کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    الآمال المعقودة في السقيفة

      الآمال المعقودة في السقيفة


    أخرجُ من المسجد متعجّباً ، يا ترى أين ذهب الناس ؟ المدينة فارغة من أهلها هي الأُخرى .
    ربّما الناس في بيوتهم ؟
    طرقت أبواب بعض المعارف ، ولكن لا أحد يجيبني .
    أرى أحدهم يتّجه نحوي .
    ـ السلام عليكم ، أين ذهب الناس ؟ لماذا المدينة فارغة من أهلها ؟
    ـ ألا تدري ؟ الناس مجتمعون في السقيفة[6]
    ـ ما هذه السقيفة ؟ ! ماذا يجري هناك ؟
    ـ تعال معي ، هناك خبر مهمّ .
    ذهبت معه إلى غرب المدينة ، إلى خارجها .
    انظر ، هناك ظلّة كبيرة ، هذه هي السقيفة .
    ما أشدَّ اجتماعَ الناس هناك وما أشدّ ضجيجهم !
    ماذا يجري هناك ياتُرى !
    لا يوجد مكان داخل السقيفة ، أينما تنظر لن ترى سوى تَدافُع الناس ، شققت طريقي بين الجموع متوجّهاً إلى الأمام .
    ـ ماذا تفعل يارجل ؟ إلى أين تريد أن تذهب ؟ ألا ترى الطريق مسدودة ؟
    ـ ولكنّي أُريد الذهاب إلى الأمام ، أُريد أن أنقل إلى قرّاء كتابي تقريرَ ما يحصل في الداخل ، أُكلّمهم بحقيقة ما يجري هناك ، فهؤلاء لهم الحقّ أن يفهموا ماذا يحصل في المدينة .
    دخلتُ السقيفة رغم كلّ شيء ، فرأيت سريراً عليه عجوز مسجّى ![7]
    أتقدّم إلى الأمام ، يبدو أنّ الرجل العجوز مريض ، يعلو الاصفرارُ وجهه .
    يقف شاب بقربه ، يكرّر ما ينبسّ به هذا الرجل العجوز بإذنه ، بصوت مرتفع حتّى يُسمع الناس[8]
    هل تعرّفت على هذا العجوز ؟ إنّه سعد ، رئيس قبيلة الخزرج ، وهذا الشاب الواقف بقربه ولده .
    وأظنّك تعلم أنّ المدينة تتشكّل من قبيلتين ، هما الأوس والخزرج ، وكانتا قبل الإسلام في حرب دائمة ، ولكنّهما الآن ـ ببركة الإسلام ـ يعيشان بصلح ووئام .
    اليوم يجتمع كبار هذه القبيلة في هذا المكان ليقرّروا مستقبل المدينة .
    يتحامل سعد على نفسه ويقول :
    ـ يا معشر الأنصار ، لكم سابقة في الدين ، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب ; إنّ محمّداً لبث بضع عشرة سنةً في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأنداد والأوثان ، فما آمن به من قومه إلاّ رجال قليل ... حتّى أثخن الله عزّوجلّ لرسوله بكم الأرض ، ودانت بأسيافكم له العرب ، وتوفّاه الله وهو عنكم راض وبكم قريرُ عين ، استبِدّوا بهذا الأمر ; فإنّه لكم دون الناس[9]
    فأجابه الناس بصوت واحد : ما أحسن ما قلت يا سعد ، لن نعمل سوى بقولك ، أنت خليفة المسلمين !
    وماج الناس حول سعد وهم يرتجزون :

    * * *


    نفسه الشعر الذي كانوا يقرؤونه أيّام الجاهلية ، ما الذي جعل المسلمين يتذكّرون أيّام جاهليتهم ؟ !
    لم يُوارَ جثمان النبيّ بعد ، هل عادت الجاهلية ؟
    يا رفيقي في هذا السفر ، اصغِ .
    الظاهر أنّ الكلام يدور حول الخلافة ، والبحث مهمّ جدّاً ، اجتمع الناس هنا ليقرّروا خليفة النبيّ .
    يا لَلعجب ، ألم يُعيّن النبيّ في غدير خمّ عليّاً خليفةً له من بعده ؟
    أليس هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين بايعوه على الخلافة ؟ لماذا نسوا بهذه السرعة كلّ شيء ؟
    لم يمضِ على يوم غدير خم سوى ستّة وستّون يوماً فقط !
    هل نسي هؤلاء خطابَ النبيّ وسط عشرات الآلاف من الناس وهو ينادي : "مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه" ؟ ![11]
    فيما أنا أفكّر في هذا وإذا بصوت ينبعث من أقصى القوم : لن يقبل المهاجرون بهذا الكلام ، ولن يبايعوا سعداً ; لأنّهم أوّلنا إسلاماً ، وهم عشيرة النبيّ .
    يغرق الجميع في صمت طويل ، نعم ، هؤلاء المهاجرون آمنوا بالنبيّ في مكّة وهاجروا معه إلى المدينة .
    إنّهم أوّل الناس إيماناً بالنبيّ، وأغلبهم من عشيرته وأوليائه .
    يجيب أحدهم : سنقول لهم : منّا أمير ومنكم أمير !
    يسمع سعد هذا الكلام فيلتفت إلى قائله ويقول : لا تتكلّموا بهذا الكلام ، فهذا أوّل الوهن ، ليكن إصراركم على أنّ الخليفة يجب أن يكون من أهل المدينة ، وسيخضع لكم المهاجرون في النهاية[12]



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن