اليوم هو يوم الجمعة ، الثاني من ربيع الأوّل ، أربعة أيّام انصرمت على رحيل النبيّ من بين ظَهرانِينا .
يجتمع المسلمون في المسجد يتساءلون :
ـ لماذا لا يأتي عليٌّ إلى المسجد ويصلّي خلف الخليفة ؟
ـ هو لم يبايع الخليفة ، واليوم هو يوم الجمعة ، حيث سُتقام أوّل صلاة الجمعة بإمامة أبي بكر ، لابدّ من إحضار عليّ بأيّ طريقة !
ـ ألم تسمع أنّ جماعة ممّن خالفَنا يجتمعون في بيت عليّ ؟ لا بدّ من تفريقهم، وإلاّ !
[74] يقرّرون مخاطبة الخليفة بهذا الشأن .
يوافق أبو بكر رأيهم ، فيُصدر أمراً بالهجوم على بيت عليّ
[75] يقفز عمر من مكانه ويتوجّه من حينه ـ تُرافقه جماعة ـ نحو بيت عليّ .
يلاحظ من بين هؤلاء رئيس قبيلة الأوس ! وحينما ينزل رئيس قبيلة الأوس إلى الساحة فهذا يعني نزول الأوس معه
[76] ولكن ماذا يجري في بيت عليّ ؟
بعض أصحاب عليّ يجتمعون هناك ، هل تعرفهم ؟
سلمان ، المِقداد ، عمّار ، أبو ذرّ ، وترى بينهم طلحةَ والزبير .
وانظر أيضاً ذلك الشيخ الكبير، العبّاسَ عمَّ النبيّ
[77] لم يبايع أيّ واحد من هؤلاء الخليفة ، أرادوا البقاء أوفياءَ على بيعتهم لعليّ .
إذا كانت الأكثرية قد انفصلت اليوم عن إمام زمانها، فإنّ هذه القلّة أثبتت أنّ المقياس هو ليس اتّباع الأكثرية ، وإنّما بالاستقامة على الطريق الصحيح ، والوقوف إلى جانب الحقّ والحقيقة .