قلق واضطراب شديدين .
سأذهب صباح الغد إلى المدينة ، أُريد رؤية النبيّ مرّة أُخرى .
والآن ، تشرق شمس يوم الثلاثاء لتسعة وعشرين مضت من شهر صفر .
أمسكُ بُعرف حصاني الأبيض الجميل ، فيما أضع قدمي في الركاب ، ها قد عزمت على الذهاب إلى المدينة .
هل تأتي معي ؟
هل تسمح لي أن أناديك بـ "رفيقي في السفر" ؟
رفيقي في السفر ! اسرِعْ في الالتحاق بي ، تفصلنا والمدينة ساعتان .
الوله لرؤية النبيّ غلب على صبرنا .
أذكر آخر مرّة رأيت النبيّ فيها ، كان يُعلِمنا برحيله ، حيث قد تعب من البقاء في سجن الدنيا الضّيق ، وأَحبَّ العروج إلى ملكوت السماوات والتحليق مع الملائكة
[2] يا ترى هل سأُفلح برؤية النبيّ ؟
انظرْ هناك ، هل ترى جدران المدينة ؟
نصل المدينة ، هلمّ إلى الأمام ، إلى وسط المدينة ، حيث مسجد النبيّ .
هل تسمع أصوات البكاء مثلي ؟ لماذا ترتفع أصوات البكاء من البيوت ؟ ماذا حصل ؟!
يا إلهي ! رحل النبيّ !
[3] هنا بيت النبيّ ، يتناهى صوت بكاء فاطمة(عليها السلام) ابنته .
نعم ، ودّع النبيّ الدنيا ، يقوم عليّ(عليه السلام) بتغسيل جسده الطاهر .
أوصى النبيّ أن لا يلي تغسيلَه غيرُ عليّ ، تُعينه ملائكة السماء
[4] حدّثت نفسي أنّ من الأفضل الذهاب إلى مسجد النبيّ ، المسجد الذي طالما ارتقى النبيّ أعواد منبره ليخطب بنا ، لا زال صدى صوته يرنّ في آذاننا .
يا إلهي ! ما أشدّ فراغ المكان ! إذن أين ذهب الناس ؟
هل من أحد يُخبرني بسرّ خلوّ المسجد من الناس ؟!
[5]