رفيقي العزيز ، انظرْ هناك ، أقصدُ هذين النفرين الذين يَجِدّانِ السير نحونا .
يبدو أنّهما مُقبلان من عند السقيفة
[19] لم أدرِ لماذا هما مضطربان إلى هذه الدرجة ! أتدري؟ سأكلّمهما .
ـ أنتما! انتظِرا ، إلى أين بهذه العجالة ؟
ـ يجب أن نصل بسرعة إلى أكابرنا ، لن نسمح أبداً بانتخاب خليفة من أهل المدينة.
قالا هذا فيما هما يسرعان بالتوجّه نحو بيت النبيّ .
يدخل أحدهم البيت ويجلس بقرب عمر ، يأخذ بيده ويقول :
ـ انهض معي بسرعة !
ـ ويحك ، ألا ترى أنّي مشغول هنا ؟ إنّ جسد النبيّ لم يُوارَ بعد .
ـ لا حيلة لي ، جئتك بخبر مهمّ .
ـ قل ما وراءَك ؟!
ـ ليس هنا ، لنذهب إلى خارج الدار .
ينهض عمر من مكانه ويتوجّه معه إلى الخارج .
ـ قل ما عندك بسرعة لأرى ما هو خبرك .
ـ يا عمر ! ما هذا الجلوس وأهل المدينة قد اجتمعوا في السقيفة يبايعون رئيس الخزرج سعد بن عبادة !
يتوجّه عمر الذي صعقه الخبر بسرعة إلى داخل بيت النبيّ ، لم يكن يتصوّر أنّ الأنصار قد خطّطوا بهذه السرعة لأمر الخلافة .
هل يريد إخبار عليّ(عليه السلام) بذلك ؟ هل كان يعتزم إطفاء الفتنة ؟
لا أدري ، من الأفضل أن ندخل نحن أيضاً .
انظر ، عمر يأخذ بيد أبي بكر يطلب منه النهوض .
يقول له أبو بكر :
ـ ما تفعل ؟! أراك متعجّلاً !
ـ يجب أن نذهب إلى مكان ما، وسنرجع بسرعة .
ـ إلى أين نبرح قبل أن نواري رسول الله ؟
ـ اشتعلت الفتنة في سقيفة بني ساعدة ، يجب أن نصل إلى هناك بسرعة
[20] انظر ، يتوجّه عمر وأبو بكر ومعهما جماعة نحو السقيفة .