لا بد أنّك مثلي تتعجّب لهذا المنظر .
أقتربُ من أحدهم ، وأقول له :
ـ ألم يعيّن النبيّ عليّاً في غدير خمّ خليفةً له ؟ لماذا تلقون الخلاف بين المسلمين ؟
ـ لسنا نحن من ألقى الخلاف ، المهاجرون هم بدأوا به .
ـ ما أعجب ما تقول ! أنتم جمعتم الناس هنا أم المهاجرون ؟ هؤلاء أنتم من تريدون تعيين خليفة للنبيّ ، أنشدكم الله كفّوا عن هذا وارفعوا أيديكم ، فكّروا قليلاً بالإسلام ، ما ذَنْبُ علِىّ؟ ألأنّه من أهل مكّة ؟ ومَن تجدون أفضل من عليّ ؟
ـ لا اعتراض عندنا على خلافة عليّ !
ـ إذن ما علّة اجتماعكم هنا وسعيكم لانتخاب سعد بن عبادة خليفة لكم ؟ !
ـ ذلك لأنّا أُخبرنا أنّ المهاجرين يريدون تعيين شخص آخر خليفةً للنبيّ .
ـ بحقّكم ! لماذا ؟
ـ ألا تعلم أنّ قلوب بعض هؤلاء المهاجرين من أهل مكّة مليئة بالحقد لعليّ ؟ ألا تعلم أنّ عليّاً قد أفنى في بدر وأُحد آباء وأقارب هؤلاء ؟ إنّ قلوبهم لا تزال تقطّر حقداً عليه
[13] ـ إنّما سلّ عليٌّ سيفه دفاعاً عن الإسلام ، ولولا سيف علي لقضى المشركون على المسلمين .
ـ صحيح ، ولكنّ هؤلاء اليوم يفكّرون بالانتقام لدماء أكابرهم ، أقسموا على إقعاد عليّ في بيته ، ولمّا اطّلعنا نحن على ما بيّت هؤلاء قرّرنا عدم التخلّف عنهم، فدَعَونا إلى هذا الاجتماع ! وأنت، ألا تدري أنّهم سبقونا في الاجتماع وإقرار الخليفة للنبيّ ؟
[14] قارئي العزيز .
الظاهر أنّ أحداثاً كثيرة تجري في هذه المدينة ، يا ترى مَن هم هؤلاء الذين أقسموا على غصب حقّ عليّ ؟