کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    التجاسر على حرمات الله

      التجاسر على حرمات الله


    ويمضي يوم على أحداث صرخة الشمس ، الخليفة جالس في بيته مفكّراً في حال لا يُحسَد عليها .
    انظر ، يَقْدم عمر لرؤية الخليفة .
    ـ كما كان جيّداً لو تركتَني بحالي !
    ـ لماذا لا تصدّق أنّي أهتمّ بأمرك ؟
    ـ هل رأيتَ ما فعَلَت فاطمة بنا أمام الناس ؟
    ـ لا عليك ، ما هي إلاّ أيّام قلائل وينسى الناس كلّ شيء .
    ـ ولكنّي خائف ، ألم تسمعها تخوّفنا بيوم القيامة ؟
    ـ أيّها الخليفة المبجل ! أقم الصلاة وثبّت دين الله وأحسن إلى الناس ولا تقلق ، ألم تقرأ القرآن ؟
    ـ كيف ؟
    ـ يقول الله : (إِنَّ الْحَسَنَـتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّـَاتِ )[194]
    فيضرب أبو بكر بيده على كتف عمر ويقول:
    ـ كم من كربة فرّجتها يا عمر .[195]
    ـ ليس الآن وقت هذا الكلام ، أرى أن تصعد المنبر وتوعد الناس وتحذّرهم التجاوز على حرمة الخلافة ، وسترى أنّ كلّ شيء سيتغيّر لصالحك .
    ـ لَنِعْمَ ما أشرت .
    ويأمر الخليفة من ينادي بالاجتماع في المسجد .
    ويغصّ المسجد مرّة أُخرى بالناس ، وهم ينتظرون صعود الخليفة المنبر ليخطب بهم .
    وأخيراً يصعد الخليفة أعواد المنبر فيخاطبهم قائلاً:
    ـ أيّها الناس ، ما هذه الرِّعة إلى كلّ قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله ؟
    ألا من سمع فَلْيَقل ، ومن شهد فليتكلّم ، إنّما هو ثُعالةٌ شهيدهُ ذَنَبُه ، مربٌّ لكلّ فتنة !
    تستعينون بالضَّعَفة وتستنصرون بالنساء ، كأمّ طِحال أَحبُّ أهلها إليها البغي .
    ألا إنّي لو أشاء أن أقول لقلت ، ولو قلت لبحت ، إنّي ساكت ما تُرِكت[196]
    ياترى من كان يعني أبو بكر بكلامه هذا ؟
    يا إلهي ؟
    لا يكون مقصوده ... .
    أطعني أيّها القلم الكليل ، ودعني أبوح بكلّ ما أدريه ، وإن تكن الحقيقة مُرّة ، فأنا واعدت أصدقائي بكتابة كلِّ ما أعرف عن حقائقَ حاوَلَ التاريخ طمسها وإخفاءَها عن الناس .
    يا مولاي ! هل تسمح لي بكتابة هذه العبارة في هذا الكتاب ؟
    أنت العارف بعشق هذا القلم لك .
    إنّما أُريد أن أوضّح للناس كم أنت مظلوم يا مولاي .
    صديقي العزيز ، يريد أبو بكر أن يقول أنّ عليّاً لأجل إثارة الفتنة قدّم فاطمة أمامه ، وجعلها شاهد حقّه .
    ولكن لا أدري هل أحكي لك قصّة أُمّ طِحال أم لا ؟
    أُمّ طحال امرأة في الجاهلية فاجرة معروفة بالفسق ، كانت ترغّب النسوة من بني قومها بالزنا .
    وها هو أبو بكر يشبّه مولاك بهذه المرأة !!
    معذرة إليك يا أمير المؤمنين ، إنّما كلّ همّي رواية مظلوميتك وشرحها للناس .
    هذه ترجمة كلمات أبي بكر : يستعين عليٌّ بالنساء من أجل الوصول إلى هدفه ، كما تستعين أُمّ طحال بنساء قومها .
    قد تُخطِّئني بذلك قارئي العزيز ، وتقول بأنّ أبا بكر لم يلمّح بكلامه الآنف لعلي وفاطمة; إذ كيف يُعقَل التجاسر مِن على منبر رسول الله على أعزّ الناس إليه ؟ !
    أرجو أن يكون الحقّ معك .
    اسمع ، صوت مَن هذا القادم ؟
    إنّه صوت امرأة تصيح : يا أبا بكر ، ألِمِثل فاطمة يُقال مثل هذا الكلام ؟
    هي والله الحوراء بين الإنس ، رُبّيَت في حجور الأتقياء وتناولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خير منشأ ، ورُبّيت خير مربأ .
    هي خِيَرة النسوان، وأُمّ سادة الشبّان ، وعديلة ابنة عمران، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فوالله قد كان يشفق عليها من الحرّ والقر ، ويوسّدها بيمينه ، ويلحفها بشماله رويداً ، ورسول الله بمرأى منكم وعلى الله تَرِدون غداً .
    واهاً لكم فسوف تعلمون[197]
    رفيقي في هذا السفر ، هل تعلم شخص القائل ؟
    إنّها أُمّ سلمة زوجة النبيّ .
    لم تستطع أن تسمع تعريض أبي بكر هذا بفاطمة وتقليله من احترامها وعلى منبر أبيها .
    فأوضحت بكلامها هذا للناس مقام فاطمة المبجّل .
    يأمر أبو بكر بحرمانها من عطائها تلك السنة[198]
    صحيح أن أُمّ سلمة زوجة النبيّ ، ولكن بسبب حمايتها لفاطمة ووقوفها معها يجب أن تعاني الفقر والحرمان ، فقطع عطاءَها سنةً كاملة !
    نعم ، الآن يمكنك أن تفهم لماذا كان الناس في المسجد لا يردّون كلام الخليفة ولا يقفون في وجهه .
    كانوا يحبّون الدنيا ، يحبّون الذهب ، كانوا يخافون أن يُمنع عطاؤهم من بيت المال .
    نعم ، المال هو سرّ سكوت الناس ذاك .


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن