کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    حينما تعرض الشمس بوجهها

      حينما تعرض الشمس بوجهها


    يخبر عليٌّ أبا بكر أنّه يمكنه المجيء إلى بيته .
    انظر ، يدخل أبو بكر وعمر بيت علي .
    تردّ فاطمة جواب سلامهما ضعيفاً ، ولكنّها معرضة بوجهَها عنهما إلى الحائط[212]
    ينظر عمر نحو أبي بكر فيطلب منه التكلّم.
    يقول أبو بكر :
    ـ يا حبيبة رسول الله ، والله إنّ قرابة رسول الله أحبّ إليَّ من قرابتي، وإنّك لأحبّ إليَّ من عائشة ابنتي[213]
    فلا تجيب فاطمة . فينهضان .
    ياترى إلى أين يذهبان ؟
    لا يذهبان إلى مكان ، إنّما قاما ليجلسا قبالة فاطمة .
    فتعرض بوجهها أيضاً عنهما!
    فيعقّب أبو بكر : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلاّ ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت[214]
    ياترى هل يقول أبو بكر الصدق ؟ لو كان حقّاً يُكنّ لهم كلّ هذا الاحترام الذي أبداه الآن فَلِم أمر بالهجوم على هذا البيت وأهله ؟
    فتقول فاطمة وهي لا زالت معرضةً عنهما ساخطةً عليهما : وهل راعيتَ لنا حرمة حتّى أرضى عنك ؟![215]
    فينكّس أبو بكر رأسه إلى الأرض ، فليس له مِن جواب يقوله .
    والآن حان الوقت لكي تسألهما فاطمة :
    ـ ماذا أردتما بمجيئكما هذا ؟
    ـ جئنا نعترف بخطئنا ونطلب رضاكِ .
    ـ نشدتكما بالله، هل سمعتما رسول الله يقول: فاطمة بضعه منّي وأنا منها ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ؟
    ـ اللّهمّ نعم ، قد سمعناه من النبيّ .
    ـ الحمد لله .
    انظر ، ترفع فاطمة يَدَيها الضعيفتين إلى السماء وتقول : اللّهمّ أُشهدك، فاشهدوا يا من حضرني أنّهما قد آذياني[216]
    ثمّ تقول : لا والله لا أرضى عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسولَ الله وأُخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما[217]
    فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور، وقال: أنا عائذٌ بالله من سخطه وسخطكِ يا فاطمة ، ليت أُمّي لم تلدني ولم أرَ مثل هذا اليوم !
    فيقول له عمر غاضباً : عجباً للناس كيف ولَّوك أُمورهم ! وأنت شيخ قد خَرِفت ، تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها ؟ وما لمن أغضب امرأةً ![218]
    ينصاع أبو بكر لزجر عمر فيتمالك نفسه قليلاً .
    تسمع فاطمة كلمات عمر فتقول له : والله لأدعُونّ اللهَ عليك في كلّ صلاة أُصلّيها[219]
    فينتحب أبو بكر باكياً حتّى تكاد نفسه أن تزهق .
    وأخيراً ينهضان خارجين من بيت فاطمة .
    يجلس علي بقرب فاطمة ، كانت مسرورة أنّها لقّنت الغاصب درساً هو حُجّة عليه .
    ثمّ تنظر إلى علي فتقول :
    ـ يا علي، قد صنعتُ ما أردَت ؟
    ـ نعم .
    ـ فهل أنت صانع ما آمرك ؟
    ـ نعم يا قرّة عيني .
    ـ فإنّي أُنشدك الله أن لا يصلّيا على جنازتي، ولا يقوما على قبري[220]
    نعم ، كانت فاطمة تريد أن تترك رسالة مهمّة بيد التاريخ .
    كلّ من يقرأ التاريخ سوف يتساءل لماذا لم يصلّي الخليفة على جسد وحيدة النبيّ ؟



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن