کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صرخة بعظمة التاريخ

      صرخة بعظمة التاريخ


    هال فاطمة ما سمعت من محاولة اغتيال الخليفة لبعلها وإمامها عليّ .
    هؤلاء سلبوا حقَّ علي واستولَوا على فدك ، والآن يريدون تيتيم أطفالها !
    لا يمكنها السكوت عن هذا بعد الآن ، قد حان وقت الصرخة .
    صرخة بعظمة التاريخ ، منقوشة على جبينه لن تنمحي .
    صرخة نصرة الحقّ وإبطال الباطل.
    وليس يتمثّل الحقّ اليوم عند فاطمة إلاّ بعليّ ، وها هي قادمة لنصرة عليّ .
    تشتمل فاطمة بجلبابها وتتوجّه نحو المسجد في لُمّة من نسوة بني هاشم .
    يقترب وقت الصلاة ، والمسجد يغصّ بالمصلّين .
    فيتساءل الناس متعجّبين : لأيّ شيء جاءت فاطمة إلى المسجد ؟!
    تجلس فاطمة في زاوية وقد ضُربت لها ملاءة .
    يخيّم السكون على جوّ المسجد .
    فتأنّ فاطمة أنّة من أعماق قلبها المكلوم .
    لا أدري ما كانت هذه الأنّة التي جعلت جميع الناس يبكون لها .
    انظر، الجميع يبكي بحرقة .
    أنّة فاطمة هيّجت عواطف الناس وأراقت مدامعهم غزيرة .
    هذه الأنّة عكست كلّ مظلومية فاطمة .
    ثمّ تسكت فاطمة ، فيما ترتفع شهقات البكاء من كلّ مكان[183]
    وبعد لحظات يخيم السكون على المسجد ، فتشرع فاطمة في خطبتها :
    ـ بسم الله الرحمن الرحيم ; الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ... .
    وأشهد أنّ أبي محمداً عبدُه ورسوله، قام في الناس بالهداية ، ثمّ قبضه ا لله إليه ، ولقد استخلف عليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق ، مؤدٍّ إلى النجاة استماعُه ، به تنال حجج الله المنورّة وفضائله المندوبة، ورخصه الموهبة، وشرائعه المكتوبة .
    فجعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن الكِبر ، والصيام تثبيتاً للإخلاص ، والحجَّ تشييداً للدين ، وطاعَتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفُرقة .
    أيّها الناس ، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمّد ... وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ونهزة الطامع، تشربون الطرق، وتقتاتون القد ، أذلّةً خاسئين تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تعالى بأبي محمّد صلّى الله عليه وآله بعد اللُّتيّا والتي... .
    وأعداء الله كلّما أوقدوا ناراً للحرب قذف أخاه ( أي عليّاً ) في لهواتها، فلا ينكفئ حتّى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه .
    كان (علي) مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون، تنكصون عند النزال، وتفرّون عند القتال .
    فلمّا اختار الله لنبيّه دار أنبيائه ظهر فيكم حسيكة النفاق، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافاً .
    هذا والعهد قريب والجرح لما يندمل، والرسول لمّا يُقبَر . زعمتم خوف الفتنة، (أَلاَ فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَُمحِيطَةُ بِالْكَـفِرِينَ ) .[184]
    ثمّ أخذتم تورون وقدتها، وتهيّجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغَويّ، وإطفاء أنوار الدين الجليّ، وإهماد سنن النبيّ الصفيّ[185]
    سكتوا كأن على رؤوسهم الطير وهم يصغون السمع لما تقول فاطمة .
    وتلتفت نحو الأنصار ( أهل المدينة ) ، فتقول لهم :
    ـ يا معشر الأنصار ! ما هذه الغَميزة في حقّي والسِّنَة عن ظُلامتي ؟! سرعان ما أحدثتم ، ولكم طاقّة بما أُحاول ، وقوّة على ما أطلب وأُزاول .
    ألا وقد قلتُ ما قلت على معرفة منّي بالجذلة التي خامرتكم ، والعذرة التي استشعرَتْها قلوبكم ،ولكنّها فيضة النفس ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثّة الصدر .
    وأنا ابنة نذير لكم بين يَدي عذاب شديد ، فاعملوا إنّا عاملون ، وانتظروا إنّا منتظرون (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ )[186187]
    وتُنهي خطبتها ، فيما يطرق الناس يعظّون على الأنامل يتلاومون فيما بينهم ، كيف كافؤوا نبيّهم بابنته ، وهذه كلمات النبيّ ليست بعيدة العهد : "فاطمة بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني " ، فما هذا الذي فعلناه ببضعة النبيّ ؟!



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن