تُلازم فاطمة فراش المرض ، وهذا تماماً ما ابتغاه الأعداء .
نعم ، أرادوا لفاطمة ملازمة بيتها ، فلا تخرج منه تدافع عن أحقيّة عليّ .
فهي من جانب مفجوعة بأبيها لم تهدأ عبرتها عليه بعد ، ومن جانب آخر أوجعت قلبَها مظلوميةُ بَعْلها عليّ .
ورغم مرضها لا زالت تفكّر في نصرة إمام زمانها ، إنّها ابنة خديجة ، المرأة التي أنفقت ثروتها في سبيل رسالة النبيّ ، وفدته بكلّ ما تملك .
وفاطمة اليوم تريد أن تفدي عليّاً بكلّ ما تملك .
أنفق هؤلاء المال في سبيل الباطل ، فلم لا أُنفق مالي في سبيل الحقّ ؟
أخذَتْ فاطمة تخطّط لمواجهة اقتصادية .
ولكن كيف يمكنها فعل ذلك ؟
كم تملك من المال ؟
لكأنّك تتصوّر فاطمة فقيرة .
لا تتعجّب لو قلت لك أنّه ليس في المدينة من هو أغنى من فاطمة .
لكن ممّا يؤسف له أنّنا قد صوّرناها فقيرة ، محتاجة خبز ليلها .
يجب أن نتعرّف على فاطمة من جديد .
كان دَخْل فاطمة سبعين ألف دينار في كلّ سنة
[153] هل تدري كم يعادل هذا المبلغ ؟
أكثر من ثلاثمئة كيلو ذهب أحمر !
هذا دخل سنة واحدة ، وأصل رأسمالها أكثر من ذلك بكثير طبعاً .
نعم ، لا يتصوّر الأعداء أنّ فاطمة مريضة قد أخلت الساحة لهم ، كلاّ ، الآن بدأت مواجهتها الحقيقية الأُخرى .