يستعدّ الخليفة لجلب عليّ إلى البيعة .
هؤلاء الذين أسقطوا فاطمة أرضاً ، أخذوا عليّاً إلى المسجد قسراً .
الفرح والسرور الشديد باديانِ على قنفذ لِما أبدى من خدمة الخليفة .
نعم ، ولاية مكّة بانتظاره .
جريمته هذه كانت كفيلة لتحقيق ذاك الحلم البعيد
[127] انظر كيف يسحبون المولى نحو المسجد!
[128] يمرّون به على قبر النبيّ ، فيلتفت نحوه ، وتسيل دموعه على خدّيه .
يخاطب ابن عمّه: انظر يا رسول الله ما فعلوا بأخيك .
ومعه الحسن والحسين وهما يبكيان أيضاً .
يحيط بأبي بكر جماعة شاهرةً سيوفَها ، فيما عمر قائم بالسيف على رأس عليّ
[129] يخاطب عمر عليّاً قائلاً : يا عليّ، بايع أبا بكر وإلاّ ضربتُ عنقك بهذا السيف
[130] فيلتفت عليّ نحو عمر ويقول : إذاً تقتلون عبدَ الله وأخا رسوله .
فيقول له عمر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسوله فلا!
[131] فيقول عليّ : أتجحدون أنّ رسول الله يوم آخى بين المسلمين قد آخى بيني وبينه ؟!
[132] ويسكت الجميع كأنّ على رؤوسهم الطير ، نعم يتذكّرون جيّداً ذلك اليوم الذي آخى فيه النبيُّ بين المسلمين ، في ذلك اليوم جاء عليٌّ النبيَّ وعيناه تدمعان فقال : يا رسول الله ، آخيتَ بين أصحابك ولم تؤاخِ بيني وبين أحد .
فيقول له النبيّ : أنت أخي في الدنيا والآخرة
[133] نعم ، عليّ أخو النبيّ ، وأقرب الناس إليه .