کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    لا رغبة لي برؤيتكم!

      لا رغبة لي برؤيتكم!


    ينتشر الخبر في المدينة أنّ المرض قد تفاقم على فاطمة ، فلا تستطيع الخروج من بيتها .
    تدخل عليها نساء المدينة لعيادتها .
    يجلسن بقربها فيسألنها عن حالها .
    فتقول لهنّ : أصبحتُ واللهِ عائفةً لدنياكنّ، قاليةً لرجالكنّ ، فَقُبحاً لفلول الحدّ واللَّعِبِ بعد الجِدّ ، وبئسما قدّمت لهم أنفسهم أن سَخِط اللهُ عليهم وفي العذاب هم خالدون ، فجدعاً وسُحقاً وعقراً وبُعداً للقوم الظالمين[207]
    فيبكين نساء المدينة لكلام فاطمة .
    ويذهبن إلى أزواجهنّ فيُخبرنَهم أنّ فاطمة ساخطة عليهم .
    أنتم سمعتم نبيَّكم يقول : "فاطمةُ بَضعةٌ منّي، مَن آذاها فقد آذاني" فاذهبوا إلى فاطمة واطلبوا رضاها[208]
    ويسقط ما بيدِ رجال المدينة، فبالنتيجة يجب أن يستمعوا لكلام نسائهم .
    انظر ، يتوجّه كبار المدينة إلى بيت فاطمة .
    يريدون طلب المغفرة والسماح من فاطمة .
    طرقات على الباب، يفتح علي .
    يرى قوماً من كبار المهاجرين والأنصار جاؤوا لعيادة فاطمة .
    فيجلسون قبالتها ويقولون لها : يا سيّدة النساء ، لو كان علي ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نُبرم العهد ونُحكم العقد، لما عدلنا عنه إلى غيره !
    فقالت ممتعظة: إليكم عنّي! فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم.
    نعم ، يريد هؤلاء إلقاء اللوم على علي لعدم حضوره السقيفة !
    ولكنّهم كانوا يعلمون أنّ عليّاً كان مشغولاً في تلك اللحظات بتغسيل النبيّ ، فهل من الوفاء أن يترك النبيَّ مسجّىً ليحضر السقيفة فينازع القوم فيها؟!
    أليس هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين بايعوا عليّاً في غدير خمّ ؟ ماذا حصل فنقضوا عهدهم ؟!
    ألم تتوجّه فاطمة ومعها بعلها وولداها بعد السقيفة بأيّام ثلاثة إلى بيوت الناس تطرقها باباً باباً تطلب نُصرتَهم ووقوفهم إلى جانبها ؟ لماذا لم يجيبوها ؟!
    هؤلاء الناس يتعلّلون بالأعذار لعدم وفائهم ، وهم أنفسهم يعلمون أنّ عذرهم هذا قبيح مثل ذنبهم !
    فتلتفت فاطمة نحوهم وتقول لهم : إليكم عنّي، لا أُريد رؤيتكم ، ولا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم[209]
    فيُطأطئ الجميع برؤوسهم إلى الأرض ; إقراراً بنكثهم وخزيهم الذي لا يُرحَض!



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن